لا...ولن
لسْتُ على هامش الحياةِ || يُغَـلِّـــفُ الصّمْـتُ أمْنِـيـاتي
فـي زمــنٍ أزرقِ اللــيـالي || نـهـــارُهُ أغْــبَرُ السِّــمـــات
إنْ كان هــذا الــزّمـانُ نـاراً || فـمِنْ لظاهــا صنعْـتُ ذاتي
وفي خِـضَمِّ الدُّجى تَراني || وخُـطْـوَتي خُــطْـوَةُ الثَّبـات
مــا الـنّارُ إلاّ الـذي نُلاقـي || مِـنْ عَـقَــبـاتٍ ومِـنْ عُــداة
وكيفَ نَسْمــو وكلُّ شيءٍ || يَمْضي إلى سافِلِ الجِـهات
مُسْتـنْقَعٌ مَنْ مَشى إليهِ || فـما مشى مَسْلكَ النَّـجـاة
وهل تَرى عــاقِلاً يُمــالي || سَفـيهَ قـوْمٍ عـلى انْفِــلات
أوْ هلْ تَرى مُؤْمِــناً شريفـاً|| يُعـينُ ذئبــاً عـلى افْـتِـئـاتِ
أو يسْمَعُ اللّـغْــوَ راحَ يَعْلـو || وليْسَ يَمْــضي بلِا الْتِفـاتِ
أدَرْتُ ظَهْــري لِقَــوْمِ سوءٍ || صَــوْناً لِنَفْسي مِـنَ الأَذاة
فَـمــا لِسـاني بَذيءُ قَـوْلٍ || ولَا يَمـيـنـي مِـنَ الجـُـنـاة
ولا جَـــنـانِي يُـجِــنُّ شـرّاً || وَلا ضَمــيري مِــنَ الغُــواة
ومـا بِفِكْري سوى احْتِقـارٍ || لــكلِّ بـــاغٍ وكــلِّ عــــاتِ
لـكُـلِّ طَـبْــلٍ وكــلِّ بـــوقٍ || لـهُ فَــمٌ واسـِعُ الـلَّــهــاةِ
لــكلِّ نَــــذْلٍ وكُــلِّ لِــــصٍّ || لـــمْ يَرْعَ بَعْضَ المُحَرَّمات
مُـتَّـخِــذاً سَمْــتَـهُ كَشيْـخٍ || كلامُــهُ بـالِـغُ الـعِــظــات
فُــؤادُ كلــبٍ وفِـعْـــلُ ذِئْبٍ || ولـوْ تَـراءى مِــنَ الثِّــقـات
يا صاحِــبي لمْ أعُـدْ أُبالي || بِمــا جَـرى أو بِما سَياتي
فَمُــعْظَمُ العُـمْرِ قدْ تَــولّى || بِكُلِّ ما فــيهِ مــنْ عِظات
وفَـضْــلُــهُ ســارِبٌ لـِــواذاً || بـلـا انْـتِــظـــارٍ ولا أنـــــاة
وكَمْ حَسًوْتُ الشَّرابَ مُـرّاً || في أكْــؤُسٍ منهُ مُتْرَعات
أو سائِغــاً في فَمي فُـراتاً || أنْعَشَني بَلْ بَنى حَـياتي
وَما تَبَـقّــى سِـوى ثُمــالٍ || مُـمْــتَـزِجِ الـمُـرِّ والفُــرات
وهل تُراني أُسـيـغُ شَـيْئاً || مِــنْ أكْؤُسٍ عُـدْنَ فارِغات
أوْ كُـنْتُ أحْـتاجُ أيَّ شيءٍ || مِنْ غـيْرِ ربّي الكَريمِ ياتي
******
الشاعر حسن منصور
[من المجموعة الحادية عشرة، ديوان (أواخر الصيف) ص75 دار أمواج ط1 ـ 2014م]
لسْتُ على هامش الحياةِ || يُغَـلِّـــفُ الصّمْـتُ أمْنِـيـاتي
فـي زمــنٍ أزرقِ اللــيـالي || نـهـــارُهُ أغْــبَرُ السِّــمـــات
إنْ كان هــذا الــزّمـانُ نـاراً || فـمِنْ لظاهــا صنعْـتُ ذاتي
وفي خِـضَمِّ الدُّجى تَراني || وخُـطْـوَتي خُــطْـوَةُ الثَّبـات
مــا الـنّارُ إلاّ الـذي نُلاقـي || مِـنْ عَـقَــبـاتٍ ومِـنْ عُــداة
وكيفَ نَسْمــو وكلُّ شيءٍ || يَمْضي إلى سافِلِ الجِـهات
مُسْتـنْقَعٌ مَنْ مَشى إليهِ || فـما مشى مَسْلكَ النَّـجـاة
وهل تَرى عــاقِلاً يُمــالي || سَفـيهَ قـوْمٍ عـلى انْفِــلات
أوْ هلْ تَرى مُؤْمِــناً شريفـاً|| يُعـينُ ذئبــاً عـلى افْـتِـئـاتِ
أو يسْمَعُ اللّـغْــوَ راحَ يَعْلـو || وليْسَ يَمْــضي بلِا الْتِفـاتِ
أدَرْتُ ظَهْــري لِقَــوْمِ سوءٍ || صَــوْناً لِنَفْسي مِـنَ الأَذاة
فَـمــا لِسـاني بَذيءُ قَـوْلٍ || ولَا يَمـيـنـي مِـنَ الجـُـنـاة
ولا جَـــنـانِي يُـجِــنُّ شـرّاً || وَلا ضَمــيري مِــنَ الغُــواة
ومـا بِفِكْري سوى احْتِقـارٍ || لــكلِّ بـــاغٍ وكــلِّ عــــاتِ
لـكُـلِّ طَـبْــلٍ وكــلِّ بـــوقٍ || لـهُ فَــمٌ واسـِعُ الـلَّــهــاةِ
لــكلِّ نَــــذْلٍ وكُــلِّ لِــــصٍّ || لـــمْ يَرْعَ بَعْضَ المُحَرَّمات
مُـتَّـخِــذاً سَمْــتَـهُ كَشيْـخٍ || كلامُــهُ بـالِـغُ الـعِــظــات
فُــؤادُ كلــبٍ وفِـعْـــلُ ذِئْبٍ || ولـوْ تَـراءى مِــنَ الثِّــقـات
يا صاحِــبي لمْ أعُـدْ أُبالي || بِمــا جَـرى أو بِما سَياتي
فَمُــعْظَمُ العُـمْرِ قدْ تَــولّى || بِكُلِّ ما فــيهِ مــنْ عِظات
وفَـضْــلُــهُ ســارِبٌ لـِــواذاً || بـلـا انْـتِــظـــارٍ ولا أنـــــاة
وكَمْ حَسًوْتُ الشَّرابَ مُـرّاً || في أكْــؤُسٍ منهُ مُتْرَعات
أو سائِغــاً في فَمي فُـراتاً || أنْعَشَني بَلْ بَنى حَـياتي
وَما تَبَـقّــى سِـوى ثُمــالٍ || مُـمْــتَـزِجِ الـمُـرِّ والفُــرات
وهل تُراني أُسـيـغُ شَـيْئاً || مِــنْ أكْؤُسٍ عُـدْنَ فارِغات
أوْ كُـنْتُ أحْـتاجُ أيَّ شيءٍ || مِنْ غـيْرِ ربّي الكَريمِ ياتي
******
الشاعر حسن منصور
[من المجموعة الحادية عشرة، ديوان (أواخر الصيف) ص75 دار أمواج ط1 ـ 2014م]
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .