الاديب
مصطفى الشحود
يكتب
مدرّسة احتياط
وقفت مديرة المدرسة حائرة في أمرها، ماذا يمكن أن تفعله بقرار، بأن تُسلّم المدرسة ببنائها وطالباتها إلى منظمة إنسانية. فقط الكادر التدريسيّ عليه أن يفتش على مدرسة أخرى تابعة لهم.
حالة من الحيرة والقلق وخيبة الأمل اجتاحت المدرسات ..
أين سيذهبن؟ وأين سيكون مصيرهنّ.
تنحنح المشرف التربوي، وأعلن عن قرار منقول من الجهات المسؤولة، بأن يتوزْعنَ في المدارس التابعة له.
كانت صفعة مدوية للطالبات التي فقدن مدرّساتهن، والصفعة الأشدّ من المدرّسات، وقد تشتّتنَ، وتفكّك الرابط الأسريّ بتعايشهنّ مع بعضهنّ ..
مدرسة العربي، استلمت معلمة للمرحلة الإبتدائية ..
ومدرّسة الرياضيات، استلمت معلمة للرسم.
أما مدرسة مادة الإجتماعيات، كان حظها غير رفيقاتها ..فهي الوحيدة التي ستتسلم مادّتها ..
في السابق كانت مدرسة للموسيقى ..لكن لظروف ما تحوّلت إلى مدرسة إجتماعيات، وقد نجحت في مادتها بعد جهد ومعاناة ..
دخلت المدرسة، وسلّمت كتاب تعيينها لمديرة المدرسة ..
وقفت المديرة باستغراب: ولكن ليس لدينا شاغر لمادتك ياآنسة.
ردّت المدرسة: ولكن القرار واضح ..مدرّسة اجتماعيات ..وفي مدرستكم .
ـ لا ..إذا سمحت ..راجعي المشرف التربوي.
عندما أخبرت المشرف بما حدث ...ضرب بكلتا يديه على الطاولة، وقد تطاير الشرر من عينيه: أنا المسؤول، وأنا من يقرر ...قرارك هو مدرسة إجتماعيات ...
ـ ولكن ياأستاذ ..لايوجد شاغر لهذه المادة.
ـ آه ..ماذا ..لايوجد ..هل هم أفهم مني ..هيا اذهبي والتحقي بمدرستك ..
هذه المرة اشتدت عزيمتها أكثر ..فالمشرف التربوي ..هو من أعطى القرار وبقوة ..
دخلت المدرسة وألقت كتاب القرار : المشرف التربوي زمجر وغضب ...لديكم شاغر ..
وبهدوء تحمل الورقة، وتعيده إليها: قلت لك لايوجد شاغر ..بلّغي المزمجر الغاضب بذلك ..
وتسرع نحو .. المزمجر الغاضب: تفضل ياأستاذ ..لايوجد شاغر ..
يتنحنح ..ويتمتم: إي نعم .. بلغني ذلك، سأضعك مدرسة احتياط ..جكارة بها ..
كتب ملاحظته: تُعيّن مدرّسة احتياط ..
تذهب للمدرسة فرحة بهذا القرار، وتحدث نفسها: لقد ارتحت أخيرا ..مدرّسة احتياط ..ياسلام ..
تعطي القرار للمديرة ..
ـ إي ها .هكذا أفضل ..الآن أقبلك عندي ..لدينا شاغر احتياط.
اذهبي الآن ..ولاتنسي أن تأتي قبل الساعة الثامنة ..فأنت مدرسة احتياط، يجب أن تتواجدي ..ربما يحدث معنا أمر طارئ.
في الصباح ..وصلت المدرسة ..وماأن جلست حتى بادرتها المديرة: إذا سمحت أستاذة ..أدخلي الصف الثاني ..فالمعلمة لديها إجازة ساعية ..
انتهت من حصتها ..فجاءت الأوامر بأن تدخل الصف الثالث ..فمعلمته تأخرت ..
في وقت الاستراحة (الفرصة) دخلت معلمة تأنُّ وتتوجّع ..بطني ..آخ ..بطني ..
تنتفش المديرة كديك حبشي: لاعليك ..استريحي ..فلدينا مدرّسة احتياط ..هيا ياأستاذة أدخلي الصف بدلا عنها ...
معلمة أخرى تتوجع وتتأوه ..رأسي ..يامديرة .
تضحك المديرة ضحكة مجلجلة: ولو ياعزيزتي ..اذهبي ياروحي .. لبيتك ..لدينا مدرسة احتياط ..
وتدخل معلمة أخرى وبغنج ودلال ..مديرة ..
ـ نعم ياروح المديرة ..
ـ لم أشرب قهوة اليوم ..أيرضيك هذا؟ .
ـ معقووول ..له له له ..ولايهمك .أحلى فنجان قهوة ..
نظرت لمدرسة الاحتياط ...
وبدون أن تتكلم ..توجهت مدرسة الاحتياط إلى الصف.
وهكذا أصبحت مدرسة الإحتماعيات مدرّسة لكافة المواد ..
وكثرت العاهات، والمواجع ..ذات يوم دخلت مدرّسة الإحتياط إلى المدرسة ..كانت خالية تماما.
المستخذمون ..المعلمات ..المديرة ..ليس إلا الطلاب ..ينتظرون معلمة الإحتياط.
وقفت مديرة المدرسة حائرة في أمرها، ماذا يمكن أن تفعله بقرار، بأن تُسلّم المدرسة ببنائها وطالباتها إلى منظمة إنسانية. فقط الكادر التدريسيّ عليه أن يفتش على مدرسة أخرى تابعة لهم.
حالة من الحيرة والقلق وخيبة الأمل اجتاحت المدرسات ..
أين سيذهبن؟ وأين سيكون مصيرهنّ.
تنحنح المشرف التربوي، وأعلن عن قرار منقول من الجهات المسؤولة، بأن يتوزْعنَ في المدارس التابعة له.
كانت صفعة مدوية للطالبات التي فقدن مدرّساتهن، والصفعة الأشدّ من المدرّسات، وقد تشتّتنَ، وتفكّك الرابط الأسريّ بتعايشهنّ مع بعضهنّ ..
مدرسة العربي، استلمت معلمة للمرحلة الإبتدائية ..
ومدرّسة الرياضيات، استلمت معلمة للرسم.
أما مدرسة مادة الإجتماعيات، كان حظها غير رفيقاتها ..فهي الوحيدة التي ستتسلم مادّتها ..
في السابق كانت مدرسة للموسيقى ..لكن لظروف ما تحوّلت إلى مدرسة إجتماعيات، وقد نجحت في مادتها بعد جهد ومعاناة ..
دخلت المدرسة، وسلّمت كتاب تعيينها لمديرة المدرسة ..
وقفت المديرة باستغراب: ولكن ليس لدينا شاغر لمادتك ياآنسة.
ردّت المدرسة: ولكن القرار واضح ..مدرّسة اجتماعيات ..وفي مدرستكم .
ـ لا ..إذا سمحت ..راجعي المشرف التربوي.
عندما أخبرت المشرف بما حدث ...ضرب بكلتا يديه على الطاولة، وقد تطاير الشرر من عينيه: أنا المسؤول، وأنا من يقرر ...قرارك هو مدرسة إجتماعيات ...
ـ ولكن ياأستاذ ..لايوجد شاغر لهذه المادة.
ـ آه ..ماذا ..لايوجد ..هل هم أفهم مني ..هيا اذهبي والتحقي بمدرستك ..
هذه المرة اشتدت عزيمتها أكثر ..فالمشرف التربوي ..هو من أعطى القرار وبقوة ..
دخلت المدرسة وألقت كتاب القرار : المشرف التربوي زمجر وغضب ...لديكم شاغر ..
وبهدوء تحمل الورقة، وتعيده إليها: قلت لك لايوجد شاغر ..بلّغي المزمجر الغاضب بذلك ..
وتسرع نحو .. المزمجر الغاضب: تفضل ياأستاذ ..لايوجد شاغر ..
يتنحنح ..ويتمتم: إي نعم .. بلغني ذلك، سأضعك مدرسة احتياط ..جكارة بها ..
كتب ملاحظته: تُعيّن مدرّسة احتياط ..
تذهب للمدرسة فرحة بهذا القرار، وتحدث نفسها: لقد ارتحت أخيرا ..مدرّسة احتياط ..ياسلام ..
تعطي القرار للمديرة ..
ـ إي ها .هكذا أفضل ..الآن أقبلك عندي ..لدينا شاغر احتياط.
اذهبي الآن ..ولاتنسي أن تأتي قبل الساعة الثامنة ..فأنت مدرسة احتياط، يجب أن تتواجدي ..ربما يحدث معنا أمر طارئ.
في الصباح ..وصلت المدرسة ..وماأن جلست حتى بادرتها المديرة: إذا سمحت أستاذة ..أدخلي الصف الثاني ..فالمعلمة لديها إجازة ساعية ..
انتهت من حصتها ..فجاءت الأوامر بأن تدخل الصف الثالث ..فمعلمته تأخرت ..
في وقت الاستراحة (الفرصة) دخلت معلمة تأنُّ وتتوجّع ..بطني ..آخ ..بطني ..
تنتفش المديرة كديك حبشي: لاعليك ..استريحي ..فلدينا مدرّسة احتياط ..هيا ياأستاذة أدخلي الصف بدلا عنها ...
معلمة أخرى تتوجع وتتأوه ..رأسي ..يامديرة .
تضحك المديرة ضحكة مجلجلة: ولو ياعزيزتي ..اذهبي ياروحي .. لبيتك ..لدينا مدرسة احتياط ..
وتدخل معلمة أخرى وبغنج ودلال ..مديرة ..
ـ نعم ياروح المديرة ..
ـ لم أشرب قهوة اليوم ..أيرضيك هذا؟ .
ـ معقووول ..له له له ..ولايهمك .أحلى فنجان قهوة ..
نظرت لمدرسة الاحتياط ...
وبدون أن تتكلم ..توجهت مدرسة الاحتياط إلى الصف.
وهكذا أصبحت مدرسة الإحتماعيات مدرّسة لكافة المواد ..
وكثرت العاهات، والمواجع ..ذات يوم دخلت مدرّسة الإحتياط إلى المدرسة ..كانت خالية تماما.
المستخذمون ..المعلمات ..المديرة ..ليس إلا الطلاب ..ينتظرون معلمة الإحتياط.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .