التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ابتسم واضحك من قلبك مع جزار الهنا :*بقلم وألوان : خالد سليمان

ابتسم واضحك من قلبك مع جزار الهنا :*بقلم وألوان : خالد سليمان
************************************************
دائما ألتقط من المواقف لقطات سريعة وأقوم بتكبير تفاصيلها ؛ لأرى العجب العجاب ،
بجوار بيتي جزار أثق به جدا ، وهو ذو روح جميلة ، مررت عليه ظهرا ، وحين رآني ؛ داعبني بقوله الذي فزعت منه البهائم : بتوحشني يا للي معندكش قلب ،
وأنا ابتسمت ، وحمدت الله على السلامة ، فقلت له : صديقي العزيز ، هل يمكنني أن أطلب منك شيئا ؟
فقال : عيني يا أستاذي ، وأكمل وصلته بقوله : يا للي معندكش قلب ، فابتسمت ، وقلت : عندي قلب والله ، لكن أنت الذي لا قلب لك ، فابتسم ، وقال : عيني لك ماذا تريد ؟؟
فقلت : هل يمكنك أن تمتنع تماما عن الغناء بهذا الصوت العالي ؟ ،
فقال : وهل ترى أمامك جمهورا عريضا تخشى عليه من صوتي ؟ ، ( فلا يوجد غير الجوز العجول دول أمامك ) ، فابتسمت ، وقلت : ألم يأمرك الإسلام بالرفق بالبهائم والدواب ؟
فقال : نعم ، فقلت : من الرفق بالبهائم ألا تغنّي ، فابتسم ، وقال كلمته المحببة لي : حاضر يا أستذة ، وخفض صوته وقال وهو ينبعج ويتلوّى : يا للي معندكش قلب ، وعقّب بقوله : خفّضت صوتي رأفة بالعجول ، هأ هأ هاااااااااي ،
وتوالت ضحكاته كخرطوم ماء ضخم يخرج الماء منه على شكل دفعات مزعجة .
فقلت له : من الخطأ شرعا أن يرى هذا العجل اللحوم معلقة بالشكل الذي تفعله ، فاتّسعت عيناه قائلا : ليه بقى إن شاء الله ، فقلت له : مراعاة لمشاعر العجل ، وهنا اتّسعت عيناه أكثر وأكثر حتى كادت أن تبتلعني ، وبرزت فيها عروق حمراء ؛ ليقول بصوت بهائمي : مشاعر العجل ، يا لهووووووووووي ، وهل للعجل مشاعر ؟ واقترب من العجل بشكل بهلواني وقال : بعد ساعة سيقول هذا العجل للعجل المذبوح :
خليك فاكرني ياللي بجمالك وبعيونك دول آسرني
ده أنت في عيني كل اللي ليّ فرحة شبابي ،
مشاعر العجل يا مصيبتي ، وقبل الذبح سيقول هذا العجل للعجل : بتوحشني ياللي معندكش قلب ، وضحك الناس على تعليقاته وهو يقول : تعال وشوفوا الأستاذ خالد يوصيني ، ويدعوني لمراعاة مشاعر الحيوان ، حاااضر يا سيدي قبل ذبحه ، سأحضر باقة ورد أنيقة ، وأبتسم ، وأقول : لو تكرمت ممكن أذبحك ، وتوالت قهقهاته وضحكاته التي لا تختلف كثيرا عن الخوار والنهيق ، وهو يردد : مشاعر الحيوان ، (يا ما لسة هنسمع ونشوف من الأستاذ خالد) ، ويقترب منّي كعجل ثالث يبتسم في بلاهة قائلا : ياللي معندكش قلب ،
والناس في موجة ضحك عارم عوّضت غياب فناني الكوميديا الذين تركوا المسرح للسخرية والاستهزاء وسطحية الأمور ، وعلّموا الناس السخافة وسوء الأدب مع الله ومع الناس ومع خلق الله .
وما كان منّي أن قلت له : لو سمعك عمرو دياب ؛ لاعتزل الغناء ، وربّما جاء للعمل معك هنا ، وغنّى للبهائم بدلا من صوتك الممتلئ حجارة وترابا وزجاجا مكسورا .
فقال مقهقها : والله فرصة ييجي يسلّي العجول شوية ، ويعبّر عن مشاعرها ومشاكلها العاطفيّة
مادام صوتي وحش للدرجة دي يا أستاذ خالد ، ويؤذي مشاعر البيه العجل المحترم عشان ميزعلش ، ويواسي الست هانم البقرة دي ،
وغاب في قهقهات جعلت البهائم تنفر منه ، وكأنّها تقول : أرحنا من صوتك ، متى نُذبح ونستريح ؟؟؟!!!!
وانصرفت عنه ، ومررت عليه المغرب ، وتذكرت ما حدث بيننا ظهرا ؛ فابتسمت ، فسبقني بقوله : بتوحشني يا أستاذ خالد ، وانبعج وتفلطّح بقميصه الأبيض وقال : ياللي معندكش قلب ، وأنا غبت في نوبة ضحك ،
ودعاني للجلوس معه ؛ فاستجبت لفنجان قهوته اللذيذ الذي صنعها بنفسه ، فرأيتها فرصة للنصيحة ، وقلت : ده أنت فضحتني في المكان ، فقال : معاذ الله إنني أحبّك جدا والله ، وانبعج متفلطحا ياللي معندكش قلب ، وأنا غبت في نوبة ضحك أزلت بها جبالا من الحزن ،
وبعد حالة الجزر لابتسامتي ؛ ساد صمت بيننا ، فقلت أتظنني غير جاد في نصحي لك ؟
عليك أن تتعلّم آداب الذبح في الإسلام وشروطه ، لترضي الله عزّ وجلّ ، ويبتسم لك رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - حين يراك ، فظهرت الجديّة على ملامحه ، وقال بصوت حنون : صلّى الله عليه وسلّم ،
وأهم شروط الذبح أن تحدّ سكينك جدا وألا يراها البهيم ، وألا تذبح البهيم أمام البهيم ، وألا يرى اللحوم المعلّقة بهذا الشكل ، فقال : إن شاء الله سألتزم ، وسألته أن يأذن لي بالانصراف ؛ فابتسم قائلا بجدّيّة : اشرب قهوتك يا أستاذ خالد ، فسارعت أنا بقولي ضاحكا مقلدا له دون تفلطح أو انبعاج : ياللي معندكش قلب ، فعادت بشاشته إلى وجهه وقال منبعجا ومتفلطحا في وقت واحد : من الساعة دي عندي قلب يا أبو أحلى قلب .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو