التخطي إلى المحتوى الرئيسي
القراءة النقدية الذهبية
 للنص 
(وصمت ملكزدق)
قراءة 
الناقد العراقي 
هاني عقيل
................................................................................................................

(( نشر الشاعر والناقد العراقي القدير عدنان ابو اندلس دراستي النقدية الذهبية على نصه الباذخ وصمت ملكزدق ))
قائلا.............................................
الدراسة الذهبية للناقد الألمعي هاني عقيل عن قصيدتي"وصمت ملكزدق "والذي غاص بأغوارها حدّ الغرق - محبتي لهُ .
وصَمتَ ملكِزدقْ ....................
شعر : عدنان أبو أندلس
نقد : هاني عقيل
هكذا كُنّا هناك
وفي سنينِ الجمّرِ
ظلَ عشّرُ سنينَ صامتاً
يجترُ أصداءً غابرة ً
وحالما يختلي
... يُحاكي نفسهُ بلائمةٍ
أراهُ يُحدّقُ عِبرّة الكوة
ويهذي بأسىٍ شفيف
هناك وراء الرابية تقبعُ " عشقُ آباد "
يستمرئُ فيها عسلَ المحبةِ
يترنحُ في فجيعتهِ
لكنهُ "لايُجيدُ تِقانة الغزل "
لهروب مُسحة الجمال
لبعدٍ يستحيل أن يُقاسُ البتة
؛؛؛؛
في الجحيمِ المفتعل
إبتكرنا الكُرهَ ببراعةٍ
وتقاسمُنا الخوفَ معاً
لمْ ألمحهُ إلا يائساً
يُصبحني مثل ليمونةٍ معتصرة
حين أبادلهُ التحيةٍ
يقلبُ بقايا روح ملتاعة
يتمنى سفرٍ اللاعودة
وتنفلقُ عبرتهُ بوجهي
يخبرني بأنهُ سيموت هنا
غير أني أنعشهُ بخبرٍ كاذب
يُقبلني ويغادر .....
ليقبع مسروراً في زاويةِ همهِ ً
؛؛؛؛
ملكزدق الحميم صائدَ
الأفكارَ اللّزجّةِ
يأملُ بإنتظار لايُزهر
يودُ أن يرتدي طاقية الخفاء
أو يحُطّ على جناح طائرُ" الرَّخٍ "
ويحلقُ في منأى عن البشر
بعيداً بعيدا ونحو الأثير .....
؛؛؛؛
هو كاهنٌ بحقٍ
لكنهُ لمْ يُصلّي قطُ
يصغي إليّ حينَ أُخاطبهُ : ياملكو .....
الليل طويلُ ....
وهذهِ ثرثرة الشّرق
فكم سيطيلُ صمتكَ ياصاحبي
وهذا العويل ُ والتابوت والمقبرة !..
إصرخْ ما إستطعتَ
لعلكَ تُسكتُ السكونَ الهائجَ
وتجرحَ كلَّ الضجيجَ الخامد
يبدو أنت الملوث فقط
برعبِ هذاالمكان
فأنى لي بسحرٍ خارقٍ
كيْ أفُكَ بـ إفتحْ ياسِمسِمْ !..
هذا الفمُ المطبق !...
؛؛؛؛
أستحلفُكَ بنصفِ سيجارةٍ مطفأةٍ
أنْ تَكُفَّ عن تأفف الرتابة
دعّها لعلها تُثمر بمعجزةٍ
فما عليك إلابـترنيمةٍ من "سِفر الخروج "
أو أنْ تصمّ أُذنيكَ حال الإنتهاء
كي لا تسمعَ إنفراطَ الدعاء
وهو يتساقطُ على هامتكَ
ضجيجٌ وغُبار وفوضى
يهطلُ على الأرض القاحلة
هي مرّتعُنا المدماة
صِراخاً بطقوسٍ قسرّيةٍ . ............................................................................................................. القراءة الذهبية ------------- - القراءة الذهبية ماهي الا نتيجة مخاض نقدي للقراءات الثلاث الذي طرحناه منذ ما يقارب العام يقوم على مرتكزات الحداثة ومابعدها في تقويم الاعمال الادبية الباذخة تلك النصوص التي تتوافر فيها الاشتراطات الحداثية ومما لاشك فيه ان الشاعر والناقد العراقي عدنان ابو اندلس من الشعراء القلائل الذين تتمظهر لديهم تلك الاشتراطات بشكل جلي في الكثير من الاحيان نجد ان احتفاء الشعر الحديث باغراض شعرية عريقة صعب المنال لاختلاف الادوات والرؤى لذا وجب التنويه ان غرض الرثاء او التأبين في الادب العربي يحتاج الى عدة اشتراطات منها صدق العاطفة وكثرة التلهف كما نراه لدى الخنساء وابو ذؤيب الهذلي بينما نجده لدى عدنان ابو اندلس ياخذ بعدا اخر من لغة هادئة منسابة رقراقة ورؤى فلسفية وسياحة في ملكوت مستتر خلف انقاض الحياة فهو شاعر يسح فلسفته ورؤاه على مسارب اللغة ويشظيها كينونات متقدة بحرارة الفقد اذ لامناص من الافول فوطنه مشرع الابواب لذياك الزائر الاثيم الذي لايكل له ناب عن ضيافة الاجساد الغضة فمازالت عشتروت تقدمنا اضاحي بطقوس قسرية ملكزدق جسد غض ملقى على ضيافة الاله في وطن يحترق فيه الدعاء وينفرط حبات موت وشهقات صباحات كوجه ليمونة معتصره لاضير ان ان يستريح عدنان ابو اندلس في ظل عشر سنين من الجمر ويجتر صمتا لاصداء غابرة فحديث النفس لائمة تقرع كل حين فتتعرش الروح مديات من خلال كوة في جدار فثمة جمال اخر يقبع في معارج الروح لايتشظى ولا يفنى نعم لايفنى رغم ان كل شيء مفتعل حتى الكره وقسمة الخوف لاشيء يلمع في الذاكرة سوى ذياك الرحيل وبقايا خبر كاذب كردهة الانعاش لدقائق الحياة حينها يرحل ملكزدق ولا يبقى سوى حفنة من قبلات صباحية والم يعتصر الفؤاد فهو قديس خرافة بافكار لزجة يحلم بسفر سندبادي الرؤى على ظهر طائر الرخ العجائبي حيث لاسواه تفاصيل وكينو نات يومية تجتاح الشاعر بالم تزدرده النفس المحبة وهي تعبر عتبة العالم الاخر تصرخ وتصرخ ليصحوا ملكوت الله على انقاض الشرق بثرثة اثمة فما الرعب الا لوث ذلك المكان يهرب عدنان ابو اندلس من حزنه ويمتشق الغرابة سيفا ليجهز على ذياك السكون ويتوسل راكعا سندباد روحه ان يتمتم الكلمات لكنه فم مطبق بالسكون ليمضي الوداع تجتاحه فوضى الارواح والروى والشك بكل ماهو مقدس فهو لايقسم عليه الا بنصف سيجارة مقدسة مضمخة برؤى الالم لينفرط الدعاء كعقدٍ بلا صوت تضرعه حبة حبة بطقوس قسرية - اعتمد عدنان ابو اندلس رؤية فنية حديثة في ربط الحركة النصية بالصورة الشعرية وهو بذا يقدم لنا الرؤية الحداثية من خلال ايقاع الصورة فبعد ايقاع الفراهيدي الخارجي والايقاع الداخلي هانحن نسلط الضوء من خلال هذا النص على ايقاع الصورة وقد يتسائل البعض ماهو ايقاع الصورة ان الدراسات الحديثة اثبتت بما لايقبل الشك ان للمفردة النصية صورتان في ذهنية المتلقي الاولى صورية والثانية ايقاعية فمثلا حينما تخبر احدا امتلاكك الة طبل يتبادر لذهن المتلقي صورتان متزامنتان الاولى صورة الطبل والثانية ايقاعه وحين نتتبع ملكزدق نجد ان الصورة المرسومة بريشة الفنان عدنان ابو اندلس ترافقها جوقة صورية هي من الروعة بمكان فلا حاجة لايقاع فراهيدي او داخلي نبري رغم احتفاء النص بايقاع نبري هو من مخرجات اللغة وهذا ماتقدمه لنا جملة الانزياحات الشفيفة التي قدمها الشاعر هذا ولابد من الاشارة الى حذاقة الشاعر في طرح انزياحات شفيفة غير حادة ومرد ذلك على ما اعتقد علم الشاعر ان غرض التأبين والرثاء يحتاج الى هدوء شفيف وحزن كامن بين طيات الحروف وهو بهذا اثبت بما لايقبل الشك ان النص النثري هو امتداد للطيف الشعري العريق ولابد لنا بعد ذلك ان نؤكد ان الشاعر فعل فعله في تلك الانزياحات اللغوية النصية بعد ان عقد العزم على اسلبة الحركة النصية باعتماده لغة فنية حديثة مستوعبا الابعاد الزمنية لينتج لنا حركة صورية وايقاع صوري وهذا مما دعى الشاعر الى الركون الى البنية التوليفية للنص فحركة النص تتشابك بها الالوان والاشكال مما يمنح النص عند المزج صورة ايقاعية ثالثة من خلال مزج الزمن واللون والحركة وهذا يفسر لنا العلاقة الجدلية التي تطرح لنا الايقاع الدهشة عنصر مهم من عناصر مابعد الحداثة لاتأتي بسهولة كما يظن البعض في تولد نتيجة عملية حسابية برياضيات متطورة عند تقاطع عوالم النص مع بعضهعا مع مزامنة دوران النص الدائري بحركة حلزونية ذات اذرع تخرج من النص وتعود اليه وعدنان ابو اندلس حرك النص بتلك الاذرع وخرج به عن قاعدة ارتكازه على سطح زمكاني من الروعة بمكان لذا اتت الصور التابينة وهي تعكس لنا ايحاءا فجائعيا وفق تقانات رقمية اشتغلت على الفضاء التشكيلي الدلالي والايقاعي واخذت ثورتها من الدهشة الوامضة واللمحة البصرية حفل النص برؤية الشاعر وتقانته المميزة من خلال التكافؤ الهورموني بين وحدة الموضوع ومناخ النص العام مما جعل الوحدات الحركية والايقاعية والزمنية تزحف على بعضها لتولد صورة ايقاعية مرئية وهذا ماجعل النص يقترب من الكمال الفني فهو نص تشكل فيه الايقاع الصوري من مجموعة عناصر لانتاج علامات فكرية توافقية وجمالية وهذا يؤكد رؤيتنا النقدية التي تقول ان عناصر النص ملكزدق هي عناصر زاحفة بكل مافيها من كينونات متشظية تملاء الفضاءات بدلالات جمالية ووحدة ايقاعية وفق رؤية ابداعية ان التجانس والتضاد لايهدد وحدة المضمون سواء كان ايقاعيا او صوريا لونيا فهي معايير تشكيلية اتحفت النص ومنحته الجمال وهذا ليس غريبا عن عدنان ابو اندلس فهو شاعر برؤى ناقد وملكزدق نص باذخ بعاطفة صادقة تلاعب الشاعر عدنان ابو اندلس بوحدة اللون لتلقي بظلالها على وحدة الايقاع فقد استخدم جملة من الالوان الباردة والحارة برؤية غرائبية عجائبية بتكوينات دائرية في النص تمنح النص طاقة ضوئية وحركية وايقاعية ومن المسلم به ان قصيدة النثر ماهي الاكتلة متراصة وهذه الكتلة المتراصة لها طيف صوري واخر ايقاعي متوازي وهذا مالمسناه من خلال تناولنا النص الباذخ ملكزدق للشاعر العراقي عدنان ابو اندلس ...................................................................................................... ................( الناقد العراقي : هاني عقيل )
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو