التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سر فشل دعوات المقاطعة بقلم د/ محمد زهران



عندما ظهرت الرسوم المسيئة للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في الدنمارك - أعلن رجال الفتوى مقاطعة المنتجات الدنماركية - وفوجئنا بمنشورات ومطبوعات تحض الشعب على مقاطعة المنتجات الدنماركية ، وهناك قوائم بأسماء المنتجات الدنماركية تجاوزت 40 منتجاً !!! ، نفس الأمر بالنسبة للفيلم الأمريكي المسيء للحبيب - صلى الله عليه وسلم - حدثت نفس الدعوات والمطالبات بمقاطعة المنتجات الأمريكية وفوجئنا بأن المنتجات الأمريكية تملأ السوق ولا يمكن مقاطعتها ، لأن الدولة ضعيفة وليس لديها البديل لهذه المنتجات ، نفس الأمر بالنسبة للمدارس الخاصة ، عندما يرفع أصحاب المدارس الخاصة المصاريف في بداية العام الدراسي ، وزارة التربية والتعليم تهدد وتتوعد المدارس الخاصة ، وتطالب أولياء الأمور بسحب ملفات أبنائهم من المدارس الخاصة ، ولم توفر البديل الجيد من المدارس فيضطر أولياء الأمور أمام عجز الوزارة في دفع ما تريده المدارس الخاصة ، ويدفع هذا الأمر بعض أصحاب المدارس الخاصة إلى رفع المصاريف أضعاف المعتاد !!! ، ومن عدة سنوات قام أحد الضباط بسحب رخص سائقي الميكروباص العاملين على خط المطرية ألف مسكن ، فقام بعض السائقين بالتمرد على تصرف الضابط ، فجاءت قوة من الشرطة لطرد باقي سائقي هذا الخط من الموقف المخصص لهم ، فاقتربتُ من عميد الشرطة وقلت له : سيادتك أين البديل لهؤلاء والموقف امتلأ عن آخره بالركاب ؟ !!! فكان رده بأن كل شيء عندهم له حل ، وبعد أكثر من ساعة أحضروا أتوبيسين من موقف الأتوبيسات الخاصة بشرق الدلتا وحمّلوا الركاب وسط تأفف السائقين وخوفهم من سائقي الميكروباص ، وفوجئنا بأن الأتوبيسين ذهبا ولم يعودا - طبعاً - بناءً على تعليمات الشركة !!!! ، فالحكومة الضعيفة تشجع التاجر الجشع على استغلال الشعب ، لأنها حكومة عاجزة عن حماية مواطنيها ورعايتهم .
وكثير من دعوات المقاطعة تكون من شركات منافسة ، وتصرف على الإعلانات والدعاية المسيئة للشركات المنافسة بهدف احتكار السوق ، كما حدث في الآونة الأخيرة لشائعة استخدام بعض المطاعم الشهيرة لحوم حمير في وجباتهم بهدف تدمير هذه المطاعم واحتكار المطاعم المنافسة للسوق !!!! .
أما في موضوع مقاطعة شركات المحمول ؛ فالدعوة تشمل مقاطعة الشركات الثلاث للمحمول ، والحكومة لم توفر البديل ، فحتى لو صدق الداعون في مقاطعاتهم للمحمول فالموضوع لن يستمر أكثر من يومين ، ومن سيستجيبون لهذه الدعوة لا يمثلون 1 % من مستخدمي المحمول ، ولن تخسر شركات المحمول ، ولن تتوقف ولن تفلس كما يدعي أصحاب هذه الدعوة ، فهذه الشركات حصلت على ما دفعته في البنية الأساسية من سنوات ، وكل ما تحتاجه شهرياً هو مرتبات خدمة العملاء ، وبعض مصاريف الصيانة البسيطة ، ويحصلون على المليارات سنوياً من جيوب هذا الشعب ، لأننا شعب محب للكلام ، وهذه الدعوة ستأتي بأثر إيجابي للشركات وليست بأثر سلبي ، فالذين لن يستخدموا المحمول لمدة يومين - إذا صدقوا في دعوتهم - في اليوم الثالث ستصيبهم نوبة إسهال في الكلام لتعويض اليومين ، كما أن هذه الدعوة لا يملك أحد تنفيذها ، إلا الدولة والدولة لاحول لها ولا قوة ، لأنها أضعف من أصحاب الشركات ، فهذه الشركات لها قوة المال وقوة السلطة وقوة الخدمة ، ففي نفس اليوم الذي أُعلنوا فيه المقاطعة لشركات المحمول إتصلت عليّ خدمة العملاء لتعرض عليّ مميزات خدمة : موبي كاش لشركة موبينيل ، ثم سألتني في نهاية المكالمة ، هل الخدمة عجبتك ياافندم ؟ !!! ، ياريت حضرتك تقول لنا عن اقتراحاتك للخدمة !!! ، فعالم البيزنس ، له من الإمكانيات ما يستطيع به مواجهة أي دعوة مضادة ، خاصة أن هذه الدعوات لا تجد مساندة من الدولة ، لأنها دولة ضعيفة ومرتعشة !!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو