و آثرت الجمال
أنَا يَا وَرْدَتِــي فَـوْقَ العِتَـــــابِ
وُ حُبِّــــي مَالَــهُ إلاَّ اغْتِرَابِـــي
*
أرَاهُ هَــاهُنَــــا زَهْــــــرًا نَدِيًّــا
وَظِـــلاًّ غَارِقًـــا فِي كُـلِّ بَــابِ
*
كَأنَّـــــــي لاَ أرَى إلاَّ بِقَـــــلْـبٍ
وَأعْشَــقُ فَوْقَ أحْــلاَمِ الشَّبَـابِ
*
هُوَ الحُـبُّ الّذِي مَـــازَالَ حَيًّـــا
وَ يَرْسُمُنِـي عَلَى قِمَمِ السَّحَــابِ
*
سَأهْدِيـــهِ مِنَ الأعْمَــــاقِ وَرْدًا
أغَنِّيـــــهِ عَلَـى كُـلِّ العَــــــذَابِ
*
أنَا لَـــــوْلاَهُ مَا أمْسَـيْتُ طِفْــــلاً
وَعُمْرِي الأنَ فِي قَفَصِ الغِيَابِ
*
لَقَدْ أبْحَـــرْتُ فِي عَيْنَيْـــهِ يَوْمًـا
وَ هَا قَدْ عُدْتُ مِنْ فَوْقِ العُبَـابِ
*
فَيَـا حُبِّــــي الّـذِي غَنَّيْتُ لَيْــــلاً
أمَـا آنَ الأوَانُ إلَـى الشَّـــــرَابِ
*
أرِيـدُ وَأنْ أعِـيشَ هُنَـــا سَوِيًّـــا
وَ يَعْبَـــقَ ظِلُّنَـــا كُـلَّ الرّضَـابِ
*
تَعَالِي وَافْتَحِـي زَهْـرِي وَ قَلْبِـي
لِأُوقِـــدَ شَمْعَتِــي مِثْلَ الشِّهَــابِ
*
أنَـا بِالحُــبِّ قَـدْ أدْرَكْتُ لَحْنِــي
وَ آثَرْتُ الجَمَـالَ عَلَى الخَـرَابِ
*
لِمَــاذَا اليَـــوْمَ تَمْنَعُنِــي لِأحْيَـــا
وَأغْرِسُ مَااسْتَطَعْتُ مِنَ الكِتَابِ ؟
*
إذَا لاَ لَمْ تَجِــدْ فِي الحُبِّ مَعْنَـى
فَهَيَّـا وَ اغْتَــرِبْ مِثْـلَ الغُــرَابِ
*
فَهَلْ تَنْسَـــى بِأنَّ الحُـبَّ رَوْضٌ
جَمِيـــــلٌ فَوْقَــــهُ كُلّ الضَّبَــابِ ؟
*
يَـــــدَاهُ الآنَ تَحْمِلُنِــــي بَعِيـــدًا
كَأنِّـي طَائِـــرٌ فـَوْقَ الهِضَـــابِ
*
سَتَعْتـَــرِفُ الحَيَــــاةُ بِكُلِّ حُـبٍّ
وَ لَوْ سَقَطَ الكَثِيرُ مِنَ السَّــرَابِ
*
أعـُــودُ إلَيْـكِ يَا دُنْيَـــايَ أشْــدُو
لِنُبْحِـــرَ رُبَّمَــا قَبْــلَ انْسِحَــابِ
*
هُنَالِكَ سَوْفَ تَجْمَعُنَــا الأغَانِـي
وَيَعْلُـو صَوْتُنَـــا فَوْقَ التُّـــرَابِ
*
خُذِي الأزْهَارَ وَ الشَّمْعَ المُفَدَّى
فَكَـمْ آنَسـْتُ يَا حُبِّــي اغْتِرَابِــي
*
سَأحْمِـلُ مِنْ عُيُـونِ الكَـوْنِ حُبًّا
وَأنْثُـــرُهُ عَلَـى كُـلِّ الصِّحَـــابِ
*
لِيَذْكُرَنِـي الجَمِيـــعُ وَ لَوْ بِلَحْـنٍ
إذا أمْسَيْتُ فِي ظِــــلِّ التَّبَــــابِ
*
ألاَ يَا زَهْرَتِـــي غَنِّــي وَ غَنِّـي
وَطِيــرِي فَوْقَ أغْنِيَــةِ السَّحَابِ
*
شَرِبْتُ وَمِنْ يَدَيْكِ هَوًى وَعِطْرًا
لِأسْقِيــكِ الشَّــرَابَ بِلاَ شَــرَابِ
*
أيُمْكِــنُ أنْ تَزُورِي اليَـوْمَ خِـلاًّ
أنَا المُشْتَـاقُ فِي قَلَقِ اضْطِرَابِ ؟
*
تَعَالِي عَانِقِـي قَفَصِـي وَ لَحْنِـي
وَكُونِــي نَجْمَـــةً مِلْءَ الثِّيَـــابِ
*
أحَـــاوِلُ أنْ أعِـيشَ وَ لَوْ بِحُلْـمٍ
فَهَـــلْ مِنْ فَرْحَــةٍ بَعْدَ اكْتِئَــابِ ؟
*
سَأبْقَـى عَاشِقًــا مِنْ بَعْدِ جُـــرْحٍ
لِتَكْتَمِـــلَ القَصِيــــدَةُ بِاقْتِضَـابِ
*
أنَا كَالطَّيْــرِ أبْحَثُ عَنْ جَنَـاحِي
وَحَسْبِـــي مَا لَقِيتُ مِنَ العِقَــابِ
*
وَدَاعًـــا أيُّهَا الشَّـــوْقُ المُعَنَّـــى
سَأبْـــدَأ رِحْلَتِـــي وَ بِـلاَ جَـوَابِ
محمد الصالح بن يغلة
الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .