التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نساء فى تاريخ مصر الحديث

كتب _اشرف المهندس
لطفية النادي اول كابتن طيار مصرية و ثاني امرأة في العالم تقود طائرة .
لطفية النادي أول كابتن طيار مصرية، ولدت عام ١٩٠٧ ، كانت مولعة بالطيران منذ طفولتها وتلقت دروساً فيه، عارض والدها رغبتها في تعلم الطيران فأوهمته أنها تتلقى حصص تقوية لرفع مستواها الدراسي مرتين أسبوعيا و اضطرت للعمل كموظفة استقبال في مطار القاهرة لتوفر نفقات دروس تعلم الطيران.
حصلت لطفية في عام ١٩٣٣ على رخصة الطيران وكان عمرها آنذاك ٢٦ عاما، وقد تمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول، كبير معلمى الطيران بالمدرسة، فتعلمت في ٦٧ يومًا.بذلك كانت لطفية النادى أول مصرية و عربية و افريقية وثانى امرأةعالميا تقود طائرة فى العالم بمفردها .
اصبحت لطفية حديث الصحافة، وفوجئ والدها بصورتها فى الصحف فغضب منها وعليها، لكنها نجحت فى تبديد غضبه عندما اصطحبته معها فى نزهة بالطائرة فوق الأهرامات والقاهرة، واندهش لجرأتها وشجاعتها ولم يعد يعاملها كطفلة بعد ذلك.
و كانت أكثر المفاجآت اسعادا لها و لوالدها مقالا للأستاذ الكبير «فكرى أباظة باشا» فى مجلة "المصور" بتاريخ ٨ سبتمبر ١٩٣٣ وقال فيه:
"حدث منذ عشرة أيام حادث تاريخى عظيم لم يعره أحد من الوطنيين المصريين اهتماما يتفق وخطورته وقوميته، فى ٢٥ أغسطس ١٩٣٣ طارت الآنسة «لطفية النادى» بمفردها وبعبارة أوضح لم يحتو الجو فى تلك اللحظة إلا فتاة مصرية وحدها داخل طيارة ويقول الخبراء بفن الطيران إن الفتاة كشفت عن استعداد مدهش للطيران وعن شجاعة لم يتجمل بها مثلى ومثلك من الرجال الأشداء الأقوياء ".
و يتساءل فكرى أباظة "عما أعدته شركة مصر للطيران لإعلان هذا النصر للفتاة المصرية والشركة المصرية؟! وعما أعدته اتحادات وجمعيات وتشكيلات الجنس اللطيف المصرى لإعلان هذا الفوز لفتاة مصرية ولنهضة مصرية!" فجاءته الإجابة ، فقد أقامت مدرسة مصر للطيران حفلا لتكريمها وقد حضر حفل التكريم كبار الشخصيات وعلى رأسهم زعيم مصر الاقتصادى "طلعت حرب" الذى أهداها عشر ساعات طيران مجانا تكفل بدفع قيمتها، وقامت زعيمة النهضة النسائية السيدة هدى شعراوي بتكريمها وإهدائها هديتين كبيرتين، الأولى عبارة عن قلادة من الذهب المرصع بالماس صنعت خصيصا لها، والهدية الثانية من جمعية الاتحاد النسائى وهى حجر من العقيق الأحمر نقشت عليه آية الكرسى .
كانت «لطفية» قد شاركت فى الجزء الثانى من سباق الطيران الدولى الذى عقد فى ديسمبر عام ١٩٣٣ وهو سباق سرعة بين القاهرة والإسكندرية ، وكانت أول من وصل إلى خط النهاية بالرغم من وجود طائرات أكثر منها سرعة. لكن اللجنة حجبت عنها الجائزة لوقوعها فى خطأ فنى فى الإسكندرية عندما نسيت الدوران حول النقطة المحددة وأوصت اللجنة بمنحها جائزة شرفية .
وانهالت البرقيات تهنئ "لطفية النادي" بهذه المكانة وجاء فى برقية هدى شعراوى لها: "شرفت وطنك ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفخر بارك الله فيك".
ولم تكتف هدى شعراوى بذلك بل تولت شعراوى مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة للطفية لتكون سفيرة لبنات مصر فى البلاد التى تمر بأجوائها أو تنزل بها، اهتمت جريدة الأهرام بهذه الدعوة فكتبت فى ٣٠ ديسمبر ١٩٣٣ و طالبت المصريون والمصريات جميعا بالاكتتاب لشراء طائرة لطيارتهم الأولى والوحيدة لطفية النادي، مؤكدين على انها أدنى ما تهديه أمة عظيمة كريمة كالأمة المصرية لفتاتها الطيارة هو طائرة . تبرعت هدى شعراوى بمائة جنيه، لكن أثرياء مصر خذلوها فى دعوتها !!
وبعد سنوات شاركت فى السباق الدولى الثانى عام ١٩٣٧، وفازت بجائزة أول مصرية وقدرها ستون جنيها.
لطيفة النادي لم تتزوج قط، وعاشت جزءًا كبيرًا من حياتها فى سويسرا حيث منحت الجنسية السويسرية تكريما لها، وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة و التسعين فى القاهرة عام ٢٠٠٢ .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو