ستراتيجة الخطاب النصي ورؤى التواشج المعرفي لامارتين انموذجا
دراسة نقدية حول قصيدة لامارتين للشاعرة التونسية عفاف السمعلي
****************************************************
مما لاشك فيه عند البحث في مرجعيات التواصل النقدي بين النص المطروح والناقد نجد ان لابد للناقد من الابتعاد قدر المستطاع عن حالة الترف الفكري و البذخ النفسي قدر المستطاع كي يكون اقرب الى روح النص للحصول على رؤية نقدية متحررة وهذا لعمري مما يتيح للناقد من بناء منظومتة النقدية القائمة على
صلة الناقد بالسياق الفني والابداعي وكل ما يحيط بالنص من مرجعيات معرفية سائدة .
ولابد للناقد من تأمين ذلك التواصل من خلال اللغة التي تتجاوز حد الابلاغ من خلال لغة التخاطب اليومي
فنحن احوج مانكون حينها الى دالة حوارية عبر قناة اللفظ والرمز وماتقتضيه الوظيفة التواصلية للاداء اللغوي اذ لابد من ان نصل الى حقيقة مايريد ان يقوله النص ومن هو المقصود وذلك هو اس الوظيفية التواصلية النصية لذا يدور النص ولغة الخطاب ضمن دائرة يمكننا ان ندعوها ستراتيجية الخطاب
********************************************************************************
الشاعرة التونسية عفاف السمعلي تؤطر ( لامارتين ) بخطاب لساني يؤكد لنا عمق الصلات المعرفية التي
تتبناها الشاعرة فقد استطاعت عمل صلات نصية معرفية بخطاب ذا نسق متطور من خلال النص وخطابها مع ثيمة ارتكازية عالمية هي لامارتين الشاعر الفرنسي الذي كانت اشعاره بداية الشعر الرومانطيقي في فرنسا والتي أغلقت المرحلة الكلاسيكية فهي اشعار بدت وكأنها صادرة من الاعماق
لذا هذه نقطة تحسب للشاعرة في في بناء ستراتيجية الخطاب النصي باعتبارت تثاقفية واستدعاء ذهن المتلقي للتواصل مع مكنونات الخطاب الشعري التي تستدعيه الشاعرة للتعبير عن مكنواتها وخلجات نفسها بشكل صادق كما في قولها
-
على ضفاف فلسفتي
رمقني نهر السّان بنظرة غرق
تنهّد لامارتين
وسكب السّؤال تلو السّؤال
أين أنا منك يا طفلتي؟
أزهر حبّه زهر لوز
فتورّدت وجنتاي
الشاعرة وعبر رؤى التواشج المعرفي هي انموذج لكل فتاة يتقمصها النص وهو لعمري ما كنا نرمي اليه دائما بان يكون النص صدى لروح الشاعر وتبنيه قضايا مجتمعية من خلال اتخاذ الشاعر لنفسه انموذجا رغم شيوع الخطاب الفردي للنص فالشاعرة تخرج من تلك البوتقة لتسح علينا اهات فتاة شرقية واستخدمت في سبيل ذلك اوسع الدلالات اعتبارا وثقافة لحمل جمله من المضامين العالمية مابين لامارتين وبدر شاكر السياب فمن خلال مفردة المطر وتكرارها والشرفة والقمر استطاعت وبحذاقة الشاعرة المتفردة ان ترتقي برؤى النص بين ثيمتين عالميتين جمعتهما بثيمة نصية واحدة
كما في قولها
-
لي عندك أحلام
ودماء تثور
كلّما نطقتك شفتاي
لي عندك شرفةُ القمر
ومطر مطر يعاودني
بغيث القبلات
-
ان التحرك النصي داخل دلالات ذات مساحة متموجة يحتاج فيما يحتاج الى خطاب ولغة شعرية ومعرفية ثرة فهو لايقتصر على المرجعيات سواء كانت اسلوبيه او جمالية وهذ هو المقياس الذي يعتمد عليه الناقد في تقييم قدرة الشاعر في بناء ستراتيجة الخطاب النصي والشاعرة هنا اثرت النص بدلالات لفظية كانت تطوف بها بحرفية بالغة على ضفاف الحقيقة الدلالية لما تود ان تقوله للمتلقي كي يشاركها تجربتها الشعورية كما في قولها
-
لي عندك تضاريس أنوثتي
وحقيبة الذّكريات
لي عندك ورودي الّتي رويناها
بعبق الأمنيات
وحدت الشاعرة بقدرتها اللغوية على توحيد لغة الخطاب الشعري بين تجربتين هما تجربة الشاعر الفرنسي لامارتين في قصيدة البحيرة وتجربتها الخاصة ولغتها الخاصه وهنا نضع ايدينا على مفارقة معرفية بين عصرين واسلوبين وخطابين كانا يجب ان يفترقا حيث يلتقيان لكن تمكن الشاعرة وحذاقتها اللغوية وقدرتها الخطابية استطاعت من الاقتراب كثيرا من بحيرة لامارتين وتماهت شعوريا مما جعلنا نخرج من دائرة الحقيقة الفردانية والتحليق في فضاءات مشبعة بدلالات عالمية واستطاعت ان تبين لنا تلك الحلقة المفقودة بين النص الادبي الغائب والنص الادبي الحاضر كما في قولها
-
لامرتين ازرع نبتةَ الهوى كي أخلع نزيف الرّوح
أنت زغرودة الفرح
ودمعٌ يغمّس في ليل الوجع
يرحل مع الغرباء لمجهول بعيد
من أوصد بابي؟ وحلمي ينتظر النّشيد؟
كلّما هطلت غيمة من عينيك
كي يورق قلبي من جديد
-
اختلاف الزمن واختلاف الدلالة وفق الاستعمال اللغوي وبناء الخطاب الشعري عند عفاف سمعلي اتخذ مساره نحو تبني عملية تواصلية بين الماضي والحاضر بين عشتار والطقوس القديمة بين لامارتين ورؤى التحرر من الحكم الرجعي والثورة الفرنسة والالام والا مال لبحيرة لامارتين وفجيعة الفقد والاستنزاف الروحي والشعوري لدى الشاعرين اكد مما لايقبل الشك ارتفاع شاعرية عفاف السمعلي لاكتناز نصها بدلالات لفظية واتخاذها طريقة مبتكرة شرعنت الايحاء النصي تكثيفا لاشعاع دلالي من خلال الفيوضات الخطابية دون تجاوز حدود الالفاظ ومن هنا نثمن هذا النص وقدرة الشاعرة عفاف السمعلي في بنا ستراتيجية الخطاب النصي ورؤى التواشج المعرفي
-
لامرتين ارسم عشتارَ بلون التّبر .
ما عاد في العمر الكثير لأسكبه وأجرّب .
تطالعني الفجيعة
انقر على صدري لتطرد ضباب الألم ...
فالغمام ُ ينتظرنا عند مشارف النجوم ..
لي عندك لوحاتي وطقوس عشق ٍ تنكّرت لها أعراف القبيلة
فحباها الضّياء حتّى كبرت مع الشّمس
بين يديك
مدّ يديك نحطّم صخور الخيبات
ونرحل لعالم تحكمه العصافير
************************************************
الشاعرة التونسية عفاف سمعلي من الشواعر العربيات القلائل اللواتي اختطنَ لهن طريقة واسلوبية متميزة فهي شاعرة وقاصة من طراز خاص كان لابد من وضع لمساتنا النقدية لاستشراق القيم الجمالية في نصوصها
شكري وتقديري للنص المكتنز ابداع (( لامارتين ))
شكري وتقديري للشاعرة التونسية عفاف السمعلي
-
العراق/ الناقد هاني عقيل
13 / 7 / 2017
دراسة نقدية حول قصيدة لامارتين للشاعرة التونسية عفاف السمعلي
****************************************************
مما لاشك فيه عند البحث في مرجعيات التواصل النقدي بين النص المطروح والناقد نجد ان لابد للناقد من الابتعاد قدر المستطاع عن حالة الترف الفكري و البذخ النفسي قدر المستطاع كي يكون اقرب الى روح النص للحصول على رؤية نقدية متحررة وهذا لعمري مما يتيح للناقد من بناء منظومتة النقدية القائمة على
صلة الناقد بالسياق الفني والابداعي وكل ما يحيط بالنص من مرجعيات معرفية سائدة .
ولابد للناقد من تأمين ذلك التواصل من خلال اللغة التي تتجاوز حد الابلاغ من خلال لغة التخاطب اليومي
فنحن احوج مانكون حينها الى دالة حوارية عبر قناة اللفظ والرمز وماتقتضيه الوظيفة التواصلية للاداء اللغوي اذ لابد من ان نصل الى حقيقة مايريد ان يقوله النص ومن هو المقصود وذلك هو اس الوظيفية التواصلية النصية لذا يدور النص ولغة الخطاب ضمن دائرة يمكننا ان ندعوها ستراتيجية الخطاب
********************************************************************************
الشاعرة التونسية عفاف السمعلي تؤطر ( لامارتين ) بخطاب لساني يؤكد لنا عمق الصلات المعرفية التي
تتبناها الشاعرة فقد استطاعت عمل صلات نصية معرفية بخطاب ذا نسق متطور من خلال النص وخطابها مع ثيمة ارتكازية عالمية هي لامارتين الشاعر الفرنسي الذي كانت اشعاره بداية الشعر الرومانطيقي في فرنسا والتي أغلقت المرحلة الكلاسيكية فهي اشعار بدت وكأنها صادرة من الاعماق
لذا هذه نقطة تحسب للشاعرة في في بناء ستراتيجية الخطاب النصي باعتبارت تثاقفية واستدعاء ذهن المتلقي للتواصل مع مكنونات الخطاب الشعري التي تستدعيه الشاعرة للتعبير عن مكنواتها وخلجات نفسها بشكل صادق كما في قولها
-
على ضفاف فلسفتي
رمقني نهر السّان بنظرة غرق
تنهّد لامارتين
وسكب السّؤال تلو السّؤال
أين أنا منك يا طفلتي؟
أزهر حبّه زهر لوز
فتورّدت وجنتاي
الشاعرة وعبر رؤى التواشج المعرفي هي انموذج لكل فتاة يتقمصها النص وهو لعمري ما كنا نرمي اليه دائما بان يكون النص صدى لروح الشاعر وتبنيه قضايا مجتمعية من خلال اتخاذ الشاعر لنفسه انموذجا رغم شيوع الخطاب الفردي للنص فالشاعرة تخرج من تلك البوتقة لتسح علينا اهات فتاة شرقية واستخدمت في سبيل ذلك اوسع الدلالات اعتبارا وثقافة لحمل جمله من المضامين العالمية مابين لامارتين وبدر شاكر السياب فمن خلال مفردة المطر وتكرارها والشرفة والقمر استطاعت وبحذاقة الشاعرة المتفردة ان ترتقي برؤى النص بين ثيمتين عالميتين جمعتهما بثيمة نصية واحدة
كما في قولها
-
لي عندك أحلام
ودماء تثور
كلّما نطقتك شفتاي
لي عندك شرفةُ القمر
ومطر مطر يعاودني
بغيث القبلات
-
ان التحرك النصي داخل دلالات ذات مساحة متموجة يحتاج فيما يحتاج الى خطاب ولغة شعرية ومعرفية ثرة فهو لايقتصر على المرجعيات سواء كانت اسلوبيه او جمالية وهذ هو المقياس الذي يعتمد عليه الناقد في تقييم قدرة الشاعر في بناء ستراتيجة الخطاب النصي والشاعرة هنا اثرت النص بدلالات لفظية كانت تطوف بها بحرفية بالغة على ضفاف الحقيقة الدلالية لما تود ان تقوله للمتلقي كي يشاركها تجربتها الشعورية كما في قولها
-
لي عندك تضاريس أنوثتي
وحقيبة الذّكريات
لي عندك ورودي الّتي رويناها
بعبق الأمنيات
وحدت الشاعرة بقدرتها اللغوية على توحيد لغة الخطاب الشعري بين تجربتين هما تجربة الشاعر الفرنسي لامارتين في قصيدة البحيرة وتجربتها الخاصة ولغتها الخاصه وهنا نضع ايدينا على مفارقة معرفية بين عصرين واسلوبين وخطابين كانا يجب ان يفترقا حيث يلتقيان لكن تمكن الشاعرة وحذاقتها اللغوية وقدرتها الخطابية استطاعت من الاقتراب كثيرا من بحيرة لامارتين وتماهت شعوريا مما جعلنا نخرج من دائرة الحقيقة الفردانية والتحليق في فضاءات مشبعة بدلالات عالمية واستطاعت ان تبين لنا تلك الحلقة المفقودة بين النص الادبي الغائب والنص الادبي الحاضر كما في قولها
-
لامرتين ازرع نبتةَ الهوى كي أخلع نزيف الرّوح
أنت زغرودة الفرح
ودمعٌ يغمّس في ليل الوجع
يرحل مع الغرباء لمجهول بعيد
من أوصد بابي؟ وحلمي ينتظر النّشيد؟
كلّما هطلت غيمة من عينيك
كي يورق قلبي من جديد
-
اختلاف الزمن واختلاف الدلالة وفق الاستعمال اللغوي وبناء الخطاب الشعري عند عفاف سمعلي اتخذ مساره نحو تبني عملية تواصلية بين الماضي والحاضر بين عشتار والطقوس القديمة بين لامارتين ورؤى التحرر من الحكم الرجعي والثورة الفرنسة والالام والا مال لبحيرة لامارتين وفجيعة الفقد والاستنزاف الروحي والشعوري لدى الشاعرين اكد مما لايقبل الشك ارتفاع شاعرية عفاف السمعلي لاكتناز نصها بدلالات لفظية واتخاذها طريقة مبتكرة شرعنت الايحاء النصي تكثيفا لاشعاع دلالي من خلال الفيوضات الخطابية دون تجاوز حدود الالفاظ ومن هنا نثمن هذا النص وقدرة الشاعرة عفاف السمعلي في بنا ستراتيجية الخطاب النصي ورؤى التواشج المعرفي
-
لامرتين ارسم عشتارَ بلون التّبر .
ما عاد في العمر الكثير لأسكبه وأجرّب .
تطالعني الفجيعة
انقر على صدري لتطرد ضباب الألم ...
فالغمام ُ ينتظرنا عند مشارف النجوم ..
لي عندك لوحاتي وطقوس عشق ٍ تنكّرت لها أعراف القبيلة
فحباها الضّياء حتّى كبرت مع الشّمس
بين يديك
مدّ يديك نحطّم صخور الخيبات
ونرحل لعالم تحكمه العصافير
************************************************
الشاعرة التونسية عفاف سمعلي من الشواعر العربيات القلائل اللواتي اختطنَ لهن طريقة واسلوبية متميزة فهي شاعرة وقاصة من طراز خاص كان لابد من وضع لمساتنا النقدية لاستشراق القيم الجمالية في نصوصها
شكري وتقديري للنص المكتنز ابداع (( لامارتين ))
شكري وتقديري للشاعرة التونسية عفاف السمعلي
-
العراق/ الناقد هاني عقيل
13 / 7 / 2017
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .