التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اقتل انسان ولا تقتل كلبا


من خلال متابعتى للأخبار والأحداث الأيام السابقة وجدت أن الإعلام أثار قضية ذبح كلب وأعطاها أكثر مما تستحق بكثير . ومما لا شك فيه أننا لن نختلف على أن طريقة قتل الكلب وذبحه هى طريقة بشعة تتنافى وجميع الأعراف والديانات السماوية بل والقوانين الوضعية أيضا فمهما كانت الأعذار والأسباب فكل ذى قلب لا يوافق على قتل حيوان بهذه الطريقة , بل كل الأديان السماوية حثت على الرحمة بالحيوان وإطعامه .
وذكرت الأحاديث النبوية الشريفة أن رجلا دخل الجنة لأنه سقى كلب وأن أمرأة دخلت النار لأنها حبست هرة . وأمرنا ديننا الحنيف الدين الإسلامى بحسن ذبح الأضحية , لكن ما جرى من بشاعة القتل لم تراع كل هذا , وكان الله فى عون أبنائنا الذين يرون فى وسائل الإعلام قتل النفس البريئة من أطفال وشباب وشيوخ و رجال ونساء بل وحيوانات أيضا .
نعم لم تعد تسلم الحيوانات من بنى البشر إنه العجب العجاب , بل إنه زمن الفتن زمن القتل لمجرد القتل فالدماء تسيل كأنها سيل جارف والأرواح تزهق كأنها لا قيمة لها . لن أتكلم فى قصة كلب ولن أتكلم فى حقوق حيوانات كما فعل الكثيرون ولكنى سأخاطب وسائل الإعلام التى تغض أبصارها عن أبسط حقوق بنى البشر وهو حق الحياة , حياة حرة كريمة أليس للبشر حق المسكن والملبس والتعليم والعلاج وغيرها من الحقوق ؟ لا أعلم لما لم يتباك الباكون على حال البشر وهم يرون المتسولين يملأون الشوارع فلما لم يذرفوا الدموع مع قصة كل منتحر هرب من ضيق العيش ؟ لما لم نسمع آنينهم على مرضى لا يجدون من يمد لهم يد العون ويساعدهم فى طلب العلاج ؟ لما لم ينتفض الإعلام على ضحايا المواصلات وضحايا الإهمال وغيرها من الدماء التى تسيل ؟ .. وقد صدق فاروق جويدة عندما قال فى أشعاره" يقول الدم العربيُّ: تساويْتُ والماءَ أصبحتُ لا طعْمَ،لا لوْنَ،لا رائحة!

أخيراً،يقول الدم العربيُّ: أسيلُ.... فلا يتداعى ورائي النخيلُ , ولا ينبتُ الشجرُ المستحيلُ , أسيلُ....أُروّي الشقوقَ العطاشَ ,وأسكبُ ذاكرتي للرمالِ،فلا يتخلّقُ وجهُ المليحةِ، أو حُلمُ فارسها المستطارِ،وأنزفُ حتى النخاعِ.

أكاد أجزم أن الدموع التى نراها من بعضهم هى دموع التماسيح .أليس للإعلام يدا ً فى كل ما يحدث فى مصر من عنف يشهده الشارع المصرى سواء كان هذا العنف سياسيا أو اجتماعيا ؟ إن الإعلام المصرى و الإعلام الموجه هما سبب الفتنه وسبب الإنهيار الأخلاقى الحاد الذى يشهده المجتمع المصرى. فيا أهل الإعلام رفقا بمصر رفقا بمواطنى وطننا واعملوا للبناء لا للهدم فكم من كلمة تبنى وتشيد وكم من كلمة تهدم يا أهل الإعلام , فوجهوا إعلامكم لخدمة شعبنا ولمصلحة بلدنا ولغرس الأخلاق الحميدة الفاضلة ولا تسلطوا أضواءكم على ما يهدم فينتشر وينمو ويكون الإعلام هو السبب فى خراب مصر بدلا من بناءها .
http://www.bentmasrelhora.com/mqal348.html

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو