التخطي إلى المحتوى الرئيسي

‫‫ القريب المزعج‬ بقلم تقى شهير‬

 .ضجيج..لا يصمت..تحاول وضع الوسادة على رأسها..إنها الخامسة صباحاً و ذاك الشئ لا ي..آه يبدو أن عليها الاستيقاظ..إنه المنبه..تقوم من نومها و تمسك برأسها و تنظر حولها..نعم نعم إنه المنزل..لا تتذكر البارحة و لا تفكر بغد و بالكاد تدرك أنها اليوم! تحاول استعادة مهارة البشر المكتسبة للتوصل إلى مرحلة الوقوف! حسناً..تحرك رقبتها يميناً و يساراً و تتنهد..أين كنا؟! آه ملابس و قهوة و استحمام و جامعة و موعد في الخامسة و لا تنسِ أخذ ذاك الشئ معكِ و الامتحان بعد يومين و البارحة تحدثتِ في ذاك الموضوع و توقف النقاش عند نقطة مبهمة..علي مكالمتها..علي الجلوس معه..آه و عن ذاك الخلاف..علي التصرف..و..يرن الهاتف..ترد بدون النظر للرقم حتى..من؟..آه آسفة لم أنظر..لا لا اليوم فارغ..حسناً سأتصرف لن أتأخر..تغلق الهاتف و تفعل ما عليها فعله كل صباح..تأخذ قهوتها و تغادر المنزل..تضع سماعات الهاتف في أذنيها و تسير إلى حيث يجب أن يأخذاها..أها..قدميها..فهما يحفظا دربها عن ظهر قلب..تُفتح بوابات السماء و يتجلى الفرج من حيث يأتي ذاك الدفئ..الشمس في طريقها إلى الشروق..تتنهد و تترقب ذاك الطائر بعينيها..لا تكترث إن كان هناك من يراها و هي تترقبه..أو ماذا سيكون التعليق..أناس أناس..أها..أياً يكن!..تصل لما يفترض أن تكون وجهتها..تحيات تلقى بموازاة الطريق..ترد التحيات تحية تحية..تبتسم و تمزح و تتحدث..من يفعل ماذا لما! لا يهم..فقط تتصرف كما يدق..ذاك الشئ القريب المزعج..إزعاجاً لا مفر منه مصاحباً لذاك الشهيق..تكره شكل الحزن تبغضه..تحمل منه في الطريق ما تقدر على حمله عنهم..تسرقه..دون أن يشعروا..لا تريد شيئاً..إنما هكذا أملت عليها..دقات هذا القريب المزعج..إزعاجاً لا مفر منه مصاحباً لذاك الزفير..تفقه لغة العيون و حديث البريق و تلميحات التنهد و إستغاثة وقت التعصب و التيه حين الوقوع في مشكلة..فيدق..ذاك القريب المزعج..و تتصرف كما تملي عليها دقاته..من يفقه ماذا؟! أياً يكن..تعلم ماذا يريدون و ما قصدوا و لم لمّحوا و بم فكروا..لا ليست هي..بل ذاك الشئ القريب المزعج..فيدق..و تتصرف كما تملي عليها دقاته..ترد و تفكر و تغتاظ و تتحدث..من ظن ماذا؟..أياً يكن..تكل..تكل منها!
كفى..كفاك دقاً أيها القريب المزعج..تتشاجر معه و تحاول إيقاف دقاته..توقفن..كفاكن تأثراً..كفاكن حملاً..كفاكن دقاً..فيتصرف هو و دقاته كما أملت عليه! كانت هي المتحكمة منذ البداية..بمحض إرادتها..تتلفت حولها..أناس أناس و لكن كالعادة أياً يكن..ضجيج ضجيج و لكن دنياها الآن صامتة..بمحض إرادتها..تتنهد..تبكي..تهدأ..تنظر لبوابات السماء و ذاك الطائر..و تتنهد..
أ..أيها القريب المزعج..أمازلت هنا؟ ح..حسناً دق..دق و لا تكترث بهم..دق لكَ..و رد كما تملي عليكَ دقاتك..أما من يظن ماذا؟..ألا تتذكر..أياً يكن..لا بأس إن تعبت..فأنا بجانبك..سأذكرك بدقة دقة..حتى تزعجني..إزعاجاً هناك مفر منه و لكني فقط لا أريد..
أين كنا؟ أيها القريب المزعج..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو