المناظرة – الة الحوار المفقودة - بقلم محسن سمير
فسكت أحمد.وفى عصرنا الحديث استخدم الكثيرون أسلوب المناظرة فنجد فى بعض الدول مناظرات بين المرشحين على كرسى الرئاسة مثل مناظرة باراك اوباما وميت رومني فى الانتخابات الامريكية الماضية .بل وقد تحسم المناظرة سباق الرئاسة فى معظم الأحيان . ولنا فى مصر تجربة فى المناظرة السياسية آخرها ما حدث مع المرشحين الرئاسيين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح فى الانتخابات المصرية عام 2012 . فهل نلجأ مرة أخرى للمناظرة لحل مشكلاتنا . هل تستطيع الفضائيات المنتشرة فى الفضاء الفسيح أن تقوم بمناظرات حقيقية مذاعة على الهواء ليتعرف المشاهدين على وجهات النظر المختلفة . تخيل معى النتائج العائدة على بلادنا وعلى شبابنا من تلك الفنوات (أو أقل أو أكثر )فى اذاعة مناظرة فى قضية هامة ويشاهد المناظرة الملايين داخل وخارج بلادنا . فمثلا يحاول الازهر الشريف جاهدا القضاء على الفكر التكفيرى عن طريق المحاضرات واللقاءات والكتب وغيرها من الوسائل التى يستخدمها الأزهر لكن مناظرة واحدة بين ممثلى الفكر المعتدل وممثلى الفكر التكفيرى كفيلة بأنقاذ الشباب من براثين هذه الجماعات التكفيرية بل ومحاربتها فى عقر دارها وبألسنة قياداتها . إنها دعوة جادة لأعلام هادف يحارب الفساد لا يحاربه فقط بل يقضى عليه فى أقصر وقت ممكن . قد يقول قائل لكن هناك من سيتهرب من هذه المناظرات أقول إن البداية الجادة فى طرح هذا الاسلوب لحل المشكلات الخلافية بأنواعها المتعددة يفرض على الجميع قبول هذا الاسلوب فكل يريد إيضاح وجهه نظره والدفاع عنها بل ونشر فكرته على أوسع نطاق إن أمكن ذلك وهذه هى فرصته المواتيه فإن هرب من المناظرة فقد إنهزم وإنهزمت فكرته . إن أهم ما تتسم به المناظرة إنها تتيح لانتشار الافكار فمن تكن فكرته صادقة وهدفه نبيل ستنمو فكرته وينتشر هدفه وإن كان غير ذلك أختفت فكرته واندثرت بغير رجعة . بل نستطيع القول إن المناظرة هى وسيلة هامة لمحاربة العنف والتطرف بكل اشكاله فمن يلجأون للعنف والتطرف هم أنفسهم من حرموا من حق التعبير عن أرائهم وأفكارهم . وهنا تفتح المناظرات أبوابا للحوار والمناقشة بهدف نشر الفكر المعتدل بهدف أن نصل بمجتمعنا إلى بر الأمان وإلى زرع لغة الحوار الراقى والفكر الصحيح فى عقول أبنائنا . بل وأن الفكرة لا يواجهها إلا الفكرة والرأى لا يواجهه إلا الرأى .
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .