التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الوظائف التبصيرية للمفكرين بقلم ستار مجبل طالع


ان الفكر والتفكير هو المجدد الزمني الذي يمثل كل امكانات التحسين لحياتنا كلما ساءت احوالها او انحدر معاشنا فيها وضعف تمسكنا بقيمنا ومابدئنا لانه موجد ومبتكر الوظائف المتجددة لقيمنا ومبادئنا لذا فانه من الواجب ان نحافظ على توتر وتيقض فكرنا لمواجهة تحديات الحياة منطلقين من الاعتقاد والايمان برؤيا ان اي ظرف او حالة او موضوع نعيشه الا ويمكن ادخال شيء من التغييرالاصلاحي فيه من خلال تعظيم ما فيه من خير وصلاح وايجابية او تقليل ما فيه من سلبيات واضرار . ان ادخال هذه الرؤيا في عمليات تفكير مركبنا العقلي سيكون ضروري لمقاومة الاحباطات التي نتعرض لها تاثرا بازمات وتناقضات مجتمعنا وما قول الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ( ان قامت الساعة وبيد احدكم فسيلة فاستطاع الا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك اجر ), انها رؤيا تحتوي على عدد من القيم والمنطلقات المطلوبة لتحفيز وتوجيه حياتنا وقوانا العقلية والفعلية , انها تاكيد على ارادة العطاء والفعل الخير حتى اذا لم يبقى لحياة الفرد او المجتمع او حتى الحياة كلها الا لحظات , انها اصرار على العمل حتى اللحظة الاخيرة وان لا نتوقف ننتظر ان تاتي النهاية او ننتظر ان تتغير الحال تغيرا فطريا دون تحكم وارادة , انها حالة من الانضباط النفسي والعقلي والفعلي مع قيم العمل والعطاء والمثابرة وتحسين الحياة والامل بالاجر الحياتي والاخروي وتعظيم العمل وتراكمه مهما كان بسيطا لان الامور العظيمة والكبيرة ما هي الا ثمرة تراكم وتعظيم لافعال صغيرة في البداية , انها حالة تفرض علينا استخدام قوانا العقلية وتحسين الية فعلها وتفاعلها وهو عمل شاق ومجهد لانه لا يتعلق بالتفكير بامور نمطية ترتبط بالهموم اليومية لكل انسان التي تتكرر كل يوم ونقوم بها دون ان نبذل جهد عقلي عند ممارستها انها عاداتنا اليومية , بل يتعلق الامر بالتفكير القائم على عمليات عقلية مركزة على شان من الشؤون المستعصية او مشكلة من المشاكل, ان هذا التلازم بين التفكير والمشكلة لابد ان يكون قائما في عقولنا وان هذه الديمومة لا تستمر الا من خلال المحافظة على حس مرهف بالمشاكل دون ان يضلل حسنا المظللون المستفيدون من استمرار مشاكلنا وعندئذ تبرز الحاجة للمفكرين في المجتمع لان وظائفهم التبصيرية توتر حس الناس وتفتح الافق امامهم لرؤيا جديدة لحياتهم وازماتها وتناقضاتها بمفتاح رؤياهم النقدية الشاملة التي تنقل وقع الازمات الاجتماعية وتناقضاتها الى حس الناس وان تعطيل هذا الدور يعطي فرصة كبيرة لازمات المجتمع للبقاء والاستمرار والتجذر والتوسع حتى يضيق الافق بلا نهاية
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو