التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محمد الصالح بن يغلة يكتب أيا لغتي الجميلة



أيا لغتي الجميلة

مَتَى يَا حَـــرْفُ يَعْزِفُــكَ الحُضُــورُ
وَتَلْبَسُــــكَ المَدَائِـــــنُ وَ الشُّهُـــــورُ؟
*
وَتُصْبِـحُ جَنَّـــةً خَضْــــرَاءَ تَمْشِـــي
عَلَـى أرْضٍ تُزَيِّنُــهَــــا الجُـــــــذُورُ
*
فَأنْتَ النَّبْـــضُ فِي قَفَـــــصٍ تُغَنِّـــى
تُقَيِّـــــــدُكَ المَـــذَاهِبُ وَ القُشُـــــورُ
*
وَلَوْ فَتَحُـــــوا لَكَ الآفَــــــاقَ يَوْمًـــا
سَتَنْفَجِـــرُ الغَيَــــاهِبُ وَ الصُّخُـــورُ
*
فَفِـي عَيْنَيْــــــكَ آيَـــــــاتٌ تَجَـلَّـــتْ
وَلَكِنْ خَانَـــــكَ الصَّــــوْتُ الجَهُــورُ
*
أيَـا وَجْـــــــهَ العُرُوبَــــــةِ لَسْـتَ إلاَّ
غَرِيبًـــــا عَنْ دِيَــــارِكَ هَلْ تَثُـــورُ ؟
*
لِمَاذَا اليَـــوْمَ تَسْجُنُـــــكَ المَنَـــــافِي
وَتُغْرِقُــــكَ القَصَائِــــدُ وَ الخُمُــــورُ ؟
*
كَأنَّـكَ لَمْ تَكُــــنْ بِالغَـــــرْبِ ظِــــلاًّ
وَلاَ اعْتَـــرَفَتْ بِثَوْرَتِـــكَ الجُسُـــورُ
*
أتَبْقَى دَمْعَــــةً فِي الكَـــوْنِ تَجْـــرِي
مَتَى يَا حَــــرْفُ تَنْفَتِـــــحُ العُصُــورُ ؟
*
تَجَلَّـــــــدْ كُلَّمَـا أوْقَــــــــدْتَ حُلْمًــــا
فَكُـلُّ سُيُوفِهِـــمْ قَــــــدَحٌ وَ جُــــــورُ
*
وَرَغْـــمَ المُلْحِــــــدِيـنَ أرَاكَ حَيًّــــا
بِلاَ وَطَــــــنٍ تُقَـــاتِــــلُكَ النُّسُــــــورُ
*
وَلَـوْلاَ وَاحَـــــــــةُ القُـــــــرْآنِ أبْقَتْ
لَكَ الآفَـــــــاقَ لَانْتَحَــــرَتْ جُـــذُورُ
*
هُوَ الإسْـــــلاَمُ مِنْ عَيْنَيْــــكَ يَشْــدُو
كَأنَّـــكَ بِالنَّـــــدَى مَــــــاءٌ طَهُــــورُ
*
أيَا لُغَتِــــي الجَمِيــلَـــــة لَنْ تَمُـوتِــي
وَلَـوْ سَقَطَــتْ بِجَنَّتِنَـــــــا ثُغُـــــــورُ
*
أرَاكِ وَ بَعْدَمَـــــا وَقَفَـتْ فـــرَنْسَــــا
وَذَابَتْ فَــوْقَ شَمْعَتِهَــــــا صُــــدُور
*
لِتَنْفَجِـــــرَ الجَزَائِــــــرُ بَعْــدَ قَـــرْنٍ
وَنَيْــــفٍ ثُـمَّ يَزْدَهِـــــــرَ الشُّعُـــــورُ
*
أنَا العَرَبِـــــيُّ فِي قَفَــــــصٍ أغَنِّـــي
وَبِاسْــمِ الضَّــــادِ يَا وَطَنِـــي فَخُــورُ
*
أيَـا كُــلّ اللُّغَـــــــاتِ بِـأَيِّ حَـــــرْفٍ
تُغَـــازِلُنَــــا الحَدَائِــــقُ وَ الطُّيُــــورُ
*
وَهَــذِي الأرْضُ تَعْــــرِفُنَــــا وَ إنَّــا
بِهَــذَا النَّبْــــضِ تَعْشَقُنَـــــا زُهُــــورُ
*
وَلَــوْلاَ فِتْنَـــةٌ بِالشَّــــــرْقِ عَـــاثَتْ
لَطَارَ الحَــــرْفُ وَ انْفَجَـــرَتْ قُبُـورُ
*
سَتَبْقَـى رَغْــمَ غُــرْبَتِنَــــــا طَلِيقًــــا
وَفِي عَيْنَيْـــــــكَ آمَـــــــالٌ تَفُــــــورُ
*
هُوَ الغَــــرْبُ الّذِي مَــــازَالَ يَدْنُـــو
وَمِنْ لُغَتِــــي وَ يَرْكَبُـــــهُ الغُــــرُورٌ
*
وَلَــوْلاَ فُصِّــــلَتْ آيَـــــــاتُ رَبِّــــي
بِغَيْرِ الضَّــــــادِ لاَنْقَرَضَتْ سُطُـورُ
*
أتَهْجُـــرُهَـــــا وَ يَسْكُنُهَـــا غَـــرِيبٌ
وَ تَلْبَسُـــهَــــا إذَا انْتَفَضَتْ عُطُــــورُ؟
*
تَشَــدَّقْ مَا اسْتَطَعْتَ وَكُــنْ كَغُصْــنٍ
غَرِيـــــقٍ لَيْـسَ يَنْفَعُــــــهُ الظُّهُـــورُ
*
أنَا نَهْـــــرُ العَقِيــــــدَةِ وَ المَعَــانِـــي
فَهَلْ يَا بَحْــــــرُ فِي لُغَتِــــي قُصُــورُ ؟
*
أنَـا لِلْعِلْــــــــمِ مِشْكَـــــــاةٌ وَ نُـــــورٌ
وَصَــــدْرِي كَـــمْ تُزَيِّنُـــــهُ البُحُــورُ
*
سَجِيـــــنٌ كَـمْ سُجِنْتُ بِغَيْـــرِ حَــــقٍّ
وَلَكِـنْ هَـلْ يُحَــــرِّرُنِــــي الغَيُــــورُ؟
*
إذَا غَرِقَتْ حُـــرُوفُ الكَــــوْنِ يَوْمًـا
سَيُـــــدْرِكُ أنَّنِـــي قَبَــــسٌ وَ نُــــورُ

محمد الصالح بن بغلة
الجزائر
10 . 12 . 2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو