التخطي إلى المحتوى الرئيسي

النّاقد والشّاعر ( محمد زكريّا حيدر ) ، القصيدة ( وقالت خطايَ ) للشاعر ( مصطفى الحاج حسين )

ناقد وقصيدة .. من ديوان ( أجنحة الجّمر )
الذي سيصدر قريباً .. النّاقد والشّاعر ( محمد
زكريّا حيدر ) ، القصيدة ( وقالت خطايَ ) للشاعر ( مصطفى الحاج حسين ) .
------------------------------------------------------
وقالت خطايَ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
وقالت لي خطايَ توقّف
عنِ المجيءِ
فما عادَ للأرضِ دروبٍ
المسافاتُ تقوّضت في صدركَ
الكلامُ صارَ حطباً
تتدفأ عليه القصيدة
ويطلُّ من لهفتكَ
سحابٌ أسودٌ جائعٌ
يبتلعُ المدى ويطاردُ رؤاكَ
فيا أيّها المشظّى اتّئد
تجمّع في صحارى الدّمع
سنحفرُ لغربتنا نفقاً
يُودِي لاسمائنا
ونكتبُ على عثراتِ دمنا
أهازيجَ السّراب
ونرتّلُ على الجّماجمِ
خرائط البلاد المشرذمة
فيا أيّها الصّبح
تمسّك بأصابعِ خيبتي
لتقودكَ نحوَ سياج النّدى
قد تبصر حناياكَ
أخاديدَ لهفتنا النّادبة
وَسِّع أيّها المدى لغصّتي
ستعبر من هنا قامة جرحي
وتمرّ هزائمي كلّها
عبرَ هذا الرّكام
وينادي احتضاري في كلّ البلاد
على جثثٍ تشبهني
لنرسمَ على أبوابِ صرختنا
شكلَ الضّحكة التي ذبحتنا
وكانت تتقلّد سواد الضّغينة
بلدي تتقاذفها الكراهيّة
والعالم المتحضّر
يقتاتُ على استغاثاتنا
الطّازجة .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

-------------------------------------------------------
بقلم الناقد والشاعر : محمد زكريا حيدر .
في المسافة التي تفصل بين موت البلاد ،
وحضور القصيدة .. يقف الشاعر
( مصطفى الحاج حسين ) ، ليرفع ماتبقّى
من صراخٍ ، في حنجرةٍ تعبت من اللهاثِ
خلفَ بلاد تنأى .
يطارد البلاد بالقصائد ، ولكنَّ الكلمات
التي صارت حطباًلم تعد توقد في القصيدة
مايغري البلاد بالتّوقف عن الانهيار مايغري
القلب بالنكوص عن التشظّي .
حتى الغربة صارت تُهمة وتحتاج أن
تختفي في نفقٍ يبحثُ عن الأسماءِ التي
أضحت سرّية .
وعلى حدودِ الخرائط التي شرذمت
الوطن ، فصار لعبة الأمم ، بتنا لا نحارب إلّا
بخيباتنا .. فهل تقودنا الخيانات إلى سياج
الندى ؟!
ويبقى الشاعر يلهث بلهفتهِ العارمة ،
طالباً إلى المدى أن يُفسح طريقاً لغُصّتهِ
وقامة جرحه وهزائمه .. واحتضاره .
وحتى لا يبقى النداء فردياً تجد الشاعر
يربط جرحه بجرحٍ جماعي ، فهو سينادي
على( جثثٍ تشبهه ) ، ليواجه معها قهقهات
ذابحيه وقاتلي وطنه .
إنّه يقف بشموخِ ألمهِ يريد أن يحاصر
الكراهية ، التي تضغط على أنفاس البلاد ...
ويعجب للعالم ( المتحضّر ) الذي أصبح
يقتات على استغاثات الضّعفاء .
صرخة الشّاعر شديدة الإيحاء .. تمرّ على
الرّوح مرتدية أبهى الصّور وأكثرها عنفاً
وجموحاً في تراكم صوري يؤدي إلى تشكيل
لوحة ماتعة من الحضور التخييلي ، الذي
يتفاعل في وحدة القصيدة ، ووحدة الألم
ليعلن حضوره الأخّاذ .
محمد زكريا حيدر
سوري .. مقيم في الإمارات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو