عودة المرحوم -قصة حقيقية
ذهبت الى اداء واجب عزاء لصديق فى وفاة اخيه الشاب--الذى مات فى حادث-- فقد دهسته سيارةمسرعة اثناء نزوله من اتوبيس وهو قادم من وحدته العسكرية الى قريته --- كان الحزن يخيم على القرية-- الكل يبدو عليه الاسى-وجدت المندرة مكتظة باهل القرية -كنت اعرف طقوس العزاء - ولفت انتباهى ان الكل يقول اللهم اغفر لها وا رحمها بصيغة المؤنث- وانا عندما قلت اللهم اغفر له وارحمه بصيغة المذكر لاحظت علامة الاستنكار فى الوجوه- جلس بجوارى صديقى واخذت اواسيه تقدم شاب وسلم على قدمه لى صديقى على انه شقيقه- تعلثمت وقلت -ميين بصوت مرتفع لفت انتباه كل من فى المندرة -اعلم ان شقيقه الوحيد هو صاحب الماتم-لاحظ صديقى ارتباكى استاذن من الحضور بانه ذاهب الى المقابر لقراءة الفاتحة واخذنى معه كانت عدة اسئلة تدور فى راسى ورغم ذلك لم اجد ما اقوله - وقف امام شاهد قبرين حديثين -سالته قبر من هذا الا خر قال هذا قبر امى والثانى قبر اخى اللى سلم عليك فى المندرة - اكمل انا حسيت انك مش فاهم حاجة- اثناء نزول اخى اجازة من الجيش- سرقت محفظته بالاتوبيس- واثناء نزول اللص السارق من الاتوبيس مسرعا دهسته سيارة مسرعة غيرت معالم جثته و فى المحفظة وجدو كارنيه اخى وعنوان وحدته اتصلوا بهم واستلمت الوحدة الجثمان وكلف ضابط وعشرة جنود بتوصيل الجثمان الى قريته قاموا بالاتصال بقسم الشرطة المركز ثم اتصل المركزبعمدة القرية - تحملت امى الصدمة ودفنت ابنها دون النظر اليه لان الجثة كانت مشوهة-لم يجد اخى نقود للمواصلات- وقضى اجازته عن صديق له بالقاهرة وعندما عاد الى وحدته كان كل مايراه من زملائه يصرخ ويجرى- وهو لايعلم شئ- اخذوه الى قائد الكتيبة- وشرح له ماحدث
قام قائد الكتيبة بعمل تصريح له وامره بالنزول فورا وقال له انت اصلا مش على قوة الجيش انا بقوم باجراء عمل معاش لك معك اسبوع اجازة-وصل اخى البيت بالليل من سوء الحظ- فتحت امى له الباب - وجدت ابنها المرحوم امامها فسقطت جثة هامدة
حسين الوردانى------------27-8------2016
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .