التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الـــمـــســرح كمـــا يجـــب أن يـــكون ومـــا هــــو كــائــــن بالفـــــعل بـــقــلـــم د/ طارق رضوان


الـــمـــســرح كمـــا يجـــب أن يـــكون ومـــا هــــو كــائــــن بالفـــــعل
بـــقــلـــم د/ طارق رضوان
مفهوم فن المسرحية:
هو فن تمثيلي عبارة عن قصّة حوارية شائقة تمثّل على خشبة المسرح تجري على ألسنة أبطال يتحاورون وتتصارع في نفوسهم نوازع مختلفة
تنقسم المسرحية إلى:
مسرحية شعرية : تعتمد الشعر لغة للتعبير والتصوير .
ومسرحية نثرية: تتخذ النثر المسترسل لغة للحوار والتصوير .
وللمسرح ثلاثة أشكال هي: المأساة ( التراجيديا) وهي مسرحية درامية تنتهي عادة بفاجعة الموت ـ
والملهاة ( الكوميديا): وهي مسرحية هزلية تختتم بنهاية سعيدة ـ
والمغناة( الأوبرا) وهي مسرحية مأساوية عادة تغنى فيها الأدوار رفقة الجوقة الموسيقية.
المسرحية لم توجد لتقرأ بل لتشاهد ، وهي أقرب ألوان الأدب إلى الحياة لأنّها الصورة الحقيقية لأوجه البشر في سلوكاتهم وطبائعهم .

ـ ظهور المسرح وعوامل تأخّره في الأدب العربي:
المسرحية فن دخيل إلى الأدب العربي دخل في منتصف القرن التاسع عشر (19)م وهذا التأخر كان لأسباب موضوعية منها:
1 ـ المسرح الإغريقي مليء بما يتنافى والعقيدة الاسلامية للعرب من عالم خرافي مليء بالتماثيل والآلهات
2ـ ميلهم إلى الشعر الغنائي وافتخارهم بفصاحتهم وشعرهم . ـ افتقادهم للمسرح فالعرب كانوا أمة ترحال والمسرح يتطلب الاستقرار
3ـ اهتمامهم انصبّ قديما على ترجمة العلوم فقط .
4ـ المسرح يحتاج إلى شخصية المرأة على الخشبة وموضوع ظهور المرأة أمام الجمهور يتعلق بشرف العربي.
خصائص فن المسرحية:
ـ قصة تمثيلية فيها الحركة وتكتب لتمثل تقوم على:
1ـ الحدث: أقوال وأفعال تجسدها الشخصية عن طريق التمثيل
2ـ الشخصيات: الممثلون الذين يقومون بالحركة في المسرحية
3ـ الموضوع ( الفكرة) المشكلة المطروحة ويجب أن يكون واحدا.
4ـ البيئة : تخضع للمكان الواحد والزمن المحدد
5ـ الحبكة الفنية: التصميم العام لسير الأحداث وتسلسلها لتكوين العقدة ويظهر الصراع وتأتي النهاية
5ـ الحوار: العمود الفقري للمسرحية يتميز ب: مطابقته للواقع ومستوى الشخصية ـ سهولته وحسن تسلسله ـ التراوح بين الطول والقصر ـ حياد المؤلف
تجاهه ـ ارتفاع مستواه على الأحاديث العادية ـ توفره على ايقاع موسيقي ملائم ـ استخدام العامية
6ـ الصراع المتنوع : الداخلي بين نوازع النفس والخارجي بين شخص وآخر
ـ تتنوع إلى مأساة وملهاة ومغناة .

1 -التمهيد : وهو الجزء الأول من المسرحية يمهد فيه الكاتب للمسرحية ويعرف بالشخصيات وأعمالهم. أما البيئة فيصورها عن طريق الحوار.
2ـ العقدة وهي العنصر الأساسي في بناء الحبكة الفنية وتنشا عن المعوقات أو الصراع الذي ينشا بين قدوتين متعارضتين تثير عند الجمهور الرغبة في انتظار الحل.
3ـ الحل : وهو النتيجة التي تصل إليها أحداث المسرحية.

4ـ الزمان والمكان : وهما البيئة التي تدور فيها أحداث المسرحية، زمان المسرحية قصير ومكانها محدود.
5ـ الشخصيات : وهم الممثلون الذين يقومون بالحركة المسرحية. ويشترط فيها الثبات وعدم التناقض مع الواقع.
6ـ اللغة وسائل التعبير المسرحي متعددة ، الحوار ، الملابس، الأضواء، الأثاث، الحركة، ولكل فرد لغته الخاصة وهذا ما أطلق عليه النقاد الواقعية في المسرح. من الكتاب من اختار العامية ومنهم من فضل الفصحى وآثر البعض الآخر المزج بين العامية والفصحى.
الفرق بين المسرحية والقصة
المسرحية كما هو معلوم تشترك مع القصة في اشتمالها على الحادثة والشخصية والفكرة ولا تتميز عنها إلا في اعتمادها على الحوار كوسيلة وحيدة للوصف وعرض الأحداث. وبقدر ما يكون الحوار مطابقا للشخصيات سهلا واضحا يتوفر على إيقاع موسيقي مناسب، لا تطغى عليه روح المؤلف طغيانا يفسده، بقدر ما يكون ناجحاً. و إذا كان الحوار هو مظهر المسرحية الخارجي فان مظهرها الداخلي يتمثل في الصراع الذي يجب أن يكن محبوكا بشكل طبيعي لا تصنع فيه.
من مميزات المسرحية الناجحة .

- أن تكون هادفة وتخدم العرض المسرحي والمشاهد على حد سواء .
- أن تكون شاملة ومنفتحة وتوائم المؤثرات السمعية والبصرية والحركية .
- أن تتسم بالجودة الجمالية والفنية .
- أن تكون مشوقة وممتعة للمشاهد .
- أن تكون مؤثرة وعلى جانب كبير من الدهشة لتشد انتباه المشاهد..

ـ مكانة المسرح و دوره :
يحتل لدى مختلف الشعوب مكانة مرموقة ، فهو دليل على الرقي الاجتماعي والحضاري ، فهو أبو الفنون نظرا للدور الذي يلعبه على مستوى تثقيف الفئات الشعبية وتنمية ذوقها الجمالي ، فهو ترجمان لحياة الناس باختلاف أمزجتهم وسلوكاتهم ، يصوّر المجتمع وأخلاقه برسالته الاجتماعية فيعرض ظواهره الايجابية والسلبية ويشخصها على الخشبة التي تعطي تأثيرا سحريا على المشاهد . وأجمل ما في المسرحية أنّها تكتب لتمثل ويشاهدها الجمهور بأنواعه فهي في خدمة الإنسان وفي خدمة قضايا الأمة ، يكتبها الأدباء ويمثّلها فنانون مختصّون .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو