التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التجربة الفرنسية فى مجال السياحة بقلم محسن الوردانى



استوقف انتباهى خبر غريب من نوعه حدث فى فرنسا ألا وهو اغلاق برج إيفل ظننت للوهلة الأولى أن أغلاق البرج للتطوير او لحدث جلل لكن من خلال قرائتى للخبر عرفت ان سبب الغلق هو تفاقم مشكلة النشل والنشالين في محيط البرج إيفل الأمر الذي دفع الموظفين إلى الإضراب احتجاجاً، والمطالبة بنشر أعداد إضافية من رجال الشرطة، في محيط أبرز معالم العاصمة الفرنسية باريس.وطبقا للإحصاءات الحكومية تعد فرنسا المقصد السياحي الأول في العالم، إذ يزورها نحو 85 مليون أجنبي سنوياً.وفى هذا الخبر استرعى انتباهى جانبين الاول الأول هل نجرأ أن نتخذ قرارا بأغلاق معلم سياحى بسبب النشالين وما اكثرهم الأن ليس النشالين فقط بل الشحاذين ايضا والامر التانى هو ان برج ايفيل يزوره فقط نحو 85 مليون سائح اجنبى وهو اكثر من سبعة عشر ضعفا لزوار الاهرامات احدى عجائب الدنيا السبع بل وسبع امثال  عدد السائحين فى مصر كلها . اولا يجب ان نعرف ان  عدد السائحين حول العالم مليار و35 مليون سائح.. والعائدات تريليون و75 مليون دولار. تأتى فرنسا فى المرتبة الأولى فى اكثر الدول استقبالا للسائحين تليها الولايات المتحدة الامريكية ثم الصين اما عن مصرنا الحبيبة فتحتل المركز ال22 فى ظل الأوضاع الراهنة وهذا كله يطرح سؤالا هاما ماذا تملك هذه الدول اكثر من مصر وماذا فعلت لكى تحقق معدل سياحة عالية ولم نفعله نحن فى مصر سيقول قائل الوضع اختلف بعد 25 يناير فتدهورت حركة السياحة فى مصر . نعم اتفق معى فى ذلك ولكن اختلف معك فى شئ اخر ان مصر بأمكاناتها السياحية لم تصل للمركز الذى تستحقه على الخريطة العالمية لكن تعالى معى ندرس ماذا تفعل فرنسا لتنمية السياحة كان اول محور لفرنسا هو عدم اهمال اى فئة من فئات السياحة فـهتمت بكل أنواع السياحة بما فيها  الأكل والرياضة والجبال وغيرها .  الأكل نعم الأكل ففى الدعايا الفرنسية للسياحة دعايا خاصة لتذوق الأكل الفرنسى الشهى واللذيذ فهل نفعل نحن ذلك ؟؟ المحور الثانى هو تنويع الوجهات السياحية بمعنى الترويج لجميع المناطق السياحية فى البلاد ولم تهمل اى منطقة فيها سواء كانت هذه المناطق مناطق اثرية ام مناطق حضرية حديثة . ثم جعلت فرنسا من حسن استقبال السائحين محورا رئيسيا يبدأ من وضع رسائل التركيب ووضع شاشات معلوماتية تخدم السائحين بخمسة عشر لغة .ويترتب على هذا المحور محورا اخر هاما وهو سهولة المواصلات باستخدام القطار السريع وزيادة اعداد القطارات للمناطق السياحية  الهامة . ثم وضعت تسعيرة ثابتة لسيارات التاكسى  التى تربط بين مطار شارل  ديجول والعاصمة باريس . كما سعت فرنسا لتطوير برامج التدريب  فى مجالات الفندقة والمطاعم والتركيز على تنمية المهارات الشخصية وممارسة اللغات الاجنبية المختلفة بهدف تحسين التعامل مع السياح .وكان اهم ما فعلته فرنسا هو توفير الواى فاى فى المناطق السياحية مجانا  مع توفير الطرق المبتكرة فى تحديد المناطق السياحية لسهولة وصول السائح اليها وهنا أؤكد كل المناطق السياحية وليس المشهور منها فقط كما نفعل نحن فى مصر نهتم بمناطق ونهمل مناطق سياحية كثيرة . ومن اهم  عوامل الجذب السياحى فى فرنسا ما يسمى مبادرة ال48 ساعة تخيل معى عندما تدعو للسياحة يومين فقط بتخفيض التكلفة على السائح مع العلم ان فرنسا وفرت أعدادا كبيرة من الفنادق والمطاعم فى كل انحاء البلاد تكفى السياحة بشقيها الداخلية والخارجية فهل نستطيع أن ندرس التجربة الفرنسية فى مجال السياحة  والتى توفر لفرنسا اكثر من مليونى وظيفة وتحقق فائض اكثر من 12 مليار يورو فى العام  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو