التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شام اهات طفلة مغتصبه--بقلم الشاعر عامر ناصيف

( شام آهات طفلة مغتصبة )

على باب الخيمة
أمي تركتني
الله معك يا شام
قالت لي
خطفني كلب
لم أدري
أرض ما كانت تحملني
لعبتي ضممتها
إلى صدري
وضمتني
أخذني بعيدا
وراء الشمس
حيث ليل من قبل
لم يأت
أخذني والموت يلاحقني
قلبي في خوف يبكيني
وشام يا أمي
وأنا ما جاوزت العاشرة
من عمري
سيارة جنازة سوداء
بلون الموت أقلتني
لأول مرة يا أمي
أرى كلبا مبتسما
دماؤه من بين الأنياب
أخافتني
لونت فستاني الأبيض
ذاك الذي
أمي يوم العيد
أهدتني
ما عاد المسك في جسدي
أمي يخبرك
أني طفلتك الحلوة
فسواد الحطب
قد سرق
شموع سنواتي العشرة
وبعد مسيرة من موت
وصلنا إلى باب القبر
باب المسلخ أوصده
لم ارى من بعد ذاك اليوم
قمر الله يضحك لي
أو ورد الحقل يبكيني
لازلت أذكر أمي
أخي على باب خيمتنا
أمسكة مرة ويمسك بي
أبكيه كثيرا ويبكيني
أمي أسمعه يناديني
أختي أختي
أين ذاك الموت يأخذها
أمي في غرفة الموت ادخلني
والباب وهو يغلقه
صريره كان يبكيني
ثوبي الأبيض مزقه
من قبل قلبي قطعه
كان الله يراني
لن انسى نظرات اللعبة
في عينيها
صلوات الله تحفظني
مدت يدها في خوف
عساها اليوم
بفضل الله تحميني
لكن الذئب بقسوته
ألقاها بعيدا عن صدري
في الأرض
رأيت دمعها يبكيني
أمي من تحت المئزر
أخرج لي شيئا
لأول مرة أشاهده
شيء بلون الموت أرعبني
قال شام
يا زوجتي الصغرى
لا تخشي هو حلوى
مني إليك أعطيك
هو قط لك اخفيه
افتحي ساقيك
خليه يدخل في شوق
دعيه ينام في بيته
غرفتك الصغرى تكفيه
ذاك القاتل أدخله
صرخت
صراخ عيني يتبعه
سيخ النار أدخله
حتى القلب أدماه
قال وكان يشتمني
لا تعلي صوتك يا كلبة
كي لا يصحى ضمير
إن كان ضمير في الأمة
على وجهي كان يصفعني
الكف أخرس آهاتي
شيء أحمر ناري غرقني
غرق ساقي الغضة
ثوبي اراه بالأحمر
بالأمس قد كان أبيض
بعد طعنات الموت
القاني على الارض
كأني خرقة مقطعة
لم اجد بعد ذلك
سوى لعبتي الحلوة
إلى صدري عاودت الضم
ورحت اسألها في دمعة
عن هذا الموت
بلون الغدر
لكن ما كانت لتجيب
أخرسها صمت دموع
صغيرتها الغضة
اعود إليك يا امي
بعد خمسة أشهر
في كفني
بعد موتي في غربة
لعبتي لازالت تصاحبني
تحضنني مرة واحضنها
لكن أمي
شيء ما في بطني يتحرك
كأنه موت أو سحر أسود
كأن في قلبي كرة
أحد ما يركلها
أمي في كل صباح
أراه يزداد ويكبر
أمي
سمعت نسوان في خيمة
لا تبعد عنا تقول
عادت تلك الكلبة حبلى
لا ندري في بطنها
ذكر كان أو أنثى
أمي لما بطني
أصبح كالكرة
ولما كل صباح
أصاب بدوخه
ولما الطعام أخرجه
ولا اطيق الماء بشربة
دمعتي من خمسة أشهر
لم ارها
سرقها كلب أسود
مثلما سرق
أيامي الحلوة
أمي كيف أكون
أما مثلك
وأنا في عمري
ما جاوزت العشرة
كيف تكون ابنتك أما
وهي صغيرة
كيف تكون شام أما
وهي طفلة في اللفة
=============
عامر محمد فاتح ناصيف
القط الشامي
دمشق القدس حلب
السبت 09.09 صباحا
2014-08-30

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو