التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الشاعرالسومري عبد الجبار الفياض يكتب ماري* فرساي

الشاعرالسومري
عبد الجبار الفياض 
يكتب
ماري*
فرساي
يحتضنُ ايقونةَ سحرٍ نمساويّ
ماري . . .
الزّهورُ تستبقُ اكليلاً
يتهافتُ الفَراشُ على ذيْلِ ثوبٍ
يتدرجُ عمارةَ فنٍ منقوطٍ بغلوٍ ملكيّ . . .
فرساي
عطرٌ
حريرٌ
كؤوسٌ مترعةٌ بين ارتشافٍ
وقُبَلٍ
تخطفُ الشّفاه
تسطّحُ أعماقَ الرّاقصين . . .
همسٌ
ينسلُّ على شَعرٍ نديٍّ برذاذِ عِشق
لا حدودَ لهذا الإبحارِ الازوردي . . .
أعمدةُ القصرِ
شَبِقتْ
فتحرَشتْ بأردافٍ لَدِنة !
المصابيحُ لا تُغمضُ عيْناً
تندسُّ في محاريبِ أرانبَ أليفة
رُبَما
أوشكتْ أنْ تخرُجَ من مخابئِها !
. . . . .
ليلُهُ ثمِلٌ
فرساي
يمورُ ببذخٍ موزارتي
يأتي بالنهايات
فأوراقِ التّوتِ لا تسقطُ أوّلاً . . .
رؤوسٌ
تغرقُ بصخبٍ
يحجبُها عن ألآمِ طَلْق . . .
كوْنٌ مُنفصل
كذا المُنيفاتُ
يمحو ثراؤُها ما تحت
في كُلِّ عصرٍ
زمنٍ يشتري كُلَّ اللّصوصِ بعملةٍ ملغاة
ويبيعَهم لحضائرِ الخيولِ من غيرِ صهيل. . .
الصّباحُ
يُغنّي أُغنيةً بعيدةً عن ذوقِ الفلّاحين
النّهايةُ بِدْء !
. . . . .
أصواتٌ
تُمرقُ من بين متاريسِ الصّمْت . . .
من علّوها
نزلتِ الرّيح
مع الغضبِ
بثيابِ صعلوك متمرّد
ما تسمعُ
دويّاً يصفعُ جُدرَ الوحْل . . .
تُزيحُ عن وجهِ فرساي غطاءَ ترفٍ
ما شهدتْهُ قصور . . .
تقتربُ
بأجنحةِ نسورٍ جائعة . . .
ميرابو**
يُشعلُ الحطبَ البائدَ . . .
يصرخُ الجوعُ بحنجرةِ تنورِه
تلوّنَ الأفقُ برائحةِ الخُبزِ المسروق !
فرساي الأصم
يغصُّ بكعكةٍ من صنعِ غباءِ ذاتِ الرأسِ المخمورِ بلذائذِ نزواتِه. . .
تبرّأتِ المرايا
الوجهُ قفا
لعلّها القِشةُ
سيْفٌ
وليستْ بسيف !
. . . . .
أفواهٌ
يُطعمُها الهواءُ غُباراً
ليس في عالمِها بعضٌ مما تلوكُهُ مزبلةُ فرساي . . .
أجسادٌ
تلبسُ عُريَ شتاءٍ
لا يهزمُهُ لظى مجامرَ
لسَمومِ الصّيفِ ما تَنضح . . .
داستِ الأقدامُ المُتشققةُ خوفَها
بساطاً مُحرماً على أبناءِ المحراث . . .
انتفختِ الأزقّةُ
زحفتِ الشّوارعُ
بصقتْ مرارةَ صبرِها على الأرصفة . . .
إنَّهُ تمّوز
بفتوّةِ هِرَقْل
يفتضُّ بِكارةَ الزّنزاناتِ العوانس !
الباستيلُ العجوزُ
يرفعُ قبعتَهُ المُهترئة
يُلقي مفاتيحَهُ في جيوبٍ عارية
أهدى ظلامَهُ لموكبِ الشّمس . . .
ما عُرفَ لهذهِ اللّحظاتِ اسمٌ من قبلُ . . .
الحبْلُ
كان آخرَ قلادةٍ لعُنقِ القارورةِ الفضيّة . . .
لم تذقِ المقصلةُ دَمَاً ملكيّاً منذُ ولادتِها !
لكنّ الشّعبَ لا يَستأذنُ غيرَهَ حينَ يولدُ على شفتِهِ القرار !!
. . . . .

عبد الجبار الفياض
28/11/2016

*ماري انطوانيت آخر ملكات فرنسا من أصل نمساوي، عُرف عنها قمة البذخ والأناقة ، أُعدمت مع زوجها لويس السادس عشر شنقا بعد الثورة الفرنسية ، وكان نصيب الأخير المقصلة.
** خطيب الثورة الفرنسية .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو