التخطي إلى المحتوى الرئيسي

......إمبراطوريّةُ العجز........ جميلة بلطي عطوي

......إمبراطوريّةُ العجز........
سرد تعبيري...
في عالمِ الخُرافةِ تَبيعُ الرّيحُ السّرابَ للمراكبِ فيُسارعُ الرّبّانُ إلى نشرِِالأشرعةِ وقدْ سَهَا عنْ أنّ سواريهِ أَطاحتْ بِها العاصفة.
على حَوافِّ الشّطآنِ تَسْرحُ يهِ الجارياتُ والمدُّ يرْكُلُها في انتشاء.عندَ الجَزْرِِيعلقُ في طينِ أمل تائه، يتأهّب ُللصّراعِ، يسُنُّ منَاجِلهُ لكنّ الحصادَ بيادرُ خيبات تترامى على امْتدادِ البصرِ، واحات واهمةٌ تُغريهِ والمرافئُ المزْعومةُ صروحٌ دونَ بوّابات.
في مهبِّ الرّغبةِ يشتدُّ العَصْفُ،يتفاقَمُ القَصْفُ، يَزيغُ العقلُ بيْن طَلْقة وطَلقَة ...في حُمّى الرّصَاصِ يُزجُّ بالحلمِ ويُحصدُ الخواء.
سُفنُ الرّحلة في المتاهةِ تتعثّرُ ، تتبعثرُ، ربّانُها يشتهي أنْ يُمسكَ بالزمامِ لكنَّ الدّفّةَ تلاعبهُ ، عنهُ تتباعدُ، كما الحرباء تتلوَنُ.
في الدّهنِ يتعاظمُ الجشعُ والعينُ يخاتِلُها الفراغُ، شُهُبٌ تومضُ هنا وهناك ، تُوهمُ بالنّصرِفيشتدُّ في اللُّجّةِ الرّكضُ، يُلاحقُ حلماً زئبقيًّا...فصولٌ تتوالى ، تفرُّ منْ حضنِ الزّمنِ... عند قارعةِ الخيبةِ ترسُمُها فرشاةٌ شيطانيّة ريشُها إبرٌ وزيتها حميم ُبركان.
مِن رحمِ الجهلِ تُولدُ المنظوماتُ،تنشأٌ الدّولّ، تُسنّ القوانينُ مِنْ نفخةِ إِعصار...بنودٌ تسجِّلُ بالدّمِ المهدورِقانونَ غاب مِنْ تُرّهاتِ الضّلال.
في إمبراطوريَةِ العجْزِيُقامُ مأْتمُ الإنسانيّةِ والادّعاءُ عرسُ حياة.
جميلة بلطي عطوي
تونس...3/ 7/ 2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو