الموت الحلقة الثانية بقلم محسن الوردانى
===========
الغريب فى أمر بنى البشر أن البعض أتخد الموت أمرا ً للسخرية والأكاذيب والخرافات فمثلا ينتشر بصعيد مصر قصة (الصاروخ) والصاروخ عند البعض هو عفريت لمن يموت فى حادثة فعند البعض يوجد مكان من يقتل فى حادثة صاروخ يخرج ليلا ليهاجم الاحياء ليقتلهم او يفتك بهم او قد يبتلعهم او يمتص دماءهم وهنا يحضرنى أحد المواقف وانا فى المرحلة الابتدائية حيث كنت اسكن بجوار محطة السكك الحديدية بأحدى قرى عروس الصعيد محافظة المنيا وفى أحد الأيام ارسلتنى والدتى لشراء بعد الاشياء من القرية فما كان منى الا لبيت نداء ست الحبايب وذهبت لاشترى ما طلبت منى سالكا طريق ترابى يمر بجوار محطة القطار وهو أحد الطريقين اللذان يمكن الوصول عبرهما لمنزلنا وعدت من نفس الطريق لأعطى والدتى ما طلبته ثم أنطلق لحديقة المنزل المملوءة بالخيرات لأنعم بالجو الجميل والطبيعة الخلابة وأصوات الطيور التى تملأ القلب ساعدة وبهجة وفى هذه الاثناء اسمع صوت بعض أصدقائى يسأل عنى أحد أخوتى فيرد عليهم وهو لا يدرى أنى بالحديقة أنى بالخارج ليتوجه زملائى للعودة مرة أخرى لمنازلهم وهم واهمين نفسهم بأنه من الخير العودة بسرعه حيث حدثت الكثي من الحوادث على قضبان السكك الحديدية مما قد يؤدى لظهور صاروخ لأحد القتلى ليهاجمهم أما انا فقد أردت اللاحق بزملائى فأتخدت الطريق الترابى ليكون اسرع فى اللاحق بهم ثم اصعد من منتصف الطريق الترابى لاصل للطريق الاسفلتى والذى هو عبارة عن رصيف محطة السكك الحديدية وفعلا كدت أن الحلق بهم ولكن عندما بدأت الصعود لكى اصبح على رصيف المحطة لمحنى أحدهم وهو لم يتبين ماذا رأى فقد لمح شيئا يتحرك أو يصعد فقط دون أن يتأكد ماهو هذا الشئ أو هذا الشخص فصرخ صاروخ وجرى الزملاء مسرعين وفشلت بالطبع فى اللاحق بهم ولكن المضحك فى الامر أن كل منهم أخذ يروى الامر بشكل مختلف فى اليوم الثانى للزملاء بالمدرسة فمنهم من قال انه ظهر له صاروخ وامسك به وكاد أن يقتله ومنهم من أكد أنه ظهر له شبحا ضخم مخيف المنظر له جناحان وانياب ومخالب ومنهم من التزم الصمت خوفا مما حدث وكان الزملاء بالمدرسة يسمعون لهم مصدقين مؤكدين على صدق كلامهم وأن هذا يحدث منذ سنوات وسنوات . فما كان منى الا ان أخذت اضحك واضحك لاحكى لهم انى كنت من ظهر لهم وانى كنت اريد اللاحق بهم لاستضيفهم فى منزلى وارحب بهم وان الاشباح والصواريخ ما هى الا اوهام من صنع خيال الانسان . فأنطلق الجميع ضاحكين ساخرين منهم ومما نسجه خيالهم من قصص مبنيه على الاوهام والخرافات .
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .