التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من روائع الكلام من اهل زمان

كتب دكتور _اشرف المهندس المعد الاعلامى 

صعد أحد الملوك على سطح قصره يوماً
فنظر في البيوت التي تجاوره
فرأى جارية تنشر غسيلها فأعجب بها
فنزل وسأل عنها فقيل له :
إنها زوجة غلامك فيروز !
فبعث إلى غلامه وطلب منه أن يأخذ كتابا ويذهب به إلى أحد الملوك ولا يرجع حتى يأتي بالجواب
فأخذ فيروز الكتاب ثم عاد إلى بيته
وفي الصباح غادر فيروز من بيته متجها إلى لملك لايصال الرسالة
وما كاد يخرج من البيت حتى ذهب الملك إلى بيته وطرق الباب
فقالت المرأة. : من بالباب ؟
قال : أنا الملك سيد زوجك
قالت : وما تريد ؟
قال ويحك أنا الملك
قالت : يا مولاي قد قال القائل قبلنا
سأتركُ ماءَكم من غير وِردٍ
وذاك لكثرة الوَرادِ فيه
إذا سقط الذبابُ على طعامٍ
رفعتُ يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنبُ الأسُودُ ورودَ ماءٍ
إذا كان الكلابُ ولغْنَ فيه
ويرتجعُ الكريمُ خميصَ بطنٍ
ولا يرضى مُساهمة السفيه
وألم تسمع قول القائل :
قُلْ لمن شفّه الغرامُ بنا
وصاحبُ الغدرِ منا غيرُ مصحوب
والله ما قالَ قائلٌ أبداً :
أكلَ الليثُ يوماً فضلة الذيبِ
.
فلما سمعَ الملكُ هذا قفل راجعا يجر أذيال الخيبة !
وبينما هو خارج إذ صادف غلامه فيروز عائداً إلى بيته
لأنه نسي شيئاً فرجعه ليحضره
فأخذ فيروز حاجته دون أن يتكلم مع زوجته
وذهب لوجهته وأوصل الكتاب وجاء بالجواب فأكرمه الملك
فعاد لبيته وقال لزوجته : خذي هذا المال والحقي بأهلك
قالت : ولمَ ؟
قال: لأن الملك أكرمنا وأحببتُ أن يرى أهلك فضل الملك علينا
فذهبت لأهلها وطالت إقامتها عندهم ولم يسأل فيروز عنها
ولم يذهب ليحضرها
فجاءه أخوها وقال : يا فيروز إما أن تأخذ زوجتك أو نقاضيك
قال: إنه شئتم القضاء فافعلوا
فذهبوا إلى القاضي وهو في مجلس الملك
فقال أخُ الزوجة :
يا مولاي قد أعطيناه بستاناً جميلَ الأشجارِ
طيب الثمار ... شديد الأسوار
فيه بئر ماؤه عذب
فأعاد البستان وقد استهلك الثمار وكسر الأشجار وخرب البئر وهدم الأسوار
فقال فيروز : والله لقد أعدته أحسن مما كان
قال أخوها : فاسأله لمَ أعاد البستان؟
قال فيروز : يا مولاي قد دخلتُ البستان يوما فوجدت فيه (أثراً) لأسد فخشيتُ أن يفترسني فتركته كرامة له
وكان الملك متكئا فجلس
فقال : يا فيروز رجع إليك بستانك فوالله ما رأيت أشد من أسواره على أشجاره
وإن الأسد قد دخل ولم يأخذ ثمراً ولا ماء ولا ورقاً
فأرجع فيروز زوجته
والقاضي والحاضرون يظنون أنه موضوع بستانٍ وشجر ٍوأسدٍ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو