النقد الادبى الانجليزى ومدارسه بقلم د/ طــارق رضـــوان

* يمد النقد الادبى الشاعر بأدوات للتقييم والتطوير الذاتى. ويقدم النقد عمل به ثقافات وأزمنة مختلفه فى الموضوع وفى المعالجة والتعامل. ويأتى النقد الادبى بأشكال وأهداف متنوعة. وأفضلها هو البحث عن قضايا الكاتب، ويبين الاختلاف بين العلم، والفلسفة والفنون, ولكن نجد بينهم مفاهيم ومعانى وحقائق مشتركه. وفى النهايه فالأدب لا يمكن فصله عن الحياة الجاريه، ويؤدى هذا المفهوم الى النظرية النقدية
المـــــقدمــــــة:
يملك النقاد الأدبيين أدوات كثيرة، يتطلب الشاعر أدوات من القراءة الدقيقة والتقييم والتفسير. فغالبية القصائد تفشل بسبب نقص الاهتمام بالقراءة الجيدة والتفسير. فالعاطفة الناشئة يجب ان تكون منظمه وإلا أصبح العمل الفنى متفكك. وقد يكون الهدف الأول للمبتدئين من الكتابة هو النشر والشهرة. فتجد مشاعر كثيرة فى العمل الواحد لا تربط بينها علاقة أو تنظيم. فالقصيدة تأخذ من الشاعر وقت طويل من حياته ومشاعره لتظهر على أكمل وجه ممكن، وعدم الأمانة فى هذا يتلف حتى أفضل المواهب.وتنمو القصائد من خلال التقييم والحوار بين ما تم كتابته وما نأمل أن يتم إصداره- بين ما تقوله القصيدة وبين ما قد تقوله بمزيد من الجهد. فالتقييم الذاتى شىء لا يمكن المفر منه.
ولكن عين الناقد هى هبة نادرة. فالنقد شىء أساسى وليس وقتى وله أقسام كثيرة فى الجامعات.وقد يحيط بأهداف النقد احيانا شىء من الشك. وبالتالى فالنقد الفردى ليس نقد ناجح. كما أن وجهات النظر المتعدده أيضا ليس من الضرورى أن تتجانس. فلا شىء يعطى الحكم النهائى. فما يراه ناقد ما قد يختلف عما يراه ناقد أخر.
هناك مدارس كثيرة للنقد ولكن جميعها تبدأمن رد فعل القارىء أو المستمع. فبعض القصائد قد تكون صعبة وتحتاج لتفسير كثير ولكن على الناقد أن يستفسر عن: مغزى وهدف هذا العمل، ومقارنة هذا العمل بغيره من الأعمال المشابهه لنفس التجربة، وكيف تم انجاز هذا العمل. فبدون الأصطدام بهذه الأساسيات لن يكون هناك أى نقد أو تحليل.
فمهمة الأديب هى أنتاج شىء ذو قيمة عن العالم المحيط به وأن يجيب عن الأستفسارات الشخصية وبالتالى يحصل على سمعة أدبية جيدة. فلو أننا نحيا فى عالم مثالى لأمكننا أن نعبر ونعالج عن مشاعر ومشاكل المجتمع بعمل فنى واحد، لكن العالم حولنا ليس مثالى وبالتالى نحتاج لتنوع من الأعنال الفنيه ليعالج كل منها جزء من المجتمع ويعبر عنه.ٍ
فلو نظرنا الى اعمال شكسبير أو تشوسر أو أعمال اليونان والصين القديمه لوجدنا انا هناك كلمات عديده لم تترجم بشكل واضح، ولكن المعنى الأدبى موجود وان كان الرؤية الفنيه لموضوع القصيده ليست واضحة تماما. ويجب مراعاة أن لكل كاتب جمهوره الذى يخاطبه فمثلا شكسبير كان يكتب لمسرح عام وسيدنى كتب عن الريف وكتب ميدلتون عن المدينة. فأختلفت أعمالهم فى صورها الجماليه وموضوعاتها.
هل الموضوعيه فى الكتابه والتأليف ممكنه؟
من المعروف أن الشاعر يحب وينحاز الى قصيدته. وهذا جيد من أجل أن يستمر فى اكمال قصيدته. ولكن هل من الممكن أن يتعامل معها بموضوعيه ويتقبل النقد لهذه القصيدة الوليدة؟
بعض الشعراء ليس لديهم أى قدرات نقديه حقيقية. فهم يعرفون ما هو جيد فقط فى قصائدهم. ولا يدركون ما هو أفضل ويمكن الوصول له بمزيد من الجهد والاهتمام بهذا العمل. فالقصيدة تأخذ من الشاعر وقت طويل من حياته ومشاعره لتظهر على أكمل وجه ممكن، وعدم الأمانة فى هذا يتلف حتى أفضل المواهب.وتنمو القصائد من خلال التقييم والحوار بين ما تم كتابته وما نأمل أن يتم إصداره- بين ما تقوله القصيدة وبين ما قد تقوله بمزيد من الجهد. فالتقييم الذاتى شىء لا يمكن المفر منه.
وكما يمكننا أن نميز عازف البيانو المبتدىء ومن العازف المحترف، فنجد أن لغة القصيده هى اللغه التى نستخدمها جميعا ولكن الشاعر يستخدمها بتخصص دقيق. وبالتالى ما يميز بين قصيدتين هو التحليل لهما. وكثير من الشعراء لديهم الحس النقدى من خلال خبراتهم. ويتاثر الشعراء والأدباء ببعضهم البعض. فالنقاد الجدد يفعلون ما يفعله او ما يجب أن يفعله الشاعر الجيد----ٍ من فحص واعادة فحص للعمل الأدبى من كل زاوية: معنى، صور بلاغية،وشكل الى أخره- بينما النقاد الشابين كانوا يسارعون الى انتقاد العمل دون الاهتمام باركانه الاساسية
مدارس النقد:
المدرسه التقليديه
وتهدف الى فهم وتقدير العمل وما زال هذا النوع من النقد موجود فى الأدب الأنجليزى. ويتطلب معلومات عن الكاتب وعصره بتوضيح بسيط ولكن دون تحليل قريب من العمل الفردى أو أهدافه.
النقد الحديث:
يدرس النقد الحديث القصيده من الجانب التاريخى والسيرة الذاتيه للموضوع ويحللها تماما: الإلقاء، الصور البلاغية، المعانى، الصعوبات الخاصة للمعانى.وقد يتطرق الى تفسير بعض الكلمات غير المتداوله.
النقد البلاغى:
هو نقد تتبعى ويحاول أن يفهم محتوى القصيدة فهى أكثر من معنى عقلى. وكيف تم تقديم النقاش فى القصيدة ومدى استعراضها للمواقف وإظهار أدلة للقارئ وكل ما يجذب القارئ لهذا العمل لابد من دراسته
المدرسة الأسلوبية
هى مدرسه تدرس طريقة عرض العمل الادبى وتركز على خصوصيات الالقاء والصور البلاغية المستخدمة، وربطها احيانا بالنظرية الاجتماعية والأدبية
وتدخل الاستعارة فى التقدير فى غالبية الدراسات، ولكن هنا التأكيد أعمق وأكثر أيضاحا والأهتمام يركز على طرق الأستعاره وعملها : ولا تعتبر الأستعاره كمؤيد أو وسائل تزيين، ولكنها أيضا تبنى المعنى
البناء
هنا نربط الكتابه بنماذج محدده من التشابه والتناسق والمتداول فى كل المجتمعات. ويستمد دلائله من علم الاجتماع وعلم الانسان وتحاول الدراسة ان تضع العمل فى محتوى اكبر بدلا من تقييم جودته
على النقيض من النقاد الجدد الذين يؤكدون على الاعتماد الداخلى والوحده العضويه، فان هذه المدرسة التكونيه تشير الى تنافر وتقترح طريقة عمل للقصيده بتجاهل وابعاد التوقعات التقليدية
نظرية الاسطورة
تحاول هذه الدراسة وضع وتصنيف القصائد فى انظمه ثم فى انظمة فرعيه والتى ينقسم منها كل الأدب—مثال اسطورة البطل، وإخضاعه لأعدائه وسقوطه. وتساهم الدراسه فى التكوين وترسم عوامل نفسية متعددة، وتختص أقل بعزلة ما هو خاص أكثر من اظهار ما هو سائد فى الأعمال ذات الطابع المشابه
مدرسة فرويد
لا يدرس فقط الصور البلاغية الجنسية ولكن العمل ككل يمكن رؤيته من خلال مفاهيم فرويد: معناة الأنا العليا، عقدة الاوديسا ومحتويات الاكتئاب الادراكى الخ. والهدف هو ايضاح الصراع النفسى وليس الشكل الجمالى.
وأتجاه أخر فى النقد يبحث عن الصور الشعريه المتداوله، والرموز والمواقف فى القصيدة، لكن هدفهم ليس تقسم القصيدة كما فعل الاخرون ولكن يربطوا بين القصيدة ونماذج اكبر فى المجتمع سواء ناس محليين أو حضارات أعلى. ويضعوا القصيدة فى محتوى تاريخى—ليفسر ليس فقط تلميحات القصائد والاستخدام الخاص للكلمات ولكنتوقعات ومدى التناسق مع الزمن. وقد تكون هذه الدراسه تقييميه ( فمثلا قد يقترح الناقد طرق استجابات للقصيدة بمجرد اصلاح المشهد)، أو قد يستخدمه ببساطه كمعلومه تاريخية
الجانب الاجتماعى
التركيز هنا يكون على المجتمع ككل، ويؤكد النقاد على العوامل الاجتماعيه فى العمل الادبى ومنها القصائد والتى قد تكون تعبير كامل عن الموقف الذى يرثه الشاعر من مجتمعه وينعكس على اعماله الادبيه
الجانب السياسى
قد تكون حركات سياسية يساندها الشاعر والتى تجذب انتباه النقاد، ويظهر من خلال القصيده مدى عدالة وتأثير هذه الحركة السياسية
الماركسيه
يمكن تقييم القصيدة على من ابعادها السياسية - على دعمها للعمال ضد الاستغلال الرأسمالي - ولكن معظم الماركسيين يثنون على العمل الذي يحلل أو يصف المظالم التي تهدف المجتمعات الماركسية للتغلب عليها
الاخلاقيات
كثير من الشعراء لديهم قناعات أخلاقية أو دينية قوية، ولكن الناقد الفاضل عادة لديه اهتمام أوسع. الأدب لديه مهمة أنسانية أو حضارية، ويقييم الناقد العمل الذي يعزز هذه الغاية: يشجع التسامح، والعدالة الاجتماعية، والحساسية لرغبات ومواهب فردية، الخ
المعرفي العلمي
وعلى النقيض من غيرها، والتي تمتلك عموما التوجه للعلوم الإنسانية، و من العلوم المعرفية محاولات لربط قصائد لأنماط عمل الدماغ. هذا النهج هو في مراحله الأولى، ولكن يحمل بعض الأمل في كسورية التشابه الذاتي التي أظهرتها الأعمال الفنية