التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بكاء جدران ... بقلم محسن سمير

إن حال الجدران فى مصر يرثى له كل ذى لب وكل ذى قلب فالجدران فى مصر تحولت إلى كل ما يخطر على عقل بشر .
تحولت إلى لوحات إعلانية وإلى دعايا سياسية من دعايا انتخابية ومن تأييد فلان الى تأييد علان ، وإلى سب وقذف وبزاءات ينأى لها الجبين . جدراننا تحولت إلى لافتات حب وشخبطة أطفال وألوان متداخلة لا تحمل أى فن أو أى ذوق .بل هى تسئ إلى الذوق العام وتعلم أطفالنا من الاخلاق اسوأها ومن العادات ارزلها ومن التفكير احطه .
لما لا وكثيرا من تناسى حق الملكية العامة وحق الملكية الخاصة .فتلك الجدران إن كانت ملكية عامة لا يحق لأحد الكتابة أو الرسم عليها سوى المؤسسة التابع لها الجدار إن الحق سبحانه وتعالى يقول "ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها"، وقد خلق الله الناس لعمارة الكون والعمل على نشر القيم الأخلاقية التى تعلى من شأن الإنسان، والمؤكد أن ما يحدث على جدران مؤسساتنا يتنافى مع ما يدعو إليه الإسلام من إحترام الملكية العامة بل هو تعدى عليها .
أما لو كانت ملكية خاصة فيجب الاستئذان من صاحب العقار فكثيرا منا يفاجئ بكتابة اشياء على جدار منزله قد تخالف هذه الاشياء معتقداته وافكاره وغير ذلك اليس من حق صاحب المنزل أن يحتفظ بجداره نظيفا بدون كتابات أو دعايا أليس من حقه أن يظل بيته كما بناه وكما تخيله لما يفرض البعض أسلوب حياتهم الفوضوى علينا فلا استئذان ولا نظافة ولا نظام ولا مراعاه للعادات والتقاليد إن الكثيرين يعطوا لأنفسهم الحق فى الكتابة والرسم على الجدران وتناسوا الحقوق التى كفلها ديننا الحنيف وكفلتها القوانين .
إنهم تناسوا تعاليم ديننا الحنيف التى تحض على النظافة وعلى الجمال فعن عبدالله بن عمرو قال: قلت يا رسول الله، أمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة؟ قال : إن الله جميل يحب الجمال"، إن ما يحدث على جدراننا هو تلوث بصرى أخطر علينا من التلوث البيئى فهو يفقدنا الاحساس بكل ما هو جميل ويعود ابصارنا على كل ما هو قبيح .
إنه يلوث عيوننا فوجدانا فأفكارنا فأخلاقنا لذا وجب علينا الاهتمام بحوائطنا وعدم تلويثها بالكتابة عليها بل وجب علينا تزينها بالايات القرآنية والنقوش الاسلامية والرسومات الهادفة التى تنمى الذوق العام والاحساس بكل ما هو جميل فى حياتنا .
وجب علينا أن نجعل من حوائطنا مناظرا تريح العيون وتجذب الألباب وتنير العقول فكيف نريد جيلا يحس بالجمال ؟ كيف نريد جيلا راقى ؟ وابسط شئ فى حياتنا ملوث فهل نطلقها حملة شعبية "زينوا حوائطنا "؟.
هل نستطيع أن نعيد الجمال لشوارعنا وبيوتنا ؟ومنها نعيد الذوق العام لابنائنا . الذوق العام فى كل شئ حولنا ومنه نعيد الذوق العام فى سلوكياتنا من احترام الكبير والعطف على الصغير وأحترام الرأى والرأى الاخر .

هل نستطيع أن نفعلها ونغير سلوكيات رديئة أكتسبناها مع مرور الزمن لتصبح شوارعنا بعدها لوحات فنية تنافس تلك اللوحات الموجودة فى المعارض

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو