رُدّي فُؤادي ..
ردّي فُــــــؤادي مِـثْلَمَا قَـــــــدْ كَانَا
يَـــــوْمَ التقــينا يَعْشَــقُ الألحَـــانَا
..
قَــدْ كانَ قبلكِ كالرّيــــاضِ أتى لَهَا
مـطـرُ الصّبـاحِ فأنبـتت ألْـــــوَانَا
..
فَضَرَبْتِ صيفًا مِنْ جنوبِ و جِئتني
ريحًا سَــــــــموما يحرقُ الأفْنانَا
..
عِلاّنُ قالَ محبَّــــتي في قلبـــــــها
و سمعت انَّكِ تَعْرفِــــــــينَ فُلانَا
..
قَـــــدْ كنتُ احسبُ انَّكِ مثْلُ الرشا
أو لَحْظِهِ لا يَأْمَــــــــــــنُ الأِنْسانَا
..
عِشْــرونَ عاما ما أضعتُ محبّتي
إذْ قّـــــــدْ حَسِـبْتكِ تَحْملين هَـوانا
..
أَحْيَا لِقَانا سِــــــــــــــتْرُكِ فَهَتَكْتِهِ
فَأَمَـاتَنا ذاكَ الّـذي أحيــــــــــــــانا
..
واغْتالَ غدرُكِ في الفؤادِ سعادتي
و بعثتِ بَعـــــــدَ الْفَرحةِ الأحْزانا
..
هل كان عشقك في الحياة جريمة
فدخلتُ سجـــنَكِ اَدفــــــعُ الأثْمانا
..
ذَابَ الفُـــؤاد مِنَ الْعذابِ بسجنِكِ
إذْ كنتِ فيـــــــهِ السَّوْطَ و السّجّانا
..
وطَنٌ لقلبي قــــــــدْ حسبْتُكِ إنَّما
للْغيْرِ كنتِ في الْهَــــــــوَى أَوْطانا
..
أَحُقُولُ حبّكِ اَنْبَتَتْ جَمْـرَ اللَّظى
مِــــــنْ سَقْيِ عَيْنِي وَ الْجَنَا قَدْ حانا
..
أكؤوسُ عهدِكِ عبَّئوها مِنَ الْحِمَى
و شَرِبْتُ مِنْهَا عَلَى الظّما أدْنانا
..
أســنينُ بيــنِكِ أخْرَجَتْ أثقالَـــها
مِـــــــــــــنْ كلّ همٍّ أرْسَلَتْ ألـْوانا
..
مِنْ يوْمِ صدّكِ ما ضَحِكتُ و إنّما
أبْكَتْ دمـوعي الأهلَ و الْجـيرانا
..
أشْعَلتِ في قلبِ المُحبّ حــرائقا
فَرَمَتْ سّـــــوادي بالمَشيبِ دُخـانا
..
هُبّي رياحا و اضْربيني عواصفا
لنْ تنزعي مِــــنْ شَـفَتي الألحانا
..
صُبّي صَقيعا مِـــنْ شتاءِ فراقِكِ
مِــــنْ جمـرِ غدرِكِ أُشْعلُ النّيرانا
..
لي بَعدَ بحرِكِ في الحياةِ شواطئٌ
تَرْسـو عليـــــــها سَفائني أزْمانا
..
جَنّاتُ روحِكِ كالخرابِ بَقَتْ بِها
آثارُ قَـــــوْمٍ كسَّــــروا الأغصانا
..
قَطَفوا جَمِـــيلا مِــنْ ثمارِ جنانِها
يَـــوْمَ اسْتَحَالتْ جَـــــنَّةً و جِـنانا
..
إنّ الجِراحَ مِــنَ الْحبيبِ إذا أتَتْ
فَهيَ الشّفاءِ مـــــنَ الْهوى أحْيانا
..
واحاتُ حُبّــــكِ اخْتفتْ أطيارُها
و قَـدْ اسْتحالتْ في الهــوى كُثبانا
..
هَذي القصائِدُ عــنْ عَذابي قليلةٌ
فَنَحيبُ قلبي يمْـــــــــــلأ الأكوانا
..
سَأغنّي دمْعا ما حَيِيتُ قصـائدي
فالشّـــــعرُ غيثٌ يُطْفئ الأحزانا
..
و إذا اكْتويتُ فَرُبَّ نارٍ قدْ شَفَتْ
جُـرْحا عمـــــيقا ما شــفاه دوانا
..
كلمات عمر طش / الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .