التخطي إلى المحتوى الرئيسي

** عميد فن الملحون :الحاج الحسين الثلالي **سمية مسرور



إذا كانت الموسيقى لغة الشعوب فإن وصولها للقلب و الحفاظ عليها أمانة تحملها الأجيال كثرات و إرث يميز كل مدينة و دولة، أما الملحون فهو فن تميزت به المملكة المغربية عن مختلف البلدان العربية فهو يعتبر إحدى أهم الروافد الفنية المغربية منذ أكثر من ستة قرون . هو فن و نغمة و كلمة لها خاصة إستثنائية بمواويل أصلية بما يحمله القلب الإنساني . لهجة عامية هو يأخذ أداته منها ومضامين اللغة الفصحى بكل مقوماتها شعرا و نثرا كمادة متنوعة إختلافاتها بين : المديح النبوي و السلام و الإنساني و الرثاء و العشق و غيرها ....
هذا فن الملحون المغربي الأصيل الذي بدأت تظهر معالمه خلال عهد الموحدين كبر في كل من سلجماسة و تافيلالت فتطور بين مراكش و فاس و مكناس و سلا . 
الشيء الذي كون الملحون فنا شعريا و إنشاديا و غنائيا متميزا في المغرب من خلاله تم صعود أسماء كبيرة تبقى خالدة في الذاكرة الشعبية مثل سيدي عبد القادر العلمي و سيدي قدور العلمي وغيرهم ... 
إذا كنت إبن مدينة عتيقة و عشت في شوارعها البسيطة التي تطبعها الشعبية فلابد أن يؤثر فيك ذلك هذه حكايته من وسط تطبع هذه الصفات كانت إنطلاقته ليبصبح إحدى أهم كبير مؤسسين مدرسة قائمة بذاتها إنه :
** عميد : فن الملحون : الحاج الحسين الثلالي **
إبن القرية تسمى الثلال وفي سنة 1924 شهدت وجوده على أرضها التي كانت تبعد عن الإسماعيلية مكناس بحوالي كيلومتين كير هذا الشاب وهو يساعد والده في الفلاح بحكم أن جهة التافيلالت أرض فلاحية بامتياز ، عاش الحاج الحسين وسط أسرة لا تؤمن إطلاقا بالموسيقى . 
خلال فترة الخمسينيات قرر الخروج من القرية متوجه للمدينة مكناس و استقر تحديدا في مدينتها القديمة التي تطغى عليها العمارة الإسماعلية إنسابا لحكم السلطان المولى إسماعيل لها لسيقر عند إحدى معلمين فن الملحون وهو الأستاذ : عبد الكريم الخياطي و اشتغل بائعا للورود و بما كان يربح إشترى عود ليتدرب عليه حتى أصبح من أكبر عازيف الملحون في تلك الفترة . 
عشق الكلمة الأصيلة البسيطة التي لها عمق كبير في المعاني تلك هي صفة القصيدة الملحونية أو قصيدة الملحون بعد الإستقلال تم إنشاء جمعيات بمختلف الفنون للحفاظ على الهوية المغربية فكانت في مقدمتها الطرب الأندلسي و الملحون بعد حخاء الحدث الآليم وهو زلزال الأكادير حيث كانت ثبت على أمواج الإيذاعات الوطنية كثيرا الشيء الذي ساهم في سهرته و بعد تأسيس الفرقة الوطنية للعزف و الموسيقى للملحون عاش صوت مكناس فترة ذهبية ليمثل المغرب بإسم هذا خارج المغرب في المحافل الدولي أولها سويسرا و ألمانيا و فرنسا 
الحاج الحسين الثلالي هو ذاك الرجل البسيط الذي لم تغيره الأضواء يوما و وفاء لأصوله عاش في مكناس ودرس الفن الذي قضى حياته في صناعته و جعل له هوية كبيرة لا تموت و في نفس الوقت . 
هو الرجل الذي إرتبط إسمه بالورود في قصيدة بائع الورد تجد حكاية هذا الإنسان الذي طبع فيه السهل الممتنع رغم المعاناة و الصعوبات تمسك الحاج الحسين بالملحون حتى نال ما أرد بل ربما أكثر مما كان يتوقعه . إن مكناس إذا يوما سميت في أرض الملحون فإن هذا الفضل يعود لله و هذا الإنسان العظيم و الكبير و البسيط الذي كان لا يحب الإعلام و حبه هو الجلوس إما في المسجد أو في بيت الملحون أو بيته تجده في كل الأوقات رفقة عوده يطرب نفسه و يسقيها بالحب الفن الذي صنع الكبار و هو أولهم 
عن مسار إبداعي فاق 40 سنة و سن 70 سنة نجح في خلق المؤسسة الثلالية القائمة بذاتها و في يوم 7 دسنبر 1998 رحل عن عالمنا الحاج الحسين الثلالي في أرض مكناس لكنه ترك إسما كبيرا إسمه
عميد الملحون الحاج الحسين الثلالي
توقيع / سمية مسرور
30 ماي 2015 
مكناس - المملكة المغربية -

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو