قد يظن القارئ عندما يقرأ عنوان المقال لأول مرة أن هناك خطئا فيه ولكنى اقصد ذلك العنوان بكل معانيه ومحتواه .ودعنا نبدأ الكلام بأننا جميعا متفقين على أن الدروس الخصوصية باتت مرض العصر الخطير الذى استشرى فى مجتمعنا وفى اكثر من مهنه ووظيفة وإن اختلفت الطريقة. فى مقالى هذا سأتكلم عن الدروس الخصوصية فى مجال التعليم ولكن سأبدأ بتوضيح صغير إن الدروس الخصوصية بالنسبة لى تعنى هى وسيلة من وسائل استغلال الموظف لمهنته لكى يدر دخلا لا يستحقه .ولكن ليس كل مدرس خصوصى مذنب .المذنب هو من يقصر فى عمله لكى يعطى دروسا خصوصية. وبداية من كلامى هذا اعلم انه سيختلف معى عددا ليس بالقليل ولكن هى مجرد وجهه نظر سواء كنت مصيبا ام مخطئا هى وجهه نظر تحتمل الصواب او الخطأ وتحتمل المناقشة والحوار ايضا .ولنبدأ كلامنا الان عن الطبيب الذى يمارس الدروس الخصوصية !!! كيف هذا ؟؟؟ ألا يوجد فى مهنه الطب من يعمل بالمستشفيات الحكومية عامة والتأمين الصحى خاصة ويفرض على المريض أن يذهب له فى عيادته الخاصة أولا كى يكتب له روشتة دوائه فى التأمين الصحى . ألا يستفيد هذا الطبيب من عمله كما يستفيد بعض المعلمين من الدروس الخصوصية إن هذا الطبيب يمارس ما يماثل الدروس الخصوصية ولكن فى ابشع صورة ام نتحدث عن المهندس الذى يعمل فى الحكومة نهارا ويفتح مكتب هندسى ظهرا ليستفيد من عمله الحكومى بصورة أو بأخرى ومثله يوجد فى مجالات المحاسبة والمحاماة الكثير والكثير كما يوحد الموظف الذى يطلب الرشوة بكل بجاحة لينهى أعمال المواطنين ويجب هنا أن أؤكد انى لا أعمم ولا أقول ان جميع من سبق هكذا بل أنا أتحدث عن الفئة المنحرفة والمنحرفة فقط ولكنى أعلم بل وأؤكد أن الشرفاء فى كل مهنة كثيريين بل أن الأنحراف السابق مرضا مثله كمثل سائر الأمراض التى انتشرت وتنتشر فى مجتمعنا من رشوة وفساد ومحسوبية وأسميها أمراض لأن لها علاجا . إن من الظلم البين أن نحسر كلمة الدروس الخصوصية على التربية والتعليم فقط ثم نحدد المعلم كمتهم اساسيا بل ووحيدا فى مشكلة الدروس الخصوصية إن هذا لظلم بين للمعلم لأن أسباب الدروس الخصوصية كثيرة ومتعددة على رأسها ولى الأمر نفسه الذى ملأ الدنيا صراخا وعويلا وشكاية من الدروس الخصوصية ونسى إنه هو السبب الرئيسى لهذه المشكلة .ولى الأمر !!!نعم ولى الأمر الذى أراد أن يزيل العبء عن كاهله وأن يتفرغ لجمع الاموال ليرفع من المستوى الاجتماعى لاسرته او يلبى حاجتها المادية .فبحث عن بديل له ووجد ان الدرس الخصوصي هو البديل وان المدرس الخصوصى هو من سيتحمل مسئولية نتيجة نجله الغالى فركن وسعد بهذا الحل .والعجيب أن ثانى اسباب الدروس الخصوصية هى نفسها التى تهاجم الدروس بكل قسوة واقصد وسائل الاعلام المرئية منها أو المسموعة أو المقروءة وسائل الاعلام التى ساعدت على فقد الثقة بالمعلم وبالمؤسسة التعليمية وأخذت تكيل الاتهامات للمعلم بالتقصير والاهمال بل ساعدت على أن تجرأ الطالب على معلمه بمسرحيات وافلام ورؤى غريبة على مجتمعنا فجاءت صورة المعلم فى الاعلام صورة شاذة لشخص مريض نفسيا جشعا لا يهمه الا كنز الذهب والفضة أو شخصا ابلها عبيطا لا يعرف أن يقدر الأمور .هذا وقد ساعدت القرارت الوزارية الخاطئة فى زيادة نسبة الدروس الخصوصية بنسبة كبيرة فنجد مجموعة القرارات والقرارات المضادة بشكل غريب انظر معى الغاء الصف السادس ثم عودة الصف السادس . الثانوية العامة عامين ثم الثانوية العامة عاما واحدا .وغيرها من القرارات الخاطئة . لكن هل هذا يعنى أن المعلم برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب بالطبع لا فللمعلم دور فى انتشار الدروس الخصوصية وهنا لا اتحدث عن كافة المعلمين بل اتحدث عن الفئة معدومه الضمير تلك الفئة القليلة التى اساءت
للاغلبية العظمى من
المعلمين تلك الفئة التى لم تراعى أى مبادئ أو قواعد للمهنة . ولكن دعنا
نعترف أولا أن هناك الكثيرين ممن يعطون الدروس الخصوصية ليسوا معلمين من
الاساس وايضا منهم المعلمين الذين استقالوا بل وايضا يوجد معلمين يعطون
الدروس فى غير مواد تخصصهم مثل معلم التربية الرياضية الذى اصبح واحدا من
اشهر معلمى الدراسات الاجتماعية فى مجال الدروس الخصوصية .نعم المشكلة
كبيرة ومعقدة ومن الصعب حلها فى ظل التباين الواضح فى دخل الافراد فى
مجتمعنا وهنا سأتكلم عن وجهه نظرى المتواضعه فى حل مشكلة الدروس الخصوصية
وهى أن الحل الأول لتلك المشكلة هى سد الفجوة بين دخل الموظفين فى مصر وعمل
نظام مالى واحد يسرى على الجميع .معلم ،طبيب ، مهندس ، ....الخ يلى ذلك
ضبط الاسعار فى كافة انحاء البلاد والقضاء على جشع التجار وجشع اصحاب
العقارات . فمن هنا يجب أن نبدأ فيصبح مرتب جميع موظفى الدولة كافى لحياة
حرة كريمة ساعتها ستجد أن الدروس الخصوصية تقلصت وشارفت على الاندثار مع
الوقت فرب الاسرة سيتفرغ لمتابعة ابناءه والمعلم سيرضى براتبه الذى يسد
حاجته ويفى بمستلزماته .ايضا يجب العمل على وقف الاعتداء النفسى على المعلم
فى وسائل الاعلام ولن يكون هذا الا من خلال ميثاق شرف اعلامى اخلاقى يسعى
لنشر القيم المجتمعية الفاضلة ومحاربة الرزيلة هذا بالتوازى مع العمل على
بناء نقابة للمعلمين قوية تمثل المعلمين بحق . اخيرا يجب التأكيد على الظلم
البين الذى يقع على المعلم من المجتمع فحين ان البعض يرفض الدروس
ويحاربها يرضى ولا يعترض على العيادات الخاصة والمكاتب الاستشارية
والمحاسبية لموظفين فى القطاع الحكومى .يجب أن نعلم ان محاربة الفساد لا
تقتصر على نوع دون الاخر بل يجب أن تكون محاربة شاملة عامة وفى نفس الوقت
عادلة !! نعم عادلة بمعرفة الاسباب والدوافع والوقوف على السلبيات لأى
ظاهرة وايجابياتها ثم العمل على معالجة الاسباب والدوافع بكل جهدنا فى هذا
الحين سوف ننجح فى القضاء على الظواهر السلبية ودعم الظواهر الايجابية فى
مجتمعنا .
خاطرة : قد يرى البعض أن الكلام الدائم عن السلبيات فى المجتمع هو من باب التشاؤم والسوداوية لكنى أقول أنه من باب تمنى الوصول للكمال و للمدينة الفاضلة التى نحلم بها جميعا تلك المدينة التى نحلم بها جميعا التى يعمل فيها الجميع بجد واجتهاد واخلاص ويتساوى فيها الجميع أمام سلطة القانون
خاطرة : قد يرى البعض أن الكلام الدائم عن السلبيات فى المجتمع هو من باب التشاؤم والسوداوية لكنى أقول أنه من باب تمنى الوصول للكمال و للمدينة الفاضلة التى نحلم بها جميعا تلك المدينة التى نحلم بها جميعا التى يعمل فيها الجميع بجد واجتهاد واخلاص ويتساوى فيها الجميع أمام سلطة القانون
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .