التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلة الهدايا بقلم / / نعمات موسى /

( قصة قصيرة )
/ سلة الهدايا /
عتاب وهمسات ونهدات نهرب من بين دموع حارقة تترك أثرا" وراءها.. أثارت فضول أحمد الذي يسقي الزهور . اقترب منها امرأة قد حفر الزمان الحزن فوق خديها . قصة تمنى سماعها منها .أمسك بيدها وسألها عن سبب حزنها : نظرت إليه بعينين متعبتين ! آه ... يا بني ! منذ متى لم يسألني أحد هذا السؤال ؟ في كل عام في مثل هذا اليوم التقي بحازم ﻷقدم له هدية عيد ميﻻده .
ماأروع الحب حين تمتد جذوره ؟ فكم يصعب على الروح اقتﻻعها . خاصة عندما يثور الشوق وتستعر نار القلب العاشق ، وتمتلء سلتي بالهدايا التي أقدمها له ويتجدد عهدي له مدى الحياة .
أحببته وأحبني وفي أول عيد ميﻻد له في عهد حبنا مﻷت سلتي بأزهار البيلسان ، وعناقيد الزنزلخت ، وأقراط الجلنار الﻻهبة ، ولم يبق غير زهرة الزيتون البيضاء الناعمة وتكتمل سلة الهدايا .
سبقته إلى حقل الزيتون المجاور ﻷقطف الزهرة قبل وصوله . لكنها كانت بيعيدة في أعلى الغصن وﻻ يوجد غيرها ! وما لبث أن وصل وعرف سبب حيرتي .. غاب قليﻻ" وأحضر حبﻻ" وسلما" . علق الحبل أرجوحة في الغصن وطلب مني الجلوس فيها ثم دفعني بقوة باتجاه الزهرة التي قطفتها وعادت اﻷرجوحة نحو اﻷرض ولكنها علقت بطرف السلم الذي أسنده إلى الغصن ليسبقني في قطف الزهرة ! وعندما حاول فك الحبل هوى السلم به وارتطم رأسه بحجر انفجرت منه الدماء ، صرخت وصرخت وتحديت الناس في إنقاذه ولكن دون جدوى ! وتركني لذكرى منذ أعوام تمر ﻷقدم له كل عام سلة الهدايا التي أملؤها بالحب الذي هو كالهواء ﻻمكان له وﻻ زمان ؟ تابت يحفر في الروح مجراه ..ويضرب بإزميله زوايا القلب ربطت ليلى شريطة زرقاء حول الزهور ووضعتها بمحازاة رأسه . وانصرفت تنتظر عيد ميﻻده القادم .
..................
/
بقلمي /
/ نعمات موسى /

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو