التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاديب العراقي عدنان أبو أندلس يكتب " مُجرد رأي بإستدراك مُتأخر "

الاديب العراقي 
عدنان أبو أندلس 
يكتب

" مُجرد رأي بإستدراك مُتأخر " .
الأديب " فاروق مصطفى " وجماعة كركوك الأدبية ، مالهُ وما عليهم ؟...
أما آن الأوان لهُ أن يحمل التَسلسل " 12 " في قائمة تلك الجماعة ؟!...
عدنان أبو أندلس 
ـــــ كثُر الحديثُ عن الَذين نستذكرهم " جماعة كركوك الأولى " قالوا : أنها تشكلت " كنواة "عام 1955 أو 1958 ، وإكتملت ما بعد سنة 1960 ، قيل : إنهم " تسعة وقيل : إنهم أحد عشرَ " . وكمْ قالوا وقالوا – ولكني على شكٍ سكتُ ، وسأقول أنا :" أثنى عشر " !.. كلهُا على ما يبدو رجماً بالغيب ، مثل تلك الآراء والروايات التي وصلتنا في تسمية شعراء المعلقات في اختلاف العدد من" سبعة " إلى " عشرة " بعد الإضافة طبعاً ...فما الضَير من أن نتبع خُطاهم ولو باستدراك مُتأخر ربتما ، ونضيف " فاروق " بعد إن ترصدناهُ جلياً في حقيقة الأمر؟!.. من استبيان واستقصاء ومراجعات ومصادر توصلنا صدقاً بأن الأديب " فاروق مصطفى " هو أحد جماعة كركوك وآخر من تبقى منهم على قيد المشهد الشعري في هذهِ المدينة ، ويحمل الرقم ذاته في التسلسل العُمري" 12 " ، والرقم " 9 " في التسلسل الأبجدي ؟... . 
ــــ حقيقةَ تردَدتُ كثيراً قبل الخوض بهذا الطرح الشائك ، والذي ساورني قبل أكثر من سنة ، وكلما قرأتُ عن مصدر ما ؛ ينوهُ عنهُ حقيقةَ ؛ تراودني الفكرة ، لذا تحمستً لقناعة أكثر بإستمرار طرحي لهذا الموضوع ، وقد أزدت يقيناً حين تمت استضافتنا في أصبوحة ثقافية عن " جماعة كركوك الأدبية " من قبل الإتحاد العام \ بغداد- كانون الثاني - السنة ذاتها ، من أن " فاروق" قد إحتَفوا بهِ كثيراً، وأحاطوهُ بعناية ملموسة ، وأشادوا بمصادرهِ الوفيرة عن هذه الجماعة . هذا هو الموضوع الذي بصددهِ ؛ مجرد رأي " شخصي " واسترجاع رقم إلى محلهِ في التسلسل وفق القائمة المُعدّة سابقاً ؛ ليس أكثر !..... ربما يستغرب البعض عن سر اهتمامي بهِ كونهُ صديقي ويحسبونها ، مُخاطرة ، مُحاباة ، مجاملة ، مُجازفة وعلى طريقة " خالف تُعرف " تلحقها إشكاليات جدَلية مستمرة ، أقول : لا هذه ولا تلك ، دعونا من هذهِ التي نتحسسها ونتحسبها بأن ستكون كما أراها ؛ لاحقاً ، حتماً ، بل أن مصادره الدَالة على مداخلهِ التعريفية هي التي تحكم ، من عدمها . ليس صديقي فقط ، بل هو أستاذي أيضاً ، عرفتهُ قبل أن ألتقي بهِ أو أراهُ بسنين ، بعدها عرفتهُ و مهد لي طريق الأدب وعاضدني في الاستمرار بالمشغل النَقدي رغم قلة فاعلية أدواتي المخزونة في استثمار هذا المضمار العصيَ ، وقد أتحسس وأتحسب من استغراب البعض عما أكتبهُ ؛ لاحقاً ، وعن الذين استكثروا عليهِ المكانة التي وضعتُها فيهِ بين الجماعة ، أعتقد لم يطلعوا على توثيقاتهِ المؤرخة بدقة تامة كي يحكموا عليهِ ، أقول : ما بدر يوماً من الجماعة من حديث أو نزهة أو ارتياد لمقهى أو جلسة في الهواء الطلق، إلا، وفاروق يتربع بوسطهم ، كل ذكرياتهم سطرها ووثقها في مذكراتهِ ، يعرف عنهم الشيء الخاص والعام ، عاصرهم وجلس معهم في كل المقاهي وقادتهم خُطاهم إلى أرصفة التيه في تسكعاتهم ، شاطرهم الرأي والرؤى، أخذ منهم ، وأخذوا منهُ رغم أنهُ أصغر منهم سناً ، حتى أضحى الآن " الناطق الرسمي " باسمهم رغم رحيل معظمهم عن هذهِ الحياة ؛ باستثناء " فاضل العزاوي ، وصلاح فائق " اللذين هما في المنافي البعيدة .. وهو ليس به حاجة مني للتعريف الآن ، هو أكبر وأشهر من أعرفهُ لكم ، ولكم دراية بسجلهِ المعرفي .
ــــ بعد أن استقريت ، وإستبينت ، وتفحصت، وفكرتُ ملياً ، طرحتُ عليهِ الفكرة قبل أيام رغم جديتي بلهفة الكتابة ، لكنهُ لم يتفاعل معي كما رأيتهُ حال مفاتحتي لهُ ، صمت قليلاً وأجابني : أنت تعرفني يا " أبا أندلس " وهذا يكفيني صدقاً !..، نحنُ الآن أصبحنا جماعة خاصة تضمُنا وبأريحية تامة لها ، تضم أدباء من مختلف الأجناس الأدبية ، وأخذ يُعدد : " سداد هاشم ،طيب جبار، موشي بولص ، محمد خضر ، فهد عنتر ، شاكر العاشور ، د. يوخنا ميرزا ، د. سامي شهاب ، د. عبدالكريم خليفة ، عبد الرزاق محمد عزيز، توفيق العطار ، يحيى نوح ، إبراهيم قوريالي ، عامر صادق ، د. نوفل النَاصر ، بهجت غمكين ، صباح بولص ، هشام القيسي ، د. سنان النفطجي ، وآخرون ..... هذهِ الجماعة ألا تكفي !.. ، لقد فات الأوان، وللعمر " حوبة " ، دعني أعيشهُ بلا منغصات مع إطلاقهِ بسمة شفيفة بذبولها ترافقها آهة نافرة !... قال : دع عنك هذا ، قلتُ : لا؛ مازال للوقت بقية . بل هناك متسعٌ ، لا بل أنت دعني أسترجع ما فات من ذلك السهو والتناسي ، أو عدم الحصول على تصريح بالإضافة لحجة صغر العمر حينها .. ربما قد جعلهم لم يدرجوا اسمك آنذاك . ـــ فالتسمية جغرافية مكانية" محلية " بدءاً ، لكنها أخذت مساراً أقليمياً- ثقافياً أبعد مدى ، أطلقها عليهم أدباء بغداد ، حالهم حال محافظتي البصرة وبغداد ، وهكذا أتخذت التسمية وراجت على تسميتها ـ لكني أقول : أهل كركوك هم أدرى بأدبائها ؟.. حيثُ لم تكن جماعة كركوك أدبية بمعنى الكلمة ولا تنظيماً ، بل إمتداد لقاءات وإجتماعات محصورة في أمكنة مفتوحة ومحصورة في المقاهي التي يرتادها " فاروق " شخصياً ، بل اتخذت رفقة وصحبة جماعية تتساوى فيها الأعمار والطروحات آنذاك من " جليل القيسي ، فاضل العزاوي ، قحطان الهرمزي ، أنور الغساني ، مؤيد الراوي ، الأب يوسف سعيد ، زهدي الداوودي ، عبد اللطيف بندر أوغلو " ثم لحقهم يوسف الحيدري ، سركون بولص ، جان دمو ، ثم " لاحقاً " فاروق " ؛وحسب قناعتي من تلك الإستنتاجات التي توصلتُ لها ، والذي يؤكد بقولهِ * "1" : " دخلت عالم (جماعة كركوك) عن طريق (جان دمو) جوَاب الشعر والمتسكع الأبدي ، ففي احد الأيام صعدت وإياه إلى مقهى " المدورة " في الوقت الحاضر " كـافتريا المنورة " واقتربنا من مائدة كان يجلس عندها المرحومان " يوسف الحيدري وجليل القيسي" ، وبعد تعارفنا تجددت اللقاءات بيني وبينهم وعرفت بعد ذلك الشاعر " مؤيد الراوي" يقيم الآن في ألمانيا ، كنت التقي به في مقهى " المجيدية " والتقيت بـ " سركون بولص " ثم " صلاح فائق " ، أما الأستاذ " أنور الغساني " فكنت أعرفه سابقاً لأنه كان مدرسي في مادة التربية الفنية في المتوسطة الشرقية، وبالنسبة إلى الأب يوسف سعيد كان راعياً للكنيسة الواقعة عند مشارف ساحة العمال " | عن .د. توفيق التونجي ومقالهِ " جماعة كركوك الأدبية.. مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة الضوئية " .
ــ يقول الكاتب " جلال زنكاباتي " الذي عاصر الجماعة 2" : لا أحتسب أبناء الستينات في كركوك " جماعة " بالمفهوم الأدبي الصائب ، حيثُ لم يصدروا أي بيان أو برنامج مشترك ، ولا حتى جريدة أو مجلة تجمعهم ، كذلك صرح الأديب 3"" قحطان الهرمزي " الذين تناساهُ معظم الذين كتبوا عن الجماعة : " لم تكتسب هذهِ الجماعة أبداً الصفة القانونية كجماعة أو تجمع ، وإنما ظلت صداقات مستديمة بين أعضائها " . وحين سألتهُ ذات يومٍ عن العدد الحقيقي قال : " هم يعرفون ذلك فقط ، قلتُ : منهم ، قال : طبعاً ،أصحابي والنقاد على ما يبدو والمهتمين بشؤون الجماعة ، وأخير ختمها بضحكة ، قائلاً : تريد خصم " الحجي الدوغري " مثلما اُبعد " قحطان ، وزهدي ، وعبد اللطيف، ومحي الدين ، وغيرهم " أُبعد " فاروق " وكان لهُ ذات النصيب من السهو أو النسيان أو . أو ...... . 
ـــ أما د. زهدي الداوودي 3"والذي إلتقيتهُ على هامش فعاليات مهرجان " كلاويز " الذي دعوتُ لهُ ، أعتقد في العام 2012 ، حيثُ لمحتهُ عن قُرب ، وقد كانت لي معرفة سابقة بهِ ، كان يقفُ مع الشاعر " شيركو بيكه س " وحين بادرتهما بالسلام ، وعرفتهما بنفسي مُجدداً ، سرنا الثلاثة يتَوسطنا " زُهدي " في ممر يفضي للحديقة الأمامية لقاعة المهرجان ليواصلا حديثهما ، تلقى "بيكه س " رسالة من هاتفهِ المحمول ، وقف يتأمل ذلك ، ثم إستاذن ، وودعنا على أثرها مسرعاً ، بقينا لوحدنا ومضينا نسير، وحين سألتهُ عن التأصيل الحقيقي لجماعة كركوك ، توقفنا لحظتها ، ثم اخذ بيدي ومضينا نسير وقد وجدتُ فيهِ الحقيقة الكامنة في ماهيتها كلها من التأسيس والإستمرار والتلاشي في البعاد ، وذكرتُ إسم " فاروق" صراحة ، فأجابني : لقد إلتحق بهم حسب ما أعلموني بعد أن غادرتُ لأمر خاص بي ، ومنها اضمحلت الجماعة تباعاً ،وحين أُعيدت مجدداً كان قد أنظم إليهم حسب ما سمعتُ ذلك ؛ هو منهم وقد أنخرط أخيراً قبل تشتت المجموعة ثانيةً بالرحيل إلى بغداد أو للمنافي البعيدة .
ـــ وفي حديث متَواصل4"- كتابةً - عبر شبكة التَواصل " الإنترنت " أتصلتً بأحد أقطاب جماعة كركوك ، الأ وهو صاحب " ماركة مُسجلة " في رؤاهُ الشَاعر صلاح فائق " المُقيم في أقصى جزر الأرض " الفلبين " وبعد تبادل الترحاب ، سألتهُ الآتي : " كونك من أقطاب بلدتنا كركوك ، وددتُ أن تُفيدني برأي حول اٍستاذ " فاروق " وعلاقتهُ بجماعة كركوك الأدبية ؛ حصراً ، من حيث الإلتحاق أو الانضمام ، أو مجرد مصاحبة معهم " أجابني وهذا الحوار أنقلهُ حرفياً ، قال : " لم يكن عضوا دائما في المجموعة لأنه كان مدرسا اعتقد في الجزائر.لكنه كان صديقنا وحضر بعض لقاءاتنا أيضا . هو كرس نفسه بشكل جدي للأدب والشعر .شعره جميل ومتميز. وقد ذكرتُ بأن لدًي مقالاً كتبتهُ وسأنشرهُ مجرد " رأي شخصي ، إستذكار متأخر ، بعد أن إعتمدتُ على عدة مصادر بأنهُ إلتحق بكم في بواكير العام 1963 ،وإستمر لغاية إنتدابهِ للتدريس في الجزائر ، وهذه الفترة هي من أنضج تطلعات الجماعة وإزدهارها عالمياً " أجابني :" نعم هذا صحيح . بعد ذلك التاريخ بدأنا نحن أيضا ، واحدا بعد آخر ، بمغادره العراق والهجرة إلى المنافي التي اخترناها . هو بقي في كركوك ، كما جليل القيسي ، صامدا ومتحملا وانأ اعتبر ذلك بطولة حقيقية . وتقريبا بنفس السياق مع القاص " جليل ًالقيسي " 5" في حياتهِ حين إلتقيتهُ مصادفة في " الدار الوطنية " وسألتهُ ؟.. ، لكنهُ لم يجب على سؤالي قط ، بل راوغ عن المضمون ، وذكر فقط " سركون بولص " وأشاد بشعريتهِ كثيراً ، ثم مضى في طريقهِ ينظر في الكُتب المعروضة بشكل يشبه " التَغافل " رغم أن لي معهُ علاقات وطيدة . إذً لم يبق سوى الشاعر " فاضل العزاوي " المُقيم في مغتربهِ " برلين " وأعتقد من الصعوبة إستحصال منهُ شيئاً ، أو لا حاجة لي بهِ لأني أتوقع إجابتهِ مسبقاً ، كما قرأتُ في سرديتهِ " الروح الحيَة " . 
ـــ وكتب الأديب الموسوعي " وحيد الدين بهاء الدين " 6" عن جماعات كركوك ، والذي أفصح في مقالتهِ أن المدينة لم تعرف جماعة كركوك المعروفة فقط ، والذي أفصح في مقالتهِ : " من هُنا كان الماضي وإستذكاراتهِ عند " فاروق مصطفى " نقطة إنطلاق ليقيم برزخاً بين ما مرَ وكرَ من التواصل الفكري والتعامل الوجداني ، وبين بطانته ،وإن شئتَ فقل جماعتهِ بكركوك ، وقد ضمهم طريق واحد غير لاحب ،وغير نافذ بعد تعارف وتعاطف ، ثم محاولة لتحديث الأدب العراقي على قدر حالهم ". أن المدينة لم تعرف جماعة كركوك المعروفة فقط ، وكما ورد في مقالتهِ المنشورة في مجلة " الهلال " ، وصحيفة " القلعة " قائلاً : " قُلْ جماعات كركوك ، ولا تقُل جماعة كركوك " وإنما تبعتها جماعات أخرى متلاحقة.. وإنما جماعات أخرى متلاحقة . وكتب وكتب أيضاً د. عبدالله إبراهيم 7" عن أصدقائهِ الذين جايلهم وهو يطلق عليهم إسم " جماعة كركوك الثانية " في مقالتهِ المنشورة بمجلة " نزوى " العُمانية العدد 58 في العام 2009 وهم " " جان دمو" المُخضرم " ، حمزة حمامجي ، إسماعيل الرياشي، خاجيك كرابيت ، نصرت مردان ، عبدالله إبراهيم ، عواد علي .. . .
وتناهى لسمعي بأن الناقد المسرحي " محمد خضر الحمداني " 8" هو الآخر بصدد التوثيق والكتابة عن جيل أدباء التسعينات في كركوك ويُحبذ أن يطلق عليهم " جماعة كركوك الثالثة " لكن مشروعهِ لم يرَ النَور حتى كتابة هذه السطور وهم : رعد مطشر ، محمد خضر ، قاسم حميد فنجان ، عدنان عادل ، علي ريسان ، قاسم آق بيراق .... .
ـــ يقول الكاتب نوري بطرس :" 9 " إن البداية لتشكيل الجماعة كانت في مقهى بمدينة كركوك تُعرف بمقهى " النَصر " وقد ذكر الجماعة في تسلسلهِ ، وكان فاروق يحمل الرقم " 11 " وقد قال :" بقي في كركوك وكتب إستذكارتهِ حول جماعة كركوك ومازال يواصل الكتابة " انتهى قول الكاتب . أقول : إذا كان احتسابها فترة جيلية ، فهو أي " فاروق " جيلي ستيني من حيث الفكرة والرؤى والعمر ، أجتاز كل الضوابط والطُرق التي تؤدي إلى انضمامه ، وأليكم محاولاتهِ الشعرية التي نشرها في عام 1961 ، وتوالى النشر في الجرائد والدوريات تباعاً ، وفي ذات العام أرسل كتابة نقدية عن القصة العراقية ، والتي كان يشرف على تحريرها الأستاذ " زهير أحمد القيسي " 10"نشرها بعد أن مهد لها بقولهِ : " أنشر هذهِ المقالة لتُثير ضجة " .هو في كركوك مثل الشاعر اليوناني " كفافي كونستاتين " والذي ولد بالإسكندرية ، وقد خلدها في منابع إلهامهِ في رواية " رباعية الإسكندرية " كذلك هو " فاروق " الذي كتب عن كركوك ما لم يكتب أحد ، ولم اسمع ولم يُخطر على البال من أن كاتباً سبقهُ بحب مدينتهِ الأثيرية والتي هام بها وجداً في إصدارهِ الأخير والذي غطى تماماً على كل قلب " كركوك التي أُحب " بهذا الكم المعرفي الذي حمل من ثراء محمولاتهِ الدلالية" سواهُ ، وقد أرشف بإصداراتهِ عنهم ، حصرياً في كتبهِ " مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك \ جماعة كركوك – الإستذكارات الناقصة \ أدباء وشعر ومقاهٍ في مذكورات كركوك \ منادمات كركوك المتأخرة .
.... وإليكم أول قصيدة كتبها بعنوان " هل تعلمين " 10 " والتي نشرت في مجلة الإخاء – بغداد في 1-9-1961، ثم توالت قصائدهِ تُنشر في وقتٍ مُبكر منها وحتى يومنا هذا ، قصيدة " إقحوانة الصوت "11 نشرت عام 17-10 -1965 ، وقصيدة " 12 "كلمات جديدة إلى الآنسة م " شباط -1967 ، وقصيدة " الكلمات " 13مهداة لصديقة الجامعي الشَاعر محمد طالب محمد نشرت في 22 -10 -1965 ، وتابع الكتابة والنشر طوال السبعينات ونأخذ قصيدته14 " سلة الخبز وحبات الزيت " التي كتبها في باريس بتاريخ 27- 3 -1973 ، وأخيراً قصيدته " طرابلس ذلك الحُلم القديم " 15 " المنشورة في جريدة " النصر " الجزائرية .
ـــ هذا هو فاروق حين نحضر بدعوة للمهرجانات التي تُقام في البلد يسألون عنهُ بقولهم : هو آخر من تبقى عندنا من جماعة كركوك ، ولم يُغادرها حتى اللحظة ، حقيقةً نتفاجئ ويبقى كلُ منا ينظر بعين صاحبهِ بشكل تعجُب !.. لأن عندنا القول ليس هكذا ، أي لم نذكرهُ كما تفوهوا !.. إذً فليس من داعي للانتظار أكثر كي ننصفهُ وليجد " فاروق " نفسهُ في تسلسلهِ " 12 " في قائمة الجماعة ، لأنها ليست شركة مساهمة محدودة ، ولا أمر إداري قطعي ، أو بيان صادر عن جهة رسمية ، وإنما هي كيفية راجت ، وأخذت تسميتها المستديمة من أن أُطلقت على عواهنها بما يشبه الترحاب والاستقبال والحفاوة لتلك الجماعة التي حضرت المقهى ؛ أولاً ، وانتهت التسمية على هذهِ الشاكلة أو التشكيلة إلى يومنا هذا ، كنتُ حينها أتساءل عن العدد المضبوط للمجموعة فلم أعثر على دقة القائمة والتي أضحت كلٌ يدعي لعدد معين ، مع العرض بأن القائمة المؤقتة والتي اُعدت بتأريخ 31-12-1995 من قبل الأعضاء الباقين في " جك " قدْ وصلت إلى " 28 " عضواً في الجماعة بين مؤسس" نواة " وناشط ومنظم مؤخراً ؟!.. 
ــ وأخيراً إشادة بأحقية الانضمام من قبل أ.د " إبراهيم العلاف " 16 الأستاذ في جامعة الموصل عن دراستهِ لجماعة كركوك الأدبية – فصل من تأريخ العراق الثقافي المنشورة في مجلة مناهل جامعية – نيسان -2007 ، وقد ذكر بالاسم " فاروق مصطفى " آخر العنقود في تسلسل التحاقه بالجماعة والمُتبع ربما من احتساب العُمر ، لا أدري ؟.. وقد ذكر " العلاف " إن الأعوام بين 1946 و 1968 هي من أخصب رؤى أعمالهم وتُعد رسمياً لبواكير نشاط جماعة الستينات " وهي الفترة أو قبلها بقليل أنضم إليهم ، وتفاعل معهم إلى أن أوفد للتدريس في الجزائر من 1968 وعاد سنة 74 ، ولم يتبق من الجماعة سوى القِلة ، وأستمر يكمل تفاعله مع " جماعة كركوك الثانية " التي تشكلت فيما بعد ، وحسب ما منوه في أعلاه . 
ــ هذا هو " فاروق " الذي قيلَ عنهُ الكثيرون من الأدباء : د. سلوى النجار" 17 " في كتابها :فاروق مصطفى وطريق الدُفلى إلى كركوك : " ولنا أن نقول أن مقالات " فاروق مصطفى " تبقى مجالاً رحباً للبحوث والدراسات ، ولاسيما الجامعية ؛ لتنوع مضامينها ورشاقة أسلوبها وجمال لغتها ، وكون الكاتب ينتمي إلى جيل كان لهُ دور بارز في تاريخ الأدب العراقي . 
ود.نصرت مردان " 18" في حوار معهُ ن يقول : لا أتصور أن ثمة كاتباً أو شاعراً عراقياً يحتفظ بكل هذا الدفق والدفء والولع تجاه الأمكنة في مدينتهِ ؛ سوى ، فاروق مصطفى " . وفي ذات الكتاب " 19 " قول ٌ لـ د. فائق مصطفى : " قيًل ، وكُتب الكثير عن جماعة كركوك في الصحف والمجلات ، لكن كتاباً ما – حسب علمي – لم يصدر عنهم حتى كان هذا الكتاب الصغير الذي أصدرهُ الشاعر الكاتب الكركوكي " فاروق مصطفى " الذي قدم فيهِ إستذكاراتهِ عن صُحبهِ جماعة كركوك ، ومعظم هذه الإستذكارات يعود إلى أواسط الستينات بين عامي 1964 – 1968عندما عاد من الجزائر وجد صحبه قد تشتتوا هُنا وهُناك . والشاعر والناقد هشام القيسي يذكر في كتابهِ " الحُلم المُبهج " 20" : ويؤشر فاروق التجليات الكركوكية في البساتين السركونية ، مثلما يتذكر سركون جيداً ، يبحر في عوالم أصدقائهِ مثل " جان دمو ط وآثار أقدامهِ الصاعدة إلى مقاهي المدينة . الذي ونعم هو الذي فهرس ، وأرشف ، وأرخ كركوك روحياً بإصداراتهِ التي تربو على الثلاثين تتمحور كُلِها في سخاء ورصد وتقصي للأمكنة المحببة وعنونتها كلها " كركوك " ، ألا يستحق من أن يكون من ضمن الجماعة التي أطلق عليها تحبباً بـ أصدقاء السَوء ، أبناء الشقاء ، فهو منهم ؟!.. إلا إذا كان سبباً أيدلوجيا يحيلُ عن ذلك ؟!..، لاسيما " هو الذي أصبح شبه مؤرخ للجماعتين " الأولى والثانية " وقد أصدر عنهما كُتباً عدة \ د. عبدالله إبراهيم – مجلة كركوك اليوم – العدد 36 – شباط -2019 "\ 19 " . وحين تفرقت الجماعة بقي " جليل القيسي " وحدهُ في المدينة حارساً لها ، وحاملاً رايتها إلى يومه الأخير " ، بعدهُ أستلمها " فاروق " وها هو الآن يحملها على كاهلهِ الذي ينوء بثقل المرارات المتراكمة وضنك كل تلك الأيام السعيدة . 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش: 
1_.د. توفيق التونجي ومقالهِ " جماعة كركوك الأدبية.. مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة الضوئية ".
2- نفس المصدر السابق .
3- لقاء مع د. زهدي الدَاوودي عام 2012 .
4- حديث عبر شبكة التَواصل الإجتماعي" الفيسبوك " مع الشاعر صلاح فائق .
5- حديث قصير مع القاص جليل القيسي . 
6- مقالة مذكورة للأديب " وحيد الدين بهاء الدين " كتاب مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك 2015 .
7- مقالة د. عبد الله إبراهيم المنشورة في مجلة " نزوى " العدد 58 في 2009 .
8- إستذكار الكاتب " محمد خضر الحمداني المنشورة في كتاب مدخل تعريفي إلى جماعة كركوك 2015 .
9- الكاتب نوري بطرس – كتاب عاشقان من كركوك الصادر سنة 2011
10- جماعة كركوك - الإستذكارات الناقصة – فاروق مصطفى -2005 كركوك .
11- 12 -13 -14 -15 " فاروق مصطفى – "نفس المصدر " مجموعة قُمصان الغيوم المُتدليَة – كركوك 2002 .
16- د. إبراهيم العلاف – مجلة مناهل – جامعة الموصل – نيسان -2007
17- 18- 19 – نفس المصدر - فاروق مصطفى وطريق الدُفلى إلى كركوك – سلوى النَجار -2017 .
20- الناقد هشام القيسي – الحُلم المُبهج – مكتب حروف للفنون والآداب- 2011 .
21- فاروق مصطفى مُنقب ومؤرشف ذاكرة كركوك – د. فؤاد قادر أحمد -2015 .
22- د. عبدالله ابراهيم – مجلة كركوك اليوم – العدد 36- شباط -2019 .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو