التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الشاعر حسن منصور يكتب شـادي الأيـك


يا شاديَ الأيْكِ هلْ في القلـبِ مُتَّسَعٌ || أمْ هَــلْ وَجَـدْتَ لِــهـذا اللَّحْــنِ آذانا
مــاذا بِقـــلـبِكَ مـــنْ هَــــمٍّ تُـكابِـــدُهُ || ذابَتْ بهِ الـــرّوحُ أشْـواقـاً وتَحْــنانا
مــاذا بِقـلـبِكَ مـنْ جُــرحٍ تُهَــدْهِــدُه || كالطّفلِ يَغــدو على الأَلْحانِ وَسْنانا
مــاذا بِروحِـكَ مـنْ شـوْقٍ تُغــالِــبُه || طَْـغى فلا تَسْـتـطـيعُ اليومَ كِـتْمـانا
أحْـــزانُ قـلْـبـكَ ألْـحـــانٌ تُرَتّـلُــهــا || تَسْتَقْــطِرُ الدّمْعَ مثلَ الغـيْثِ هَـتّانا
يُبـلّـِلُ النّفْــسَ، يُحْـييهـا، يُطَهِّــرُهـا || كـمـا يُطهِّـــرُ مـاءُ الْمُـــزْنِ أدْرانا
أحْبَبْتُ حُزْنكَ حتّى صِرْتُ صاحِبَهُ || وقــبْلَ شَدْوِكَ مـا أحْـبـبْتُ أحْــزانا
وكُنتُ أغْـتَـصبُ البَسْمـاتِ أنْزِعُـها || منْ بينِ فَكّيْ وُحـوشِ الْهَـمِّ جَـذْلانا
القـلـبُ فـيهِ جــراحُ الـدّهـــرِ نازِفـةٌ || والوَجْـهُ في بِشْـرِه مــازالَ مُـزْدانا
يا شادِيَ الأيْكِ أطْربْتَ النُّفـوسَ بِما || سَكَـبْـتَـهُ مِـنْ عَـذابِ الرّوحِ ألْحـانا
سَمعْــتُ شَدوَكَ والــدّنْيا تُطــاردُنِي ||والبُعدُ لَمْ يُبْقِ لِي في الأرضِ أقْرانا
أسيرُ بينَ جُـمــوعِ الـنّاسِ مُـنْذَهِــلاً || إذْ لَم أجِـدْ منْهُـمُ في العـيْشِ إخْوانا
ولم أجِـدْ سَكَــناً أوْ ظــلَّ لي وَطـــنٌ || إنْ أحْــرزَ النّاسُ إِخْـواناً وَأَوْطــانا
فَــرُحْتُ أبْحــثُ عنْ خِـلٍّ يُشارِكُني ||عـانَى مَلِـيّاً- كَما عانَيْـتُ – أشْجانا
ورُحْــتُ ألْتَمِــسُ الآلامَ أحْــمِـــلُهــا || عــن كلِّ ذي ألـــَمٍ مـــادامَ إِنســانا
وأَغْــبُطُ الطّيرَ ما دامَـتْ مَسـارِحُـهُ || خـضْراءَ مُـمْرِعَةً والرَّوْضُ فَيْنانا
حـتّى سَـمعْـتُـكَ والآجــامُ مُـقـفـــرَةٌ ||وروْضُكَ الغَضُّ أمسى اليوْمَ كُثْبانا
وأنتَ في فَــنَـنٍ جَــفّـتْ نَضــارَتُـه ||هُــوَ الـبَقــيَّةُ مــنْ أمْـسِ الّذي كانـا
سَمعْــتُ شَـدوَكَ إذْ يَنْسـابُ في ألَـمٍ || ورَنّـةٍ في صَداهـا الوَجْـدُ قـد رانا
لوْ لامَسَ الصّخْرَ لانْشَقَّـتْ جَلامِدُه || ورَفَّ فــيهـا نَديُّ الـزّهْــرِ فَــتّانا
أوْ لامَسَ الْمُـزْنَ لانْهَـلّتْ مَدامِعُـها || تَسـقي الفُـــؤادَ بِهـا مـا دامَ ظَمْـآنا
فَهِجْـتَ لِي شَجَـناً في القلْبِ خالَجَهُ || وكُـنْتُ أحْـسَــبُهُ قــد رامَ نِـسْـيانا
أزاحَ صوْتُكَ عـن عـيْني غِشاوَتَها || أعـادَ في خاطِـري عُـمْراً وأزْمانا
وَصـورةً عــذبــةً للعَــيْنِ مـاثِـــلـةً || كأنّهــا لَـمْ تَزَلْ تَحْـيـا هُـــنا الآنــا
أيّامَ كُــنّا وكانَ الـدَّهــــرُ مُـعْــتَـدِلاً || والفَـجْــرُ مُبْتسِمـاً والغُـصْنُ رَيّانا
والرّوْضُ منْ دَوْحهِ في مَلْبَسٍ قَشِبٍ||تَمــيـلُ أعْـطــافُـهُ زَهْــراً وأَفْــنانا
يا شادِيَ الأيْكِ قدْ أرْجعْتَ لِي زَمَناً || يَسري إلى النّفْـسِ أنْسامـاً وَألْوانا
فأنْتَ مثْلي شَهِــدْتَ الفَجــرَ مُنبَـثِقـاً || وأنتَ مِثلي نَهَـلتَ النّورَ هَـيْمانا
وأنْتَ مثْلي طَـويْتَ الْحُـزْنَ مُتَّكِــئاً ||على شِغـافِ فـؤادٍ ذاقَ حِـرْمـانا
ومَـوكِبُ الدّهْـرِ ما زالَـتْ رَكائِــبُه || تَمْضي بِنا قُـدُماً في البُعْدِ إِمْــعانا
تَعــالَ نأْخُــذْ مِنَ الْمـاضي مَــآثِرَهُ || لنَسْـتَـعــيدَ مــعَ الآلامِ ذِكْـــــرانـا
نُطــرِّزُ الغَــدَ بالْـماضي ونَجْـعَــلُه || بابـاً إلى جَــنّةٍ بالْـحُــبِّ تَلْـقـــــانا
فَيرْجِعُ الرَّوْضُ والأغْصانُ ناضِرَةٌ|| وتُمْـرِعُ الأرْضُ آكامــاً وَوِدْيـــانـا
****************
الشاعر حسن منصور
[من المجموعة السادسة، ديوان (عندما يكبر الأسى)ـ دار أمواج ط2 ـ 2014 ص 62 ]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو