الدكتور العراقي
نعمة العبادي
يكتب
مشاهد
جراح تخدعها الالوان (7)
عندما كنت في الرابعة من عمري او اصغر من ذلك قليلا سافرت امي رحمها الله يوما الى السوق حيث كنا في الاهوار وكان السوق يمثل رحلة لها تحضيراتها وطقسها وتركتني عند اختي الاكبر مني وكان الفصل شتاء والبرد في الهور حكايته حكاية وبعد غياب امي انفردت بي اختي وابنة خالتي التي هي بعمر اختي وقررن ان اسبح والله لا يريكم حكاية السبح في الهور في الشتاء خصوصا للاطفال واكيد سحبني قهرا الى المنطقة التي فيها الشمس قوية كما نسميها الشمساية فالاطفال لا حاجة لادخالهم لحمام من قصب لا يسمن ولا يغني من البرد وطبعا مهما كانت الشمس موجودة نسيم الهواء كالسكاكين وكان عندنا "طشت" حديد كبير يعني ليس من الفافون بل من الحديد وقد تحطمت الحافة الملفوفة له وبقيت حافته كالسكين وصرن يضعن الماء الساخن فيه وادخلني له قهرا وانا اصرخ وابكي وكلاهن يضغط على اكتافي للجلوس وهكذا واحدة تدعك شعري بالتايت واخرى بليفة خشنة تحك جسدي وانا اصرخ وهن يصرخن اقعد اقعد اقعد خلصنا وفي هذه الاثناء وخلال هذا الصراع ضربت ركبتي بحافة الطشت فطبرني الطشت كالسيف بركبتي وبثانية صار كله دما وهذا الجرح لعمقه مازال اثر واضحا بركبتي لحد الان واضحا جدا فتصوروا عمقه وما ان احسست بحرارة الدم صرخت وصار الماء كله دما وارتبكن من الامر واخرجني وغسلن التايت عني وكانت خالتي خياطة فجلبن بسرعة قطعة قماش كبيرة للتجفيف ووضع النفط عليه ليتوقف وربطنه بقطعة كبيرة وقامت ابنة خالتي بحركة ذكية فجلبت ثوبها الملون المملوء بالشجر ميكسي وحلو والبسته لي وكان طويلا فصرت فرحا به ومنبهرا بألوانه ونسيت الدم والجرح لحظتها لعمقه فهي تسوية خادعة
وبهذه المناسبة اخشى ان تنسينا بعض التسويات الملفوفة بفساتين مزركشة جراحنا العميقة التي سيبقى اثرها لاخر العمر
هذه دعوة للوعي وليست مناهضة للغفران
جراح تخدعها الالوان (7)
عندما كنت في الرابعة من عمري او اصغر من ذلك قليلا سافرت امي رحمها الله يوما الى السوق حيث كنا في الاهوار وكان السوق يمثل رحلة لها تحضيراتها وطقسها وتركتني عند اختي الاكبر مني وكان الفصل شتاء والبرد في الهور حكايته حكاية وبعد غياب امي انفردت بي اختي وابنة خالتي التي هي بعمر اختي وقررن ان اسبح والله لا يريكم حكاية السبح في الهور في الشتاء خصوصا للاطفال واكيد سحبني قهرا الى المنطقة التي فيها الشمس قوية كما نسميها الشمساية فالاطفال لا حاجة لادخالهم لحمام من قصب لا يسمن ولا يغني من البرد وطبعا مهما كانت الشمس موجودة نسيم الهواء كالسكاكين وكان عندنا "طشت" حديد كبير يعني ليس من الفافون بل من الحديد وقد تحطمت الحافة الملفوفة له وبقيت حافته كالسكين وصرن يضعن الماء الساخن فيه وادخلني له قهرا وانا اصرخ وابكي وكلاهن يضغط على اكتافي للجلوس وهكذا واحدة تدعك شعري بالتايت واخرى بليفة خشنة تحك جسدي وانا اصرخ وهن يصرخن اقعد اقعد اقعد خلصنا وفي هذه الاثناء وخلال هذا الصراع ضربت ركبتي بحافة الطشت فطبرني الطشت كالسيف بركبتي وبثانية صار كله دما وهذا الجرح لعمقه مازال اثر واضحا بركبتي لحد الان واضحا جدا فتصوروا عمقه وما ان احسست بحرارة الدم صرخت وصار الماء كله دما وارتبكن من الامر واخرجني وغسلن التايت عني وكانت خالتي خياطة فجلبن بسرعة قطعة قماش كبيرة للتجفيف ووضع النفط عليه ليتوقف وربطنه بقطعة كبيرة وقامت ابنة خالتي بحركة ذكية فجلبت ثوبها الملون المملوء بالشجر ميكسي وحلو والبسته لي وكان طويلا فصرت فرحا به ومنبهرا بألوانه ونسيت الدم والجرح لحظتها لعمقه فهي تسوية خادعة
وبهذه المناسبة اخشى ان تنسينا بعض التسويات الملفوفة بفساتين مزركشة جراحنا العميقة التي سيبقى اثرها لاخر العمر
هذه دعوة للوعي وليست مناهضة للغفران
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .