لا لن أخون محمدا
آمَنْتُ حُبًّـــا بِالّـذِي بَلَـــغَ المَـــدَى
وَ لَــهُ أغَنِّــــي مَاسْتَطَعْتُ مُغَــرِّدَا
*
يَـارَبَّنَـــــا أكْرَمْتَنَـــــــا بِمُحَمَّــــــدٍ
هَذَا الّذِي قَـادَ القُلُوبَ إلَى الهُـــدَى
*
هُوَ نُورُنَــا فِي القَلْبِ يَسْكُــنُ ظِلَّـهُ
وَأرَاهُ رَغْــــمَ المُلْحِدِيــــنَ مُخَلَّــدَا
*
الآيَةُ الكُبْــــرَى هُنَــــالِكَ أشْـرَقَتْ
لِيَكُـونَ فِي كُلِّ الوُجُــودِ مُحَمَّـــدَا
*
ياشَمْعَـــةٌ فِي الكَوْنِ تَمْسَـحُ دَمْعَـهُ
حَتَّـى وَ لَوْ بَلَــغَ الظَّـــلاَمُ الفَرْقَــدَا
*
لاَ لَمْ تَـزَلْ رَغْـمَ الجِـرَاحِ مَنَـــارَةً
وَتَقُـــودُ كُلَّ الغَارِقِيـنَ إلَى المَــدَى
*
لَوْلَاكَ مَاغَنَّــــى الفُــــؤَادُ قَصِيــدَةً
وَلَكُنْتُ فِي قَلْبِ الجَحِيـــــمِ مُقَيَّـــدَا
*
عَلَّمْتَنِـي مَعْنَى الحَيَـــاةِ وَ لَمْ يَــزَلْ
صَـوْتُ الوُجُـــودِ مُحَلِّقًــا وَ مُرَدِّدَا
*
صَلُّـــــوا عَلَيْـــهِ فَإنَّـــهُ بِثِيَــــابِـــهِ
وَطَعَامِــــهِ يَبْقَـى الأمِيـــرَ السَّيِّــدَا
*
صَلُّــــــوا عَلَيْــــهِ فَإنَّــهُ في ثَـوْرَةٍ
ضِدَّ الظَّـــــلاَمِ وَ كَانَ حَقًّـا مَوْلِــدَا
*
اللهُ أكْبَـــــرُ لَنْ يَمُـــــوتَ مُحَمَّــــدٌ
إلاَّ وَ قَدْ نَــالَ المَقَـــــامَ وَ أوْقَــــدَا
*
مَازِلْتُ أذْكُـــرُ كَيْفَ كَانَ مُهَاجِـرًا
وَالصَّبْرُ يَرْفُلُ إنْ رَسَمْتُ المَشْهَدَا
*
يَالَيْتَنِــــي صَلَّيْتُ خَلْـــفَ مُحَمَــــدٍ
أوْ كُنْتُ فِي قَلْبِ الصُّفُوفِ مُجَنَّــدَا
*
شَوْقِــي إلَىْهِ وَهَـلْ أكُــــونُ بِقُرْبِـهِ
يَـوْمَ القِيَامَـــةِ إنْ طَلَبْتُ المَــوْرِدَا؟
*
هَذِي يَدِي وَالذَّنْبُ يَعْزِفُ حَسْرَتِي
لَكِـنَّ قَلْبِــــي كَـمْ بِحُبِّــــكَ أنْشَــــدَا
*
مَنْ لِي إذا سَقَـطَ الجَمِيـــعُ بِحُفْــرَةٍ
وَأنَـا أنَـــــادِي أسْتَغِيـثُ مُحَمَّـــــدَا ؟
*
يَارَبَّنَـا وَ ارْحَـــــمْ هَنَــالِــكَ أمَّـــةً
وَادْعُ الشَّفِيـعَ لِكَيْ يَقُــودَ المَوْعِــدَا
*
الفَارِسُ المِغْـــوَارُ وَ العَلَـــمُ الّـذِي
مَازَالَ حَيًّـا فِي القُلُـوبِ وَ مُرْشِــدَا
*
لَا لَـمْ يَنَــــــلْ إلاَّ بِعَـــــدْلٍ دَوْلَـــةً
فَاسْألْ بِعَــــدْلٍ كَمْ أضَــاءَ وَ شَيَّـدَا
*
الصِّدْقُ كَانَ شِرَاعَـــهُ فِي رِحْلَـــةٍ
مَا خَـانَ يَوْمًـا أوْأضَــاعَ المِقْـــوَدَا
*
كَـمْ كَانَ يَغْـــرِسُ دَمْعَـــةً لِلْعَالَمِيــ
ـنَ وَ زَهْرَةً كَانَتْ تَفُوحُ مِنَ النَّـدَى
*
النُّــــورُ كَــانَ يَقُـــــودُهُ بِصَبَابَـــةٍ
كَـمْ كَانَ يَعْشَــــقُ رَبُّـهُ أنْ يُعْبَــــدَا
*
لَوْ لَمْ تَكُنْ فَوْقَ الغَيَــاهِبِ شَمْعَـــةً
لَتَفَجَّــرَ الكَـوْنُ الضَّرِيــرُ وَ أُلْحِـدَا
*
يَا خَاتِمَ الحَـــرْفِ البَهِــيِّ غَمَرْتَنِي
وَ بِنُورِ ذِكْـرِكَ كَمْ سَكَنْتُ المَسْجِدَا
*
قَدْ جَــاءَكَ العُشَّــــاقُ بَعْدَ جُنُـونِهِمْ
وَقَفُـــوا بِقَبْـــرِكَ تَائِبِيـنَ وَ سُجَّـــدَا
*
مَهْمَا تَغَــرَّبَتِ الحَيَـــــاةُ وَ أظْلَمَتْ
لاَ بُــدَّ يَوْمًــا أنْ تَتُــوبَ وَ تَشْهَــدَا
*
كَمْ حَاوَلُوا قَتْلَ الرَّسُولِ وَكَمْ غَزَوْا
لَكِنَّهُمْ غَرِقُــوا هَنَاكَ وَ فِي الــرَّدَى
*
بِالأمْسِ كَانُوا يَحْمِلُـــونَ سُيُوفَهُــمْ
وَ اليَوْمَ صَارُوا يَرْسُمُـونَ الأجْوَدَا
*
مَا أغْــرَبَ الفُسَّـــاقَ حِينَ تَلُفُّهُــــمْ
نَارُ الهَزِيمَـــــةِ يَحْرِقُــونَ المَعْبَـدَا
*
لَـنْ تُطْفِئُــوا نُـــورَ الإلَــــهِ وَ إنَّــهُ
قَدْ زَيَّنَ الكَـــوْنَ الجَمِيــلَ وَ أسْعَــدَ
*
هُـوَ آيَـــةُ اللـــهِ الّتِـي لَا لَـمْ تَمُــتْ
إلاَّ لِتَعْتَنِـــقَ القُلُـــــوبُ وَ تَصْعَـــدَ
*
وَ أرَاهُ مِنْ حَـوْلِ الرَّسُــــولِ مُلَبِّيًـا
يَبْكِـي وَ يَبْكِـي مَااسْتَطَـاعَ مُوَحِّــدَا
*
كَمْ كَانَ يَحْمِـلُ لِلرَّسُــولِ ضَغِينَــةً
لَكِنَّـهُ عَــرَفَ الحَقِيقَـــةَ وَ اهْتَـــدَى
*
لِيَعِيــشَ فِي أرْضِ النُّبُـــــوَّةِ تَائِبَــا
مِنْ بَعْـدِ مَاغَنَّـــى هُنَــالِـكَ مُلْحِــدَا
*
هِيَ مِحْنَــــةُ لاَ لَنْ تَـــدُومَ وَ رُبَّمَـا
قَدْ يَنْتَهِي هَذَا العَـــذَابُ إلَى الفِــدَى
*
يَا إخْوَتِــــي لَـمْ تَبْــــقَ إلاَّ غُـــدْوَةٌ
حَتَّى وَ لَوْ زَرَعُوا هُنَــالِـكَ غَرْقَـدَا
*
إنْ كَـانَ قَدْ غَـرِقَ الزَّمَـــانُ بِقَلْبِــهِ
فَأَنَا المُـرَابِـطُ لَنْ أخُـــونَ مُحَمَّـــدَا
محمد الصالح بن يغلة
الجزائر
10 . 10 . 2015
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .