التخطي إلى المحتوى الرئيسي

‫ مسألة إيمان‬! بقلم تقى شهير‬





أقبل على القهوة متأففاً و أتخذ كرسياً..* خدني يا رب. كان بجانبه رجل مسن جالس على كرسي و بجانبه قهوته و معدات للرسم و يرسم على لوحة مثبتة و هو يدندن..ثم توقف الرجل عن الدندنة و لم يترك فرشته و لم يحرك عينيه من على اللوحة..# مالك؟
*أنا؟! # آه اللي بتدعي على نفسك. *عيشة قرف و حاجة هباب..إمبارح زي النهاردة..وقتي بيتسحب و أنا عاجز!!... فضحك الرجل
# عاجز؟!
*بتضحك يا عم الحج..أنا ولا حاجة و الدنيا معنداني..كل حاجة ضدي..أنا مش لاقيني..حاسس أني مليش لازمة و مش لاقي حد يفهمني و ملل و زهق و قرف بس يا حج الله يخليك.. و الرجل ينصت و لا يحرك عينيه من على اللوحة بل هو بكامل تركيزه ثم يأتي بأنبوب ألوان من على حجره و قلم رصاص و يمسكهما بيده.. # أيه دول؟! *ده أزرق و ده قلم رصاص!! # منا عارف يعني بيمثلولك أيه؟ *لون و قلم!! # بس! * مش فاهم؟ فنظر الرجل إلى ما يمسك به ثم أغلق عليهما يده و تنهد كأنهما شئ مقدس يؤمن به!! # إمال أنا ليه شايف اللون ده سما من فوقي مش عارف أولها من أخرها..و بحر موجه عالي سامع ف ودني صدى صوته. ثم أمسك بالقلم فقط. # أما ده..نقطة و من أول السطر..جواب عاشق لسه موصلش..ملامح شخص في طريقها للإكتمال.. ثم وضعهما على الطاولة بجانبه.. # أو لون و قلم.
* عظيم! قبل كلامك مكنش ليا لازمة دلوقتي أنا عاجز فاشل مليش لازمة خالص. فضحك الرجل # عاجز تاني! عارف يبقوا لون و قلم إمتى..لو فضلنا شايفنهم كدا! جماد و بس مش سبب و رمز و حكاية..طيب أنا مش هسألك إنت أيه لأنك هتقولي فاشل مليش لازمة الدنيا ملطشة معاه و عاجز. ثم يضحك..# أنت ذكرى من إمبارح و بكرة اللي جي و زاير ف حلم و ضحكة فوش حزين إفتكرك بسبب نكتة حلوة قلتها و أمان اتنين شايفين نفسهم بيتعكزوا عليك لما يكبروا و نص ناقص فقلب واحدة هتكمل حياتها بيك و فرد بيكمل لمة صحاب و قاعد على قهوة بتكسب صبي غلبان داير بكوبايت عالتارابيزات و سبب علم فحياة روح و لو مش قاصد و حكاية هتتحكي و أنت مش موجود و حلم شايف فيك العاجز إنك فيوم هتحققه.. فنظر له الرجل بإستغراب و عينيه متسعتين و قلبه تتسارع ضرباته # هه..يلا بقى أنا هقوم..ثم دعى الرجل المسن صبي القهوجي ليجمع له أغراضه و لوحته التي سيكملها غداً و أمسك بعصا بجانبه و بدأ يرفع العصى و يحسس بها و هو ينظر في إتجاه واحد. # آه صحيح أنت مش هتبقى عاجز إلا لو آمنت إنك عاجز غير كده إنت مستحيل على لسان البشر في طريقه عشان يتحقق..
و مضى الرجل الأعمى في طريقه!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو