التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فلسفة الاديان---بقلم الشاعرة زكية ابو شاويش

فلسفة الإديان
في البر والبحر أحياءٌ وقد جهلت___كما جّهِلتَ وجوداً كان في العدم
إذ أنت في عالمٍ للغيب مُنغلقٍ ___والكونُ يعمُرُ بالأحياءِ من قِدَمِ
للكونِ أسرارٌ يا من شُغِلتَ بِهِا___ وقد أضعتَ خيالاً في ذرى القمَمِ
ها قد علمتَ_فرضنا_ما تريد بها___إن كنت ترقُبُ مشدوهاً كما الصَّنمِ
هل كان في الإمكانِ منكَ تجاهُلٌ___إذ كنت تسبحُ في بحرٍ من الظُّلَمِ
إن زاد علمك فيما كنت تجهلهُ___هل من مُغيِّرِ أحوالٍ لمنسجِمِ
هذي العجائبُ إن ترنو لأغربِها___ تحتالُ حتّى ترى إن كنتَ في حُلُمِ
هذي الحقائقُ يجلو بعضَها زمنٌ___والباحثون بكلِّ الجُهدِ في نَهَمِ
عقلٌ وعلمٌ بدنيا ما بها أملٌ___ ترديك في حُفَرٍللوهمِ بالهِمَمِ
رب البريَّةِ لم يتركك في ظُلَمٍ ___ تُمضِي حياتَك في كَرْبٍ وفي نعمِ
قد كرَّمَ اللهُ عقلاً سادَ في عملٍ ___ على الخلائق بالنِّياتِ والكرمِ
بالوحي ضاء طريقٌ إذ لهُ هدفٌ___ إنَّ العبادةَ كانت قمَّةَ الهرمِ
أعطاكَ أكثر ماأعطى الخلائقَ من___عقلٍ يقوِّمُ أركاناً لمنهدِمِ
والعقلُ حِليتُهُ عِلمٌ بِهِ خُلُقٌ ___ لا يرجح العقلَ مالٌ زاغَ بالقَدَمِ
زالت ممالكُ من علمٍ بلا خُلُقٍ___إذ جار جهلٌ على الأقوامِ بالنِّقَمِ
من فطرةٍ يعرف المخلوقُ خالِقَهُ___لا يعرفُ القصدَ من خلقٍ كمنفطِمِ
لا بُدَّ من رُسُلٍ تعلو بهم همَمٌ ___في سعيهم بلغوا من كانَ في قتمِ
تبليغُ منهجِ ربِّ الكونِ ذا أملٌ ___ممَّن يُبلِّغُ في غربٍ من العجم
لا خير فيكَ إذا جُرِدتَ من أدبٍ___بالعلمِ تحيا وقد ترضاهُ من بَرِمِ
إن شاءَ دمَّرَ أكواناً بلا إسفٍ___أو رامَ خيراً بمكروهٍ على حَرَمِ
يا من يعزُّ بعلمٍ لا خلاقَ بِهِ___ قد تشتري جمرةً من بائعِ الذِّمَمِ
والدِّينُ أفضلُهُ يا من تلوذُ بِهِ___تحسينُهُ خُلُقاً مع سائرِ الأُممِ
لاعلمَ ينفعُ في الأُخرى بلا عملٍ___والدينُ من غيرِأخلاقٍ كما العدمِ
صلَّى عليك اللهُ يا أخا العربِ ___يا قدوةٌ سمقت في الحلمِ والكرمِ
أعدادَ من فلسفوا بالعلمِ باطلهم___أومن تعالى بجهلٍ زادَ من ورمِ
الثُّلاثاء 10 محرَّم 1438 ه
11 أُكتوبر 2016 م
زكيَّة أبوشاويش_ أُم إسلام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو