التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كتب الناقد الدكتور هاني عقيل اللامي - (( قصيدة النثر رؤى ابداعية ام فيوضات هيولية ))

كتب 
الناقد الدكتور العراقي
هاني عقيل اللامي
- (( قصيدة النثر رؤى ابداعية ام فيوضات هيولية ))
قصيدة عشتار للدكتوره عائشة الخضر لونا عامر انموذجا
-

-الكلمة,. روح وطيف وهيولي ومعنى ومقصد هي اس البناء النصي كيفما اتفق وكيفما كان من هذا المنطلق نرى ان قصيدة النثر جنس ادبي اخذت الحداثة من مجالات الحياة العصرية معتمدة على الوحدة العضوية وشدة التأثير والحصر والايجاز والكثافة اللغوية والدهشة فهي كقطعة بلور لها مائة من الانعكاسات بفضاء حر وهذا الفضاء يتباين وقدرات كل شاعر ومايمكلك من مخيال ولغة ثرة . قصيدة النثر جنس ادبي مستقل فهي نصوص مفتوحة على فضاءات شاسعة تتكئ على درجات عالية من النثرية وعلى قدرة الشاعر في التلاعب باللغة
اننا نرى ان ماتحتاجة قصيدة النثر في قادم الايام ان تكون ظاهرة فنية في سبيل الاعتراف بها كجنس ادبي ولعمري انها لاتصل الى هذا المبتغى الا بعد ان يمتلك الشاعر النثري ادواته السليمة سواء في الرؤية والمعرفة ولابد للشاعر ان يرتقي بمفهوم النص النثري الى المستوى الشعري فليس كل مايطرح اليوم من نصوص نثرية هو شعر فالنسيج اللغوي يكشف صراحة وهن تلك الرؤيا ولعل قدرة البعض في طرح نصا نثريا متمردا هي المقياس الابداعي لتلك النصوص
.....................................................................
النص
" عشتار "
*******
لن تكفي حقول القطن لتصم ّ أذناي َ عن نحيب تموز ..
ولن تسد ّ جبال الرمال تعثّره اللاهث بحثا ً عن أناي ....
صدى نداءاته ِ الثكلى " أقيموا المراثي " تبدّدت ْ هباء ..
لا ربيع .. لانسائم .. لا ورود .. ... ولا حتى ناي ..
تموز ... أيها التائه في مدارات الضباب ...
ألم تتعب خطاك من حفر الضياع .....؟
وعيون النسوة التي تشير عليك باغراء ..
تموز ..
تموز ...
ندى الحياة جف َّ من أصابعي ...
وضجيج ُ الحزن الغاشم اغتالني ..
أين " أنكي " ليرشني بماء الحياة ..
وينثر ُ على جسدي طعام الحياة ...
أعدك َ تموز ..
لن أعطيك َ لهم ..
ولن يسلبوك مني ..
وقتها :
سيظل ُّ مزمارك يصدح
وأغنيات ِ المروج ِ تمرح
تموز ...
تموز ...
لن أرسل بطائق لأحد
فالاقحوان يكفينا للأبد ..!
Lona Amer

-------------------------------------------------------------------------------------------------
اننا نرى المنجز النثري لدى د . عائشة الخضر ياتي وفق دلالات سميائية من خلال التداول الثقافي الواسع للغة الحداثوية وهي لعمري تمتلك حذاقة ادبية في ايراد علامات تصف مجمل القواعد والاشتراطات التي يمكن من خلالها تفعيل انظمة انتاج المعنى مع الاحتفاء بفلسفة التقويض والبناء العقلي ناهيك عن الفلسفة في تحويل تلك الكينوينة الفلسفية نحو العدمية اذ انها عمدت الى تحريكها خارج الكينونة الوجودية مؤقتا برؤى برغماتية واعادتها الى كينونته الطبيعية مرة اخرى وهذه مانراه في قولها
لن تكفي حقول القطن لتصم ّ أذناي َ عن نحيب تموز ..
ولن تسد ّ جبال الرمال تعثّره اللاهث بحثا ً عن أناي ....
صدى نداءاته ِ الثكلى " أقيموا المراثي " تبدّدت ْ هباء ..
لا ربيع .. لانسائم .. لا ورود .. ... ولا حتى ناي ..
تموز ... أيها التائه في مدارات الضباب ...
ألم تتعب خطاك من حفر الضياع .....؟
وعيون النسوة التي تشير عليك باغراء

ينفتح النص لديها بحرفنة قل توافرها عند سواها فهى تورد معاني مستحدثة برغم غموض الصورة ولديها قدرة الاهتمام بالسياق الخارجي للنص وفق رؤى متعددة رغم دلالالة النصوص توحي لتوحيد تلك الرؤى بثيمة واحدة هو الانسان وخروجه خارج تلك الثيمة الام اشتراطات بنائية هندسية تعمل على تهيئة النص الحداثي لهذا التوسع
تموز ..
تموز ...
ندى الحياة جف َّ من أصابعي ...
وضجيج ُ الحزن الغاشم اغتالني ..
أين " أنكي " ليرشني بماء الحياة ..
وينثر ُ على جسدي طعام الحياة ...
أعدك َ تموز ..
لن أعطيك َ لهم ..
ولن يسلبوك مني ..
استطاعت الدكتوره عائشة بلغتها الثرة ان تحرر مجمل التراكيب من فكرة البناء المركزي وخلق الدهشة بتشظي عوالم النص وفق دلالات نصية هي من الاهمية بمكان ووفق مرتكزات حداثية ناهيك عن هيمنة الصورة الشعرية وتكثيف الدلالات وهذا مما مهد السبيل امامها لصنع لغة مفارقة والتاثير على ذهنية المتلقي بانطباع غير متوقع فهي اجادت كل الاجادة في تغريب الدلالات وأنسنة الاشياء مع استخدام تقنية التكرار في انسنة الزمان متمثلا بقولها تموز تموز احدثت ايقاعا منضبطا حلق في فضاء سردي وصولا الى الضربة الشعرية القاضية في ختم النص عند قولها /
فالاقحوان يكفينا للأبد ..!
وقتها :
سيظل ُّ مزمارك يصدح
وأغنيات ِ المروج ِ تمرح
تموز ...
تموز ...
لن أرسل بطائق لأحد
فالاقحوان يكفينا للأبد ..!
الدكتوره عائشة الخضر من الشواعر القلائل اللواتي يتأسس على ايديهن النثر الشعري وفق خاصيتين متواشجتين تبعثان وفق توافرهما الهوية الابداعية هما البناء النثر السردي والايقاع وهما يشكلان اتجاها متخطيا حدود الاجناس حيث يتدفق لديها
السرد النثري وفق ايقاعات داخلية ولغة مكثفة وتراكيب مستحدثة مما اضفى على نصوصها فاعلية التدفق الوجداني وفيوضات روحانية داخل مناخ النص
-------------------------------------------------------------------------------
شكري وتقديري للنص الباذخ / عشتار
شكري وتقديري لمعالي د . عائشة خضر لونا عامر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو