التخطي إلى المحتوى الرئيسي

( الشاعر أبو جعفر بن سعيد الأندلسي ) بقلم د فالح نصيف الحجية الكيلاني

موسوعة شعراء العربية
المجلد السادس\ الجزء الثاني
شعراء العربية في الاندلس
بقلم د فالح الكيلاني
( الشاعر أبو جعفر بن سعيد الأندلسي )
أبو جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد بن خلف بن سعيد ينتهي نسبه الى الصحابي الجليل عمار بن ياسر ..
ولد في قلعة (بني سعيد) بالقرب من( غرناطة) و نشأ فيها وانتقل الى غرناطة وكان محباً للأدب والشعر وله حظ بارع في كتابة الأدب ونظم الشعر . وكان شاعرا ووزيرا عند الخليفة عبد المؤمن .
وكان قد عشق الشاعرة حفصة الركونية وتوله بها وكان بينهما شعر جميل وفيها يقول :
أي شغل عن المحب يعوق
يا صباحاً قد آن منه الشروق
صل وواصل فأنت أشهى إلينا
من لذيذ المنى فكم ذا نشوق
لا وحبيك لا يطيب صبوح
غنت عنه ولا يطيب غبوق
لا ونل الجفا وعز التلاقي
واجتماع إليه عز الطريق
وبادلته الحب والشوق وكانت تقول فيه :
زائرا قد اتي بجيد الغزال
مطلع تحت جنحه للهلال
بلحاظ من سحر بايل صيغت
ورضاب يفوق بنت الدوالي
يفضح الورد ما حوى منه خير
وكذا الثغر فاضح للالئ
ما نرى في دخوله بعد اذن
او تراه لعارض في انفصال
ويقول فيها:
أتاني كتابُ منك يحسدهُ الدهرُ
أما حبره ليل أما طرسه فجر
به جمع اللَه الأماني لناظري
وسمعي وفكري فهو سحر ولا سحر
ولا غرو إن أبدى العجائب ربه
وفي ثوبه بر وفي كفه بحر
ولا عجب إن أينع الزهر طيه
فما زال صوبُ القطر يبدو به الزهرُ
ويبدو ان هذا الحب سبب هلاكه اذ حدى ب (ابي سعيد عثمان بن الخليفة الموحدي عبد المؤمن ) ان يحسده عليه او يعذله فيه وحا ول كسب ود قلب الشاعرة (حفصة) اليه لعله يستأثر به لكنها ردعته ولما لم يتمكن من ذلك وشعر شاعرنا ابو جعفر بالامر فادى الامر الى كراهية بينهما ويتحدث عن نفسه فيقول :
من يشتري مني الحياة وطيبها
ووزارتي وتأدبي وتهذبي
بمحل راع في ذرى ملمومة
زويت عن الدنيا بأقصى مرتب
لا حكم يأخذه بها إلا لمن
يعفو ويروف دائماً بالمذنب
فلقد سئمت من الحياة مع امرىء
متغضب متغلب مترتب
الموت يلحظُني إذا لاحظته
ويقوم في فكري أوان تجنّبي
لا اهتدي مع طول ما حاولته
لرضاه في الدنيا ولا للمهرب
اضطر ابو سعيد الى قتل حبيبها الشاعر ابي جعفر بن سعيد ليخلو له الجو الا ان هذا القتل خلّف في قلب الشاعرة الكراهية له والحقد عليه .
قتل الشاعر ابو جعفر في سنة \559 هجرية - 1164 ميلادية من قبل السيد (أبو سعيد عثمان بن الخليفة عبد المؤمن) في صراع على حب الشاعرة (حفصة الركونية ).
اغلب شعره في الغزل وكذلك ابدع في نظم الموشحات الاندلسية ومنها هذا الموشح:
ذهَبت شمسُ الأصيل فضة النهر
أي نهرٍ كالمدامه
صيّر الظل فدامه
نسجته الريحُ لامه
وثنت للغصن لامه
فهو كالعضب الصقيل خف بالشفر
مضحكاً ثغر الكمامِ
مبكياً جفنَ الغمام
منطقا ورق الحمام
داعيا إلى المدام
فلهذا بالقبول خط كالسطر
حبّذا بالخور مغنى
هي لفظ وهو معنى
مذهب الأشجان عنّا
كم درينا كيف سِرنا
ثم في وقت الأصيل لم نكن ندري
قلتُ والمزجُ استدارا
بذرى الكاس سوارا
سالباً منّا الوقارا
دائراً منّا الوقارا
صاد اطيار العقول شبكُ الخر
وعد الحبّ فاخلف
واشتهى المطل فسوف
ورسولي قد تعرّف
منه بما أدري فحرّف
باللَه قل يا رسولي لش بِغب بدري
ومن شعره فيها هذه الابيات:
إلى القلعة الغراء يهفو بي الجوى
كان فؤادي طائر زم عن وكر
هي الدار لا أرض سواها وإن نأت
وحجبها عني صروف من الدهر
أليست بأعلى ما رأيت منصة
تجلت بحلي كالعروس على الخدر
لها البدر تاج والثريا شنوفها
وما وشمها إلا من الأنجم الزهر
أطلت على الفحص النضير فكل من
رأى وجهة منها تسلى عن الفكر
امير البيــــــــــــان العربي
د فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــد روز

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو