التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عَروسُ الشِّعر بقلم محمود الضميدي



عَروسُ الشِّعر
========
**
عَـروسُ الشِّعرِ قد أضْـنَتْ فَتـاهـا
رَمَــتـْهُ بِـطَـرْفِـها سهـمـاً فَتـاهـا
***
وصـــارَ أسـيـرَهـا طَــوْعـاً وحُــبـاً
ومـــا زالَ الـمُـتَيَّـم فــي هَـواهـا
***
تـُطَـوِّقُـهُ الـحِـسـانُ بـِـكُـلِّ فَـــجٍّ
وقــد عــافَ الـعَذارى واصْـطَفاها
***
حَــواهـا نـَبـْضُـهُ لـَحْـنـاً شَـجِـيـّاً
عَـسـاها أنْ تـَـرِقَّ لَــهُ عَـسـاها
***
سَـلاها إنْ سَلَتْهُ أسىَ سَلاهـا؟
وَتَــسْـلوهُ الـحَـياةُ ومــا سَـلاها!
***
حَـبـاها رَبـُّهـا مِــنْ كُــلِّ حُـسْـنٍ
وأبــدعَ خَـلْـقَـهـا عَـمَّــنْ سِواهـا
***
تـَراهـا فــي الـخـليجِ كَـرُمْحِ زانٍ
ومِــنْ نــورِ الـحِجازِ تـَرى سَـناها
***
ويـُمْـنـاها بـِـأرْضِ الـقُدْسِ أسْرَتْ
وفي عَمّــانَ يـُـسْـراهــا تــَـراهـا
***
ومِــنْ لُـبـْنانَ قـَـدْ حَـصَـدَتْ دَلالاً
ومِـنْ عِـطْـرِ الـشَّآمِ أتـى شَذاها
***
وأهْـداهـا الـعِـراقُ شُـموخَ نـخـلٍ
وفـــي صَـنـْعاءَ تـَحْـسَبُهـا ذُراهـا
***
لهـا في الـمَـغْـرِبِ العـربيِّ خِــلٌ
يُهَـدْهِـدُهـا ويُـهـديـهــا جَـنــاهـا
***
طـرابلسـيـةٌ الــعـينين تـسببـي
كَـحــور العـيــن خالِـقُـهـا بَـراهـا
***
وتــونسُ أُمُّـهـــا قـــد آنـَستـهــا
(مَراكـشُ) والجـــزائرُ خــالَتـاهــا
***
تـَــرى مـِـصْـرَ الـكِـنـانَةَ كَـحّـلَتْهـا
ومـــاءُ النّيلِ إنْ رَمُـــدَتْ شَفـاهـا
***
وذا السودانُ أهـــداهـا شِفــاهـاً
بِسُمْـرَتِـهِ وَخَــطَّ لَـهــا لَــمــاهـا
***
تُــوَحِّـــدُ أمَّــةً فـي وجْـنـَتَـيـْـهــا
وتَجْتَمِــعُ البحـــورُ علـى حَــلاها
***
فَـوا أسَــفـاً عـلــى حــالٍ تَــرَدّى
وأوْدى بالــعَـروسِ ومُـبْـتَـغــاهــا
***
فـهـاهــيَ أمــةُ الأعْــرابِ تاهـتْ
وقــدْ باتَـتْ تَسيـرُ علــى هَواهـا
***
وعـادتْ بَعْــدَ وِحْدَتـِهـا شَظــايــا
أصـــابَتْهــا لـِتـُفْـقَــأَ مُـقْـلَتــاهــا
***
تُمَــزِّقُ ثـَـوْبـَهـا الـديـبـاجَ بـَغْــيـاً
وتـَتْـرُكُـها لـِتَـغْـرَقَ فــي دِمـاهـا
***
فَــلا نــاعٍ بِمَـصْرَعِـهـا نـَعـــاهــا
ولا راثٍ بـِــذِكْـــراهـــا رَثـــاهــا !
***
فـيـا لَــيـْتَ الـعُــروبَةَ مــاتَشَظّتْ
ومــا اعْـتـَلَّتْ ومــا زَلَّـتْ خُـطاهـا
***
متى سَيَضُمُّــهــا عَـلَـمٌ وحــيــدٌ
يُوَحِّــدُها ويَخْفـقُ فـي سمـاهـا؟
***
تـُبـاعِـدُنـا وتَـقْـلَـعُ سِـــنَّ ضـــادٍ
تـُفَـرِّقُـنا وتـُمْـعِـنُ فـــي أسـاهـا
***
ولَـيـْتَ الـنِّـيلَ يـجـري بـِانـْسِيابٍ
ويـَروي الأمَّــةَ الـظَّـمْآى مِـيـاهـا
***
وتـَـرْجِـعُ لِـلـشَّـآمِ سُــنـونُ عِـــزٍّ
لِـتَـنـْطَلِقَ الـيـَمـامَةُ فــي رُبـاهـا
***
وَتـَـنْـفَـكُّ الـسَّـبِـيَّةُ بــَعْـدَ أسْـــرٍ
فـلسطينُ الـسَّليبةُ مـِنْ عِـداهـا
***
ويَـنْـثـالُ الــهـلالُ يــزيـلُ عَـتـْمـاً
ويـَحْـتَضِنُ الـصَّليبَ عـلى ثـَراهـا
***
ويـَـصْــدَحُ فَـــوْقَ أقْـصــاهـا أذانٌ
لِـيَفْضَحَ فـي الـبَرايا مَـنْ سَباهـا
***
ألا لَــيـْـتَ الـعُـروبـَةَ مـــا تـَـعَـرَّتْ
وعَـرَّتْـنـا ومـــا انْـفَـكَّـتْ عُــراهـا !
***
=========
محمود الضميدي
=========

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو