التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سكن الصيف بيننا بقلم الشاعر عيسى حداد



سكن الصيف بيننا

احتضن الورد
وابتهج الفجر
وشق نور الصبح المفارق
احتضنني الليل لساعات
من سفيرة باريس
وملكة جمالها
ورافقني البدر سهري
اطلت النافذة علينا بالأمل
واستقطب الباب التفاؤل
تجملت مرآتي
بخاطرتي وقصيدي
وشمعتي ندهت
بقايا الغروب للذاكرة
سألت المساء
عن ذاك الحلم الجميل
اين سيمكث ليله
ايقنت الروح
ان نسيم الصيف عليل
اتى ليداعب الاناهيد برفقتي
جاءنا زائر التوقعات
كتب حكايتنا من بدايتها
بارك كل الضحكات
وزع جملة الابتسامات
سرح ضفيرة الغزل لحبيبتي
واساح معي الكحل الاسود
سمحت له التلاعب بيننا
لانه نسيم عجلوني رفيقي
ولا احلى من صحبته للفجر
كحل عيون الشوق
ابتهج لاحمر الشفاه
وللثوب الوردي ضرب سلاما
رسم قبلة عمياء لم يعلن مكانها
جدول مواقيت اللعب
حسب تدفق الاشواق الملتهبة
واخذ دوره اللطيف
لتوزيع الهدايا
باوقات الاحتضان
والدغدغة المشوقة
قال لصمت الصيف انهض
حان السهر الحنون
الورد صاحي يغازل الاقمار
والعصافير تنده المواويل
والشموع تذوب لهفات الحنين
هناك امرأة حسناء اشتهت الرفقة
طلبت كأس خمرها بخجل
اسكرها الحسن مرتين
ارتشفت نبيذها العجلوني
قالت هذا من وطن
جميل فيه صنع
ومن دواليها تعتق
انا ملك يديك فامضي بي للحلم
هفهفها النسيم من باب الواد
نظرت الى سجل الايام
قالت سجل مواعيدي
بين احضانك حبيبي
الكل اختمر
النبيذ معتق من كرمي
سكرت اسمهان
خالطها الاندماج حبيبها
خالطتهما القهقهات سويا
هبات النسيم
ليل عجلون ساحر ويبهر
القمر صاحي يرافقنا
رمت الامتعة العتيقة
لتلبس ثوب حلمي
وتكسير الكؤوس
واللوز العجلوني
الحضن دافئ
والنسيم لطيف
رحلة العمر تزهوها
قصائدها اليوم
واشعار حبيبتي
تساجلني من شفتيها
درر تسترسل الهوى
وتبوح الغرام بتنهد
اين كنت منذ حداثة العمر
ايها العاشق الملهوف
لما لم تاتني مبكرا
كثيرا من ايام عمري
راحت سدى علي بدونك حبيبي
لم اتوقع هذه العلاقة ان تصل بنا
الى هذا السهر الجميل
والعناق المتواصل
المشتعل بوهج البدر
يداك فكفكت كل اربطتي
الممنوعة اللمس
وحدك انت حبيبي
من اجتاز كل هذا الامر
وتخطى جميع الحواجز
من على مسارح صدري
وكتب على هويتي اسم اخر
ساحة الخصر مطوبة لك
من الان فامتلك طابها
الممنوع بترخيصي انا
انا هي من سمحت
لك التجول بحدائق
صيفها الملون بعذوبته
فقط كل ما كان ينقص ظفيرتي
خمر عجلون
ومشط اصابعك اللعوب
وسهرة ببيروت تجمعنا بين الروابي
وعاشقين مثلنا يحملان نفس الاسمين
وكراسة تدوين عمياء
تعجن خبز الاحداث عليهما
وماء التواصل على جنبات السهر


الشاعر
عيسى حداد
رحلة العمر













تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو