التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ثلاث قصائد مترجمة عن الفرنسيّة للشّاعرة اللّبنانيّة أندريه شديد - تعريب : محمد الصالح الغريسي


" أنا يعني الآخر "
آرثر ريمبو
كلّما أكتبني،
كلّما اكتشف بعضا منّي
فأبحث فيّ عن الآخر

ألمح في المدى ،المرأة الّتي كنت
أدرك حركاتها
أتجاوز أخطاءها
ألج إلى داخل
وعي غائب أستكشف نظرته
المعتّمة كلياليه

أقتفي و أعرّي
أثر سماء بلا جواب و لا صوت
أقتحم مجالات أخرى
أبتكر لغتي
فأهرب إلى الشّعر
ما أن أطأ الأرض بقدميّ
حتّى أعيد ابتكاراتي و ذكرياتي
بصوت خافت

كلّما أكتبني،
كلّما أكتشف بعضا منّي
فأجد فيّ الآخر من جديد

أندريه شديد



L'Autre
"Je est un autre"  Arthur R.
À force de m’écrire
Je me découvre un peu
Je recherche l’Autre
J’aperçois au loin
La femme que j’ai été
Je discerne ses gestes
Je glisse sur ses défauts
Je pénètre à l’intérieur
D’une conscience évanouie
J’explore son regard
Comme ses nuits
Je dépiste et dénude un ciel
Sans réponse et sans voix
Je parcours d’autres domaines
J’invente mon langage
Et m’évade en Poésie
Retombée sur ma Terre
J’y répète à voix basse
Inventions et souvenirs
À force de m’écrire
Je me découvre un peu
Et je retrouve l’Autre.
Andrée Chedid (Poème inédit pour Le Printemps des Poètes - Éloge de l'autre – 2007

2 -

المعركة انطلقت

تداركت اللّيل
مع صرّار
مع ديك
بعرفه المسحوق

ظللت أمحو سواد اللّيل
إلى أن لبس الفجر جلبابه  الأبيض...
كنت أشغل بال اللّيل
بسرب من الأحلام...
رافقته
لأجد نفسي على شواطئه
جرحت صخرة سواده الملساء
بصراخي 
لكنّ اللّيل هو اللّيل
اللّيل يتواصل
و نصيبه من النّهار
هو  أيضا جزء من  ليله


Le combat délivre

J'ai racheté la nuit
Avec une cigale
Avec un coq
À la crête foudroyée
J'ai ramoné la nuit
Au surplis de l'aube
Par un essaim de rêves
Je l'inquiétais
J'ai escorté la nuit
Pour me faire à ses plages
J'ai tailladé l'ardoise
Avec le cri
Mais la nuit est la nuit
Et la nuit demeure
Sa part de jour
Encore en sa nuit.
Andrée Chedid ("Double-pays", 1965 - repris dans "Textes pour un poème - 1949-1970 " - éditions Flammarion, 1987)



3 -

أشجار
أندريه شديد
أعرف أشجارا
لاحتكاكها بالرّياح ،تكسوها الأخاديد ،
و أخرى تردّد أعاليها
حكايات النّسيم
و أخرى تنتصب وحيدة
تتحدّى الأرض العصيّة
و أخرى تلتفّ حول منزل رماديّ

أعرف أشجارا
تتمسّح صاغرة عند أقدام المياه
زهوا بصورتها ،
و تلك الّتي تهزّ شعرها كبرياء
في وجه الشّمس

أعرف أشجارا
هي شاهد على ولادات قديمة جدّا
تضاعفت جذورها
و أعرف أخرى تزفر للمسة جناح

أعرف أشجارا بلا فائدة
هي مجرّد أوراق
كلّ هذه الأشجار عاشت طويلا
على أرض البشر.

Arbres
Je sais des arbres
Striés de leur corps à corps avec les vents
Et certains dont les têtes résonnent
Des contes de la brise

D’autres solitaires et debout
Défiant le sol renégat
Et d’autres qui se ressemblent
Autour d’une maison grise

Je sais des arbres
Qui s’humilient au pied des eaux
Pour l’amour de leur image
Et ceux qui secouent d’arrogantes chevelures
À la face du soleil
Je sais des arbres
Témoins de très anciennes naissances
Et qui redoublent de racines
J’en sais d’autres qui expirent
Pour un frôlement d’aile
Je sais des arbres vains et qui ne sont
Que feuilles
Tous ils ont trop vécu
Sur la terre des hommes.
Andrée Chedid ("Textes pour une figure, 1949" et "Textes pour un poème - 1949-1970 " - éditions Flammarion, 1987)

تعريب: محمد الصالح الغريسي
السيرة الذّاتيّة للشّاعرة

أندريه شديد

أندريه شديد (20 مارس 1920 - 6 فبراير 2011)، شاعرة وروائية وكاتبة فرنسية. ولدت في القاهرة لأسرة مسيحية من أصل لبناني.
عندما كانت في العاشرة من عمرها تم إرسالها إلى مدرسة داخلية حيث تعلمت الأنجليزية والفرنسية ، وفى الرابعة عشر من عمرها سافرت إلى أوروبا ولكنها عادت ثانية إلى القاهرة لتدرس بالجامعة الأمريكية ، ولا تعرف أندريه شديد الحدود بين البلدان حيث تقول في أحد مصنفاتها الشعرية (إننى أنتمى إلى بلد بلا علم وبلا حبال تربطك).
أقامت أندريه شديد في باريس منذ عام 1946 حين كانت في السادسة والعشرين من عمرها ـ وتزوجت من عالم أحياء وأنجبت ميشيل ولويس شديد وهو مغنى فرنسى مشهور، ولها حفيد هو مطرب الروك الفرنسي لوى شديد.
أعمالها
بدأت أندريه شديد مشوارها الأدبى عام 1943 بمجموعة من الأشعار المكتوبة باللغة الأنجليزية ولكنها سرعان ما تبنت اللغة الفرنسية ، ويسود الشرق ومصر القديمة وريف مصر الحديث أعمالها القصصية التي نها :
الرماد المعتق 1952
جوناثان 1955
الحاسة السادسة 1960
نوم الخلاص
ومن أعمالها الشعرية :
نصوص لوجه 1949
نصوص للقصيدة 1950
نصوص للحى 1952
نصوص للأرض الحبيبة 1955
أرض وشعر 1960
أخوة الكلام 1976
وقد حازت على العديد من الجوائز منها :
جائزة لويز لابيه عام 1966
جائزة النسر الذهبى للشعر 1972
الجائزة الكبرى للأدب الفرنسى من الأكاديمية الملكية ببلجيكا عام 1975
جائزة أفريقيا المتوسطة عام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو