التخطي إلى المحتوى الرئيسي

على طاولة القراءات الثلاث ((ادلجة النص والخطاب الشعري في قصيدة النثر)) ( رصاصة الرحمة انموذجا )

على طاولة القراءات الثلاث
((ادلجة النص والخطاب الشعري في قصيدة النثر))
( رصاصة الرحمة انموذجا )
المقدمة
ممالاشك فيه ان لكل نص ادبي اطياف هيولية متعددة منها مايكون فيض ذاتي تقتضيه المعاني المدرجة من قبل صاحب النص ومنها مايكون طيفا خارج السياق تقتضيه التراكيب المستحدثة والمجاز المبتكر لكن في كل الاحوال تتعدد تلك الاطياف برغم انها تصدر من ثيمة واحدة قد ترمز وقد تظهر لتوحد تلك الاطياف وبذا هي تقدم للناقد نصا نقديا وتملي عليه حيثيات كتابته بكل مافيها من انزياح ودهشة وان نحن اعدنا صياغة النص فقد يخف وقع الدهشة وهنا تطرح عدة تساؤلات من الذي يوجه خطى العملية النقدية ؟ ومن الذي له القدرة على التحكم في حيثيات الكتابة النقدية ؟ وحول هذا وذاك تتمحور عدة سياقات اجتماعية وفكرية وثقافية يمكن ان تكون قرينة المؤسسات ورغم ذلك يبقى النص الداخلي على درجة كبيرة من الخفاء ولكي يكون الحكم النقدي على درجة كبيرة من الصحة والمصداقية لابد من الارتكاز على نمط من البحث يتغلغل تحت قواعد السؤال النقدي وهنا سوف ندخل بل لابد ان ندخل الى ادلجة المناهج الحداثية بعيدا عن وجاهة المنهج ليفتح النص اكثر فاكثر وهذا سوف يمنحنا سلطة الصوت الذاتي القائم بين النقد كمنهج والايديولوجيا اذا نحن ازاء سلطة نقدية جديدة تتصدع امامها معمارية النص المغلق وآالية كتم الصوت الذاتي داخل النص فكما هو مسلم به ان يحمل الفكر النقدي حيثيات متصلة بعملية انتاج النص الادبي
*********************************************************************
(النص )
رصاصة الرحمة "
ضجر الضجر من نفسه ...
اسند كله على راحته ...
ولفّ الساق على الساق ...
همست للرجل نفسه الأمارة ...
طرزت له موائد التحلية ....
فتمتم لنفسه سراً ...
نوينا التسلية ....
ولم يسمّ بالله...
خجل الحماس من قلة الحيلة ...
نكّس الرايات البيضاء ...
وتسلق اعلام التحدي ....
هي ......................
على شاشة الأمسيات ...
وداعة بيادر القمح ...
وانوثة السنابل الذهبية ...
هو ........................
في المشهد المعاصر ...
يدندن الغرور لحن النشاز ...
في القيثارة العربية الذكورية ...
النفس الأمارة تهمس ....
لبيك لها يهتف ....
ولا يبسمل ...
جرف الرجولة ....
في قبضة السهم المسموم ...
بصريح العبارة والحروف .....
صوّبه لقلبها الأيمن ...
فادارت له الأيسر .....
تلعثم النبض ...
ارتجف الوريد ....
تراقص تاج الشريان ...
تموضعت العضلة في مهدها ...
فهامت الروح....
لسابع سماء..............
حيث تدوّن الملائكة والكتاب ...
ويشهد شهود الحق العيان ....
بينها وبينه ، كان طول السبع سموات ...
وعرض ابتسامة تصغي لهمس البهاء ...
للوصايا بمحاسن الصبر ...
للوعود بكنوز المرجان ....
بينه وبينها ، كانت سبع خطوات ...
وشهية قبلة مفتوحة ...
على عسل التمني ...
ومقعد الأحتمال ...
بثقة اخذ يدنو ...
لليقين كانت عهودها تبتسم ...
وكان متفائلاً .....
يظنها قد غفرت له .....
(نوره حلاب) لبنان
**********************************************************************
القراءة الاولى
(الخطاب الشعري )
ان خرق الواقع التكهني للنص وكثافة اللغة الشعرية كفيلان بمنح الخطاب النثري سمة الشعرية وهذا مانجده في ( رصاصة الرحمة ) حيث توخت الشاعرة اللبنانية نوره حلاب
كل السبل الحداثية لتحويل خطابها النثري الى خطاب شعري اذ كثفت المعنى وانتقت تراكيبها بحذاقة وبلغة محايدة وشفافة ليس هذا وحسب بل منحتنا ايقونات خطابية متعددة الاصوات داخل النص فنراها تارة تصرح بصوت هيولي نابع من الذات الحائرة فتقول هو وهي اذ تتمكرز لديها انات حائرة باصوات متعددة خارجة عن منطق النص الجمعي والتثاقفي ومن خلال ذلك نسشعر ترددات الذاكرة بالفعل الكلامي المصرح به وهذا لعمري تمظهر للذات المتكلمة العاكسة لروح النص الادبي .
هي ......................
على شاشة الأمسيات ...
وداعة بيادر القمح ...
وانوثة السنابل الذهبية ...
هو ........................
في المشهد المعاصر ...
يدندن الغرور لحن النشاز ...
في القيثارة العربية الذكورية .
الشاعرة نوره حلاب بتماهى لديها النص بين ثنائية الشعر والايديولوجيا من خلال التقابل والتضاد والتداخل وهي علاقات يحكمها الرمز واللغة الاستعارية وهذا يدلل على امتلاك الشاعرة لمخيال خصب وظفته الايدولوجيا لبناء مفاهيم فكرية مستحدثة وفي اطار ذالك قامت الشاعرة باستدعاء مفاهيم حداثية لتفكيك سلطة النص الايديولوجية ومنح الافق النصي حرية اكثر والتمرد على الرؤى المستقبلية لها
بينها وبينه ، كان طول السبع سموات ...
وعرض ابتسامة تصغي لهمس البهاء ...
للوصايا بمحاسن الصبر ...
للوعود بكنوز المرجان ....
****************************************************************
القراءة الثانية
( الانموذج البنائي )
رصاصة الرحمة كأنوذج ابداعي استطاعت ان تجد لها تشكيلا بنائيا كشف لنا سلطة الحوار الشعري والانموذج البنائي للنص فالشاعرة منحت النص حوارا وصراعا وتعددا للاصوات الشعرية يمكن من خلالها استطاع النص بناء الصورة بعيدا عن سلطة النقريرية والخطاب المباشر وهنا تكمن قدرة الشاعرة وتمكنها من بناء النص وفق معرفية متاصلة ومخيال للبحث عن الوجه الاخر للحقيقة
بينه وبينها ، كانت سبع خطوات ...
وشهية قبلة مفتوحة ...
على عسل التمني ...
ومقعد الأحتمال ...
ان ما تهمسه نوره حلاب في اذن المتلقي لايمكن ان يرتكز على الحدث فرصاصة الرحمة قصيدة منفتحة على تعدد القراءات واختلاف الاطياف التي من شأنها الغاء خصوصية النص وبهذا تتفرد الشاعرة في بنائية مستحدثة وضعتها لاقامة بنيتها الشعرية
بثقة اخذ يدنو ...
لليقين كانت عهودها تبتسم ...
وكان متفائلاً .....
يظنها قد غفرت له .....
*******************************************************************
القراءة الثالثة
( الصورة الشعرية )
للصورة الشعرية التي تقدمها نوره حلاب وجه تثاقفي منسحما مع رؤى التجديد والانفتاح
فهي استخدمت البنية المجادلة تقدديرا منها للواقع الجمالي بلغة تعبيرية رافضة لكل رؤى التقولب والانكفاء وهذا ما نلمسه من خلال التنازع التثاقفي داخل النص لصناعة صورة متمردة وسعت نوره حلاب فضاء تلك الصورة بحدود ابداعية مستحدثة
تلعثم النبض ...
ارتجف الوريد ....
تراقص تاج الشريان ...
تموضعت العضلة في مهدها ...
فهامت الروح....
لسابع سماء..............
حيث تدوّن الملائكة والكتاب ...
ويشهد شهود الحق العيان ....
نوره حلاب شاعرة حداثية تتكون لديها الصورة باطر متعددة لتجسيد الدلالات النصية بحذاقة متفردة في قدرة تموضع الصورة داخل النص الحق ان الصورة لديها اكسير يمنح النص الحياة بمتلازمة فنية شعرية
وهنا نستطيع القول ان نوره حلاب استخدمت الصورة الشعرية وسيطا لتيحل النص النثري الى نمط اخر وهذا يدلل على عمق التجربة وقدرة الشاعرة على صياغتها ومن ثم تلقيها وهي بذا تقوم بنقلة شعورية وجدانية تختصر من خلالها الافكار والتداعيات الشعورية داخل النص
تلعثم النبض ...
ارتجف الوريد ....
تراقص تاج الشريان ...
تموضعت العضلة في مهدها ...
فهامت الروح....
لسابع سماء..............
حيث تدوّن الملائكة والكتاب ...
ويشهد شهود الحق العيان ....
*********************************************************************
العراق / هاني عقيل
الاربعاء / 4/ 5 /2016

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو