التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خط الدفاع الاول عن قيمنا بقلم ستار مجبل طالع

خط الدفاع الاول عن قيمنا
ان وجود الاسلام بمنظومته القيمية يشكل معين مدرار للقيم والمبادئ التي تلبي حاجتنا الفطرية لها وتمكننا من اقامة التوازن بين جوانب حياتنا المتعددة وبناء شخصيتنا الانسانية ذات الابعاد الشاملة مما يجعلنا لا نشكوا نقصا بالقيم والمبادئ ولكننا نعاني من مشكلة انخفاض فعالية قيمنا ومبادئنا في تحفيز وتحريك قوانا وامكاناتنا وتدني قوى جذب واندفاع هذه الطاقات في اتجاه المبادئ والقيم وهذا ما وضعنا في مستوى المجتمعات التي لم ترزق قيم سماوية بل قد اصبحنا في مستوى ادني منها بكثير وفي انحدار متواصل , والتاريخ يعلمنا ان تراجع الامم يحدث عندما تكف منظومتها القيمية (قيمها ومبادئها )عن الفعل والتاثير يصاحبها عملية تفريغ للمضامين والمعاني من انشطتها وحياتها وتصبح تلك المنظومة القيمية مجرد رموز ليس اكثر وهو ما قائم حاليا في حياتنا, فالصيام الذي وضع لتهذيب النفس والجسم والتكافل الاجتماعي والتدبر الاقتصادي اصبح مناسبة للاسراف في كل شيء ابتدءا من الماكل الى الترفيه والتسلية المبالغ فيهما وذات الشيء ينطبق على الصلاة التي تحولت من فعل ينهى عن الفحشاء والمنكر ووسيلة صلة بين الانسان وربه الى مناسبة لتعطيل قوى الانتاج الوقت وافشاء الترائي وارساء الهوية الطائفية , وكل ذلك يؤشر العلاقة العكسية المطردة بين واقع النظم الاجتماعية وبين اطارها ومستندها الفلسفي والقيمي , فلما تصبح النظم الاجتماعية عاجزة عن اشباع حاجات الناس وحماية وجودهم المعنوي والمادي والمحافظة على قدر مناسب من الحيوية والرقي فان الشك وعد اليقين يتسلل الى القيم والمبادئ التي انتجت النظم الاجتماعية ويكون هو الحاضر الغالب وهذا يجعل من النظم الاجتماعية هي خط الدفاع الاول عن المنظومة القيمية فاذا ما انهارت منظومتنا الاجتماعية اصاب المنظومة القيمية الجمود والضمور والانحلال, وعندما تقوم النظم الاجتماعية بوظائفها التي اوجدت من اجلها فان المنظومة القيمية التي استندت لها ستزداد تمكينا ورسوخا في حياتنا, ان الانتظار الطويل لتجنى ثمار شجرة يابسة يعجل تقطيعها حطبا , وكل ذلك يثير تساولا كبيرا وهو لماذا كل مجتمعاتنا الاسلامية تعاني من كل الامراض الاجتماعية والسياسية والاقتصادية , تكمن الاجابة على هذا التساؤل في عدم الفهم الذي نعاني منه وافتقارنا للادراك للعلاقة العكسية بين نظمنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبين منظومتها القيمية التي بنيت عليها بل وصل الحال الى حد تقاطع نظمنا مع قيمنا وهو ما انتج انخفاض لمستوى فعالية قيمنا في حياتنا بل يمكن القول اننا نعيش حياة بلا قيم اسلامية ومتناقضة معها وهو ما يؤشر الحاجة الى تطوير مداركنا وفهمنا وطرق تفكيرنا وفق منهجية علمية توصلنا الى استنتاج وانتاج نظم اجتماعية تدعم وترسخ القيم وتحميها بنفس قدر حمايتها لحياتناالانسانية
ستار مجبل طالع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو