التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مدارس الفصل الواحد خيال ليست حقيقة سعيد ناصف


يوجد كيان موجود بمديرية التربية والتعليم بالغربية وجميع مديريات التربية والتعليم بالجمهورية يسمى إدارة الفصل الواحد كما يوجد في كل إدارة تعليمية , وهذا الكيان مسئول عن مدارس الفصل الواحد التي تقام في القرى ، وبكل مدرسة يوجد مدرس لكل ماده من المواد الدراسية بالمرحلة الإبتدائية وهذه المدرسة عبارة عن فصل واحد بمساحة 50 متر ومجهز بما تحتاجه العملية التعليمية من معدات وأجهزة كهربائية منزلية وماكينات خياطة وتطريز وتريكو وأدوات اقتصاد منزلي .والغرض من إنشاء هذه المدارس أن يعود المتسربون من التعليم أو التلاميذ الذين لم يتقدموا للمرحلة الإبتدائية نظرا لظروفهم المادية أو الأسرية إلى التعليم مرة أخرى ، حيث تستقبلهم مدارس الفصل الواحد , ويتراوح أعمار هؤلاء التلاميذ مابين 8 إلى 14سنة بمراحل عمرية مختلفة ويتلقون جميعهم التعليم داخل فصل واحد. وتقع هذه المدارس في القرى والنجوع النائية البعيدة عن التكتلات العمرانية الكبيرة أو في الأماكن الأكثر فقرا .
إذا فالهدف الأساسي من إنشاء هذه المدارس هو الحد من الأمية وإلحاق الطلاب الذين لم ينالوا حظهم لأي سبب كان من الإلتحاق بالمدارس الرسمية وتوصيل الخدمات التعليمية لهم في مناطقهم النائية. وتوجد في محافظة الغربية عدد كبير من مدارس الفصل الواحد، حوالي 90 مدرسة، جميعهم في الريف ، بكثافة حوالي 1800 تلميذ، ويبلغ نصيب الإناث أكثر من الذكور في هذه الفصول.والهيئة القائمة على هذه المدارس = 90 مدرسة × متوسط 5 مدرس ومدرسة = 450 مدرس ومدرسة + 90 مدير مدرسة + 90 إداري + 90 عامل = 270 + [ 10 إدارات × 4(1 مدير مرحلة +2موجه + 1 إداري =40) + مدير إدارة التعليم المركزي + مدير مرحلة + 4 موجه + 2 إداري = 8 ليصبح عدد من يخدم (1800 تلميذ ( 450 + 270 + 40 + 8 = 768 فرد ] في حين لم يحضر في اليوم أكثر من تلميذ أو تلميذين في المدرسة الواحدة .ولك أن تتخيل إذا كانت نسبة الحضور في امتحان نصف العام الدراسي 2014 / 2015 للصف السادس 62%(هذه النسبة مأخوذه من النتائج المعلنة رسميا ) فكيف كان الحال في أيام الدراسة وأن عدد من حصلوا على مقبول فأكثر فستجد العجب العجاب بأنه لم يحصل أي منهم على تقدير فالكل دون المستوى .
كذلك من نماذج الخلل أن أغلب مدارس الفصل الواحد بالغربية تقع في قري بها مدارس إبتدائية، بل إن بعضها يعمل بداخل المدارس الإبتدائية نفسها !! ... فضلا على أن المعدات والأدوات الموجودة بكل مدرسة لا مثيل لها في مدارس المرحلة الإبتدائية من حيث الجوده , وموجود بالكراتين كما هى بحالتها التى جاءت بها , وهذا إهدار للجهد والمال العام ، فلماذا لا يدخل طلبة الفصل الواحد المدرسة مباشرة وينضمون للمنظومة التعليمية بأي طريقة، مادامت قد توافرت المدرسة بكل كوادرها فى نفس المنطقة؟ .كما أن معظم معلمات الفصل الواحد غير متخصصات، حيث تقوم معلمة واحدة بتدريس المناهج المختلفة في وقت واحد علما بأن المناهج تحتاج إلي معلمات متخصصات في كل منهج علي حده، أو توفير معلمين على مستوى إعداد خاص يستطيع أى واحد منهم تقديم كل تلك المناهج الأولية الأساسية للطلبة.
فمدارس الفصل الواحد على مستوى الجمهورية تنفق أموالا كثيرة ولا عائد لها فلا المتسربون عادوا ولا التلاميذ تعلموا !! فمدارس الفصل الواحد إحدى الأمثلة المؤسفة على كيفية إفشال فكرة جيدة وأهدافها سامية من الظاهر وباطنها العذاب وذلك بسبب الفساد والبيروقراطية الموجوده بالتربية والتعليم فى مصر .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو