التخطي إلى المحتوى الرئيسي

--- غَرَّتْـهُ دُنْـيَـاهُ --- بقلم محمد هشام خليفى

--- غَرَّتْـهُ دُنْـيَـاهُ ---
-------------------
ذكرْتُ معصيّتي والله يرزقني --- مِنْ جود فضلٍ فصاح القلب أوّاه
والله ربّ غفور للذّنوب ولا --- مِنْ غافر الذّنب بالإحسان إلّاه
يا مَن يرى الخلق بالعصيان قد مردوا --- ثمّ استعانوا ببعضٍ مِن عطاياه
هبنا مِن الصدق ما يرقى بمهجتنا --- لغايةٍ في الرّضا في الحقّ معناه
واجعلْ لنا مِن هُدى القرآن مرتبةً --- علياء ليس لها في الكون أشباه
واجعلْ الهي حياتي كلّها نِعمًا --- فيها تحيط بما أرضى وأهواه
يا ربّ عبدك في همٍّ يؤرّقُهُ --- تبكي على نَدمٍ في التّوب عيناه
انّ الحياة لفي ضنكٍ معيشتها --- اذا عصى العبد في عمدٍ لمولاه
وانّ للصدر ضيق ليس يتركه --- اذا أحاطتْ به قسرا خطاياه
ان لم يحد عن هوى العصيان ليس له --- نورٌ تطير به طهرًا جناحاه
وليس يشفيه من حال يكابدها --- وليس يدفع همًّا منه أضناه
اني رايت الهدى خيرا لأمّتنا --- وانّ بعض رجال الدين قد تاهوا
يبكون من وجه دلّ لا نقاب له --- ولحية حلقتْ حلقًا ألِفْناه
وليس يؤذيهمو طفل على يتم --- والرِّجل حافيّة والهمّ اضناه
وكم جياع وقد ناموا على سغبٍ --- وكم غنيّ وقد غرّته دنياه
فلا الغنيّ له قلب يحنّ له --- على الفقير وليس الفقه يرعاه
صار الزّواج من الآمال اعسرها --- اين الزواج وما كنّا عهدناه
ترى المساجد في قفر تكابده --- تشكو الى الله ممّا قد فعلناه
إنّا قتلنا من الأعمال افضلها --- والصّدق اوّل ما كنّا قتلناه
وقد هجرنا من الأذكار احسنها --- حتى القُرَان ترانا قد هجرناه
وسنّة المصطفى المبعوث من مضر --- وقوله قد اتى حقّا تركناه
فضائيات نرى في كلّ ناحيّة --- شيوخها قد سقونا ما شربناه
كلّ الكلام نقاب ثمّ يعقبه --- تطويل ذقن وتكفير كرهناه
تقصير ثوب وتفسيق لمن رفضوا --- كذاك مسبحة بانت بيمناه
وحابس الظّلّ في التّصوير يمنعه --- إمام نجدٍ ومَنْ في الفقه والاه
تحريم حفل وافراح وينكرها --- في يوم مولد طه مَنْ ذكرناه
ضاع الشّباب وضاع العلم يا ولدي --- امّا المشيب فقد لاحت رزاياه
هلاّ الى التّوب عدنا في ذرى ندم --- ليت النّدامة في تَوبٍ لبسناه
والله يقبل عند التّوب توبتَنا --- ويرزق الله كلّ حسب مسعاه
هذي شكاية عبد قد أضرّ بهِ --- حالٌ من الحزن مُرٌّ ليس ينساه
حقّق دعاء فقير ليس يسعده --- إلاّ رضائك في أعوام دنياه
حتّى يكون رضا الرّحمان يتْبعه --- في القبر ثمّ لدى حشرٍ بأخراه
---
بحر البسيط
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو