التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الاديب د صاحب خليل ابراهيم ينقد قصيدة سنلتقي حبيبي للشاعـرة زين الشام

سنلتقي حبيبي للشاعـرة زين الشام
نقد الشاعـر وااناقد الدكتور صاحب خليل إبراهيم
يحتل الشعـر مكانة رفيعـة في عـالمنا منذ القدم وحتى عـصرنا الحاضر ويمثل أبهى الحالات الإنسانية بمستوياتها كافة وقد يكون من جمالها ورقتها تُقرأ مرات ومرات عـديدة , ولا يُمَّل منها
أبداً , بل يدعـوه شغـفهُ بها أن يعـيد قراءتها في كل وقت .
فالشعـر يكسر الحواجز بجماله الأخاذ , ويعـيد الإنسان إلى روح السمو والعـطاء والإبداع .
فالإبداع الملهم هو تحقيق للنفوس المتسامية
المتسامحة , والشاعـرة المبدعـة زين الشام تتخذ
من الليل وجنونه جناحاً وتنطلق من أشواقها إلى اللقاء, متلهفة بالشوق كله وترتجيه بشوق الملهوف.
وكانت الأنثى هي محور القصيدة مع الرجل العتاشق, وتكشفت تلك العـوالم باشتغـالاتها الدلالية
التي تتجلى فيها إشارات فاعلة تمتليء بالشوق والرغـبة كطفلة تعـبّرعن ( البراءة ) والعذوبة بتصرفها , وأسست الشاعرة بلهفتها استعـمال الدلالات المكتشفة لها بفاعلية مستنطقة الأنثى
ذاتها ورغبة في نفسها التي عـاشت في تجربتها
الخاصة والفريدة وترسم عـلاقتها الخاصة بها في
جو ملؤه النبوغ المبكر والانشداد الرومانسي , تتجه
الشاعرة إلى استنطاق المفردات المتألقة في غتاياتها
امعـبرة تتداخل مع اروح بطاقتها التعـبيرية تتنفس في لغـتها التعـبيرية الثابتة والمتغـرة في تداول رومانسي,تتناول مفرداتها من الطبيعـة والواقع المتألق تحت جنح الليل بكل اشتياقها المرتجى الملهوف , وتتوارى خلفه لتبدو متناهية مع الطبيعـة
بأسحارها كلها , وترتشف شهد تلاقيها مع الحبيب ,وتداعـبه بعـد النجوم .
وقد سيطر فضاء الكتابة عـلى نصها , وله مكونات وتقنيات أصالة ومستحدثة نسميها هندسة
الوقف في فضاء نصها الشعـري حيث يتحدد ب هبه بِنية النص وتركيبه الدلالي وما تضمنته من مقاطعـها الصوتية ومن كلمات وفواصل وجمل,
أو في بِنيتها الإيقاعتية الزمنية وأهمية ذلك كله
من حيث شِعـرُها وصدقه .
وهذا الوقف هو وقف معنوي وصوتي , ويكون
ملفوظاً والسمات الأساس في سياق القصيدة تتجاوز الغـة السائدة , فبنيتها منتظمة , والتوازي هنا عن طريق القافية / الخفاء / اللقاء/ رغـداء / احتواء /
الغاء / الحسناء / الضياء / .
هي تعـبير عن ظاهرة لشاعرة زين الشام , تشي
بموقف خارجي في النص للقافية وهو وقف بصري وسمعـي .
إن هيمنة التشكيل الدلالي في النص تحوله من مدرك سمعي إى مدرك بَصًري ضمن تشكيلات القصيدة بشكل هندسي يندمج بعضها ببعـض .
ونخلص إلى القول بأن الوقف من المكونات الرئيسة من مكونات الكلام , وهو من شروط الإدراك فيه ليتمكن الكلام من التعبير الوافي الذي
ينهض بالنص إلى ذروة التعـبيرالصادق المعـبِّر
عن حالة الحب المتسامية الذي كتبته الشاعـرة ,
وهي مدركة تماماً لما تكتبه في سياق يمنح العـلاقة بالحبيب من طرفين الحبيب والحبيبة طرفاه التركيبي التصويري .
أهداء للاستاذ الشاعـر د. صاحب خليل ابراهيم
للقراءة النقدية ... مع خالص ودي وتقديري لجهوده المبذوله
سنلتقي حبيبي زين الشام
*************************
حبيبي ...
تحت جنح جنون الليل ...
بكل أشتياق لنا لقاء
نرتجيه بأمل الملهوف ...
نتوارى لنشدو بالخفاء
نرتشف شهد التلاقي ...
من كؤوسه حد الارتواء
نلتقم كرز الشفاه ...
رضابنا لعلتنا دواء
نمتطي روابي الحنين ...
نكبح جموحها بقبلة رغداء
نبارز بهمساتنا أهوالها ...
لتتلاقى أطيافنا بكل احتواء
نصاحب القمر ...
أداعبك بعد النجوم ...
كطفلة تسابقت أنفاسها ...
بأحضان الفناء
ومن خلفك التلف ...
أومي إليك بشغف ...
أرنو إليك بغمزة حسناء
ترنو بطرفك الشارد...
فيشع من مقلتينا الضياء
أفرش لك جفني مهدا...
وهدبي لمجونك غطاء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو