ستظل قضية تطوير المؤسسة التعليمية وإصلاحها فى مصر بصفة عامة ، وإصلاح المدرسة بصفة خاصة، من الإهتمامات الحكومية والمدنية معا لارتباطها بحياة الإنسان ونمائه لمواجهة متغيرات العصر، فالطريق الصحيح والسليم لبناء هذا الإنسان وتكوينه هو الإعتراف بحقوقه ومنها الحق في التعليم ، وكفالة هذه الحقوق والمحافظة عليها كاملة غير منقوصة .
والإعتراف بهذه الحقوق شرط ضروري لنماء الشخصية الإنسانية نماءً شاملا من خلال التعليم والتربية ، في مدرسة جيدة ، وفعالة ، ومؤثرة ، فضلًا عن زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعليم وتطويره ، وإصلاح المدرسة إصلاحًا شاملا لضرورتها الحياتية ، كما علت الصيحه بين أولياء الأمور والمعلمين " التعليم لدينا له مشاكل كثيره منها على سبيل المثال لا الحصر الفصول ضيقة ، وقلة عدد المدارس ، وعدم تجهيزها ، أى أن العملية التعليمية نفسها فى حاجة إلى إعادة نظر .
فنحن لدينا كثافة فى الفصول كبيرة جدا ومدارس تعمل فترتين ، وليس هناك ملاعب أو معامل ، المعلم نفسه يحتاج إلى إعادة نظر ... " ( فهل تتخيل .. أن الذى يقوم على تربية أبنائنا مدرس يعمل بالأجر !! هل هذا يعقل أيها الساده ؟ ويسمى المدرس المتعاقد ، كيف يكون مربيا وهو يعمل بالحصة ؟ لقد افتقدنا المعلم ... وإلى هذا الحد هان المعلم على الدولة وهو عصب العملية التعليمية وعمودها الفقرى ؟!! فهانت المنظومة التعليمية كلها , وكيف يكون مربيا وهو لا يملك الإستقرار فى حياته ؟ إن المربى المهتز لن ينقل إلا اهتزازه ، والمربى الخائف الوجل لن ينقل إلا خوفا ووجلا وقلقا لتلاميذه .
وتكون تلك الصيحة المتزايدة والشكوى العالية خوفا على مستقبل الأبناء ونقلت القضية من هم تربوى يشغل ساسة التعليم المشتغلين بالفكر التربوى ، والمتخصصين ، إلى هم أسرى ومجتمعى ، حيث شغلت تلك القضية أسر التلاميذ والطلاب والمجتمع كله ، وبدلا من أن تكون قضية تربوية تحولت إلى قضية رأى عام .
وبنظرة تحليلية مدققة لأحوال وواقع المدرسة المصرية نجد التحديات عديدة ومتنوعة، فالتلاميذ يتدفقون عليها عاما بعد آخر نتيجة لزيادة الوعى بأهمية التعليم وزيادة الطلب الإجتماعى عليه، والزيادة السكانية المستمرة، ويؤدى هذا أو ذاك إلى مشكلة نقص المبانى المدرسية وتقليل فرص الإتاحة التعليمية والاستيعاب الكامل للتلاميذ، حيث تضيق المدارس بطلابها ، وترتفع الكثافة الطلابية بحجرات الدراسة ،وتتعدد الفترات الدراسية ، ويتبع تلك التحديات تحدى قلة الأجهزة والأدوات المدرسية مما ترتب عليه ضعف ثقة الأسرة فى المدرسة وما تقدمه من تعليم لأبنائها.
وكانت نتيجة ضعف تلك الثقة الاتجاه إلى السوق السوداء فى التعليم المتمثل فى الدروس الخصوصية والتى أصبحت ظاهرة مرضية فى جسد التعليم المصرى فضلا عن ظاهرة الكتب الخارجية ومذكرات معلمى تلك الدروس الخصوصية ، ونجد أن ظاهرة الدروس الخصوصية تمثل تحديا كبيرا يواجه مستقبل التعليم قبل الجامعى ولهذا التحدى مخاطر كثيرة على كل من الطالب ، والأسرة ، والمعلم ، والمدرسة , بل وعلى نظام التعليم كله فى مصر .
وهناك تحدى المناهج والمقررات المدرسية وحاجتها المستمرة إلى التطوير والتجديد وملاحقة العصر ومن التحديات أيضا التى تواجه المدرسة المصرية قلة الدعم المجتمعى وضعف المشاركة المجتمعية فى الارتقاء والنهوض بالعملية التعليمية بها ، حيث لم يرق ذلك الدعم وتلك المشاركة إلى أن تكون ثقافة مجتمعية فاعلة .
وإصلاح المدرسة المصرية أصبح ضرورة ملحة لمواجهة متغيرات جمة وتحديات كثيرة محلية وعالمية ، فرضت نفسها على المؤسسة التعليمية مما يستوجب تطوير التعليم وتحديثة ، وإصلاح المدرسة التى يتجسد فيها فكر الإصلاح .كما تكمن الأهمية أيضا فى ضرورة الإنتقال من مجرد الإتاحة التعليمية إلى الجودة التعليمية ،وتأكيدا على استخدام استراتيجية أساسية لتحسين جودة التعليم فى المدرسة المصرية . حيث يلاحظ المتتبع لواقع المدرسة المصرية أن هناك قصورًا تعانى منه المدرسة فى كافة جوانب العملية التعليمية ، مما نتج عنه سوء نوعية التعليم فى المدرسة ، وأدى إلى إعاقة التحصيل الدراسى لدى التلاميذ وأدى بالتالى إلى زيادة فرص تسرب التلاميذ و ان السبب فى تسرب التلاميذ من المدرسة الابتدائية ، أو إخفاقهم فى اكتساب المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب أدى إلى سوء نوعية التعليم بالمدرسة "
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .