التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصحافة الالكترونية والمستقبل بقلم محسن سمير


الصحافة الالكترونية والمستقبل
لاشك ان الصحافة والاعلام هما الركيزة الاساسية لمجتمع ديمقراطى حر فالصحفى هو الوسيط بين الشعب والسلطة وهى العين الساهرة والضوء الساطع الذى ينقل هموم الشعب ومشاكله للسلطة وينقل دور السلطة للشعب ليس هذا فقط فالصحفى هو العين الساهرة على الاحداث بل هو جندى من الجنود التى تحارب فى سبيل الوطن فهو من يحمل سلاحه فى مواجهه الخونة والفاسدين والمفسدين . نعم إن الصحافة هى هى ضمير الشعب . وتعتبر الصحافة من اقدم المهن والحرف التى شهدها التاريخ الانسانى وخير دليل على ذلك حجر رشيد ذلك الحجر الذى يعود الى عهد بطليموس الخامس والذى كان الغرض منه اذاعه قرار للمجمع الدينى فى مدينة ممفيس وقد كتب الحجر مخاطبا ثلاث فئات فى الشعب هم اليونانيين والكهنة وعامة الشعب اى انها جريدة متعددة اللغات. وقد عرفت معظم الحضارات القديمة نشر الاخبار فى مخطوطات مثل ما فعله يوليوس قيصر عقب توليه الحكم عام 59 ق.م عندما اصدر ما عرف باسم كتاديورنا actadurina أي "الأحداث اليومية". يُكتب فيها أخبار مجلس الشيوخ، وأخبار الحملات الحربية، وايضا الأخبار الاجتماعية، مثل الزواج والمواليد والفضائح، وأخبار الجرائم والتكهنات. انها حقا اقرب مثال للصحافة الحديثة . كما عرف العرب ايضا الصحافة بانواعها المختلفة فهناك الصحافة الادبية والتى تبرز فى المعلقات تلك القصائد التى كانت تعلق على استار الكعبة والمعاهدات والاتفاقيات مثل صحيفة المقاطعة -التى تم على اساسها محاصرة المسلمين فى شعب ابى طالب - وكانت نهايتها المشهورة أن اكلتها الارضة ولم يتبقى منها الا كلمة بأسمك اللهم .اما عن الخبر المطبوع فقد ظهر فى العصور الوسطى فى صورة نشرات متنوعه ابرزها تلك التى ظهرت فى فرانكفورت عام 1588 والتى كانت تصدر كل ستة اشهر ثم صدرت اسبوعية بصورة منتظمة . وتمر الايام والسنين ويشهد تطور الصحافة تطور هائلا حتى وصلنا إلى الصحافة بوضعها الحالى وكان لظهور الانترنت عام 1969 و تطوره دورا فى خروج نوعا جديدا من الصحافة الا وهو الصحافة الالكترونية تلك الصحافة التى سترسم مستقبل الصحافة فى القريب العاجل وستحتل قمة الهرم الاعلامى فى السنوات القادمة وخير دليل على ذلك ان جميع الصحف الورقية بلا استثناء ووكالات الانباء المختلفة والفضائيات المتنوعة بل والهيئات والوزارات والادارات والمدارس وغيرها يقومون الان بممارسة الصحافة الالكترونية عن طريق مواقعها المختلفة او صفحاتها على الفيس بوك وتوتير وغيرها من المواقع الاجتماعية بل وعن طريق المواقع الترفيهيه مثل موقع الصور انستجرام وموقع الفيديو يوتيوب ان تلك الظاهرة المتمثلة فى الصحافة الالكترونية نتج عنها اعلاما يملكه الجميع غير قاصر على فئة من الفئات بل اعلاما ينقل الحدث لحظة بلحظة لا ينتظر موعد صدور الجريدة الورقية حتى يصل الخبر للقارئ . فالصحافة الالكترونية جعلت الخبر يصل فى التو واللحظة للقارئ ليتابع الاحداث اولا بأول بل ليتابع الحدث ايضا فى وقت فراغه غير مكترث بموعد البرامج الاخبارية على الفضائيات او موعد صدور الجرائد المختلفة والاهم من ذلك توفير الدخل عن طريق توفير ثمن شراء الجرائد والمجلات الورقية .ولقد اوشكت الصحافة الالكترونية ان تسدد الضربة القاضية للصحافة الورقية من خلال حرصها على التجديد المستمر واستخدام كافة الوسائل التكنولوجية المتاحة لها لنشر اعلام هادف يكون ضمير للشعب  واضرب مثالا للفجوة الواسعه بين عدد قراء الصحيفة الورقية والصحيفة الالكترونية فنجد أن صحيفة "الرياض السعودية"، توزِّع 260ألف نسخة ورقية مقابل 1,200,000زائر يومي لنسختها الإلكترونية!.اى أن عدد قراء الصحيفة الالكترونية فاق اكثر من خمسة امثال قراء الصحيفة الوريقة ومن منطلق هذا بدأت تتعالى الاصوات الأن لضم الصحفيين الالكترونيين الى نقابة الصحفيين ليكون لدى الجميع نقابة واحدة تدافع عن الصحفيين . نقابة واحدة تدافع عن حق المواطن فى وصول الخبر الصحيح له وحق الصحفى فى ابداء رأيه وفكره مع العلم ان هذا التنوع الصحفى كله يصب فى صالح الديمقراطية وحرية المجتمع كما يضمن ايضا خضوع الصحافة الالكترونية للرقابة في ظل الأنظمة واللوائح والقوانين التي تتخضع لها الصحف الورقية ، ألا يضمن ضم الصحافة الالكترونية الى نقابة الصحفيين محاسبتها في حالة تجاوزها،ألا يضمن هذا مصداقية هذا النوع من الصحافة ووظهور منافسة حقيقة بين الصحف الالكترونية المختلفة الا يضمن هذا حقوق العاملين بتلك الصحف وحق المجتمع فى صحافة حرة نزيهه متنوعة . انها دعوة اطلقها للوصول لنقابة واحدة وقانون واحد بضم جميع الصحفيين فى مصر فهل من مستجيب ؟.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو