التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المُعلقة الأولى لأول الشعراء بقلم الشاعر علاء شكر



المُعلقة الأولى لأول الشعراء

الزمان :- بعد قيام الساعة
المكان:- لا أستطيع أن أبصره من نور الله
الحَدث :- قصيدة وجدتها فى كتابى الذى لم أأخذه بيمينى ولا بشمالى وإنما بقلبى
..............

أعجاز ناسٍ خاويةْ
........
بَسْملةٌ

بِاسْمِ القصيدةِ فى سماءِ الغَيْب يُلقيها القَرينْ
فيُصفِّق المَلكانِ فى كتفى الشمالِ وفى اليَمينْ
لأقولَ إن الشعرَ ياعشقى نبيُّ العاشقينْ

باسم الحَداثةِ والمُباشَرةِ القديمةِ والغُمُوضْ
باسم ( الخَليلِ ) وتابعِيهِ وباسم من هَجَرَ العَرُوضْ
أقرضتُ هذا الشعر روحى ، ثم ما أَوْفى القروضْ

باسم المَحبةِ إذْ أَطلَّتْ من عيونك ياصبيَّةْ
سهمٌ بعينك - ياسهامَك - فاق سهمَ البُندقيَّةْ
هل أنتِ بنت ٌ ياتُرى أم أنت ياحبى نَبيَّةْ ؟!

بِاسمِ البِلادِ إذا تُذبِّحُ دون قلبٍ عاشقيها
باسم الحروفِ إذا تُقيِّد فى سجونٍ ناطقيها
باسم المشانق حين تشنقنا..... وإنا شانقيها

ياحَضرةَ الربِ الغَفُورِ.... قصيدتى تُفاحْ
وحبيبتى حوَّاءُ تَرفعُ بالكلامِ سِلاحْ
فاغفر لعبدك - مثل آدم -عَلَّهُ يَرتاحْ

باسم الإله إذا يُعلِّم باسمِهِ الشُعراءْ
باسم المقاهى والشوارع والمَسرةِ والبُكاءْ
باسم القصيدة حين يَصعدُ شاعرٌ فوقَ السماءْ

وهناك ياقلبى لأول مَرةٍ ألقانيه
حيث الإله وحيث لا شىءٌ سوى أعماليه
خان الجميع الآنَ لكن لم تَخُنْ أشْعاريهْ

أأنا أنا.... أم ذاك ظِلُّ سَرابِيَهْ ؟!
يسرى بنور الشِعرِ حين سرى بيه

فسريتُ لكن ماسريتُ وإنَّما
الله ربُّ الحب قد أسرى بيه

لأقودَ سرب الشعر - رغم حداثتى -
وتحلق الشعراءُ في أسرابيه

وكأننى ملكٌ يُوسِّعُ مُلكَه
وكأنهم في قيدهم أسرى ليه

شربوا القصيد وقلَّدوهُ وأنكروا
لكنهم لم يشربوا أسراريه

إذ متُ إصراراً بحب قصيدةٍ
قَتلتْ... فمتُ ولم يمتْ إصراريه

أسرفتُ في سرد القوافي عامداً
حتي شَكى الإسرافُ من إسْرافيه

أَثْريْتُ كم أثريتُ إثراءً سما
والشعر أكبر من سما إثرائيه

سيَّستُ سيناتٍ وثاءاتٍ سَمتْ
لسماء موسيقى القصيدة ساميةْ

وأضأْتُ شِيناً من شموسِ بَشاشتى
لأقول:- لا شِعرٌ سوى أشعاريه

فقصيدتى نَخْلٌ يُهزُّ لمَرْيمٍ
وقصيدُهم (أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاويةْ )

إن قُلتُها صَوْب الشموسِ بنارها
ستُردِّدُ النَجماتُ خَلفى القافيةْ

وتقولُ :- قُل ْ ... إن القصيدةَ يافتى
شَيْئَانِ إمَّا حُرَّةٌ أَوْ زانيةْ

فإذا أتاكَ المَوْتُ لا تعْبأْ بِهِ
فالنَّاسُ تفنى ..والقصائدُ باقيةْ

ليقول عَظْمُكَ فى التُرَابِ لبَعْضِهِ:-
الشِّعْر ُ أكبر من أيادٍ جَانِيةْ

فالشِّعْرُ وَحْيُ الأَنْبِيا أوحى لنا
والأنبيا لا يَرْهَبُونَ الطَاغيةْ

.........

ولدٌ إذا نَظَرَتْ سَمَاءُ الحَظِّ لِى
سيصيرُ مُلْكُ الأرْضِ تَحْتَ حِذَائِيه

إنْ قُلتُ أُغنيتى لموتى يُبعثوا
ليُرددَ الأمْوَاتُ خَلْفَ غِنائيه

أَوْ قُلْتُ شِعرى للسَمَاءِ تَأَنَّثَتْ
واسَّاقَطَتْ كَيْمَا تُقبِّلَ فَاهِيَه

همَّتْ ( بِشَاتِ ) اللَّيْلِ أَلْفُ (زُلَيْخَةٍ )
وهَمَمْتُ لَكِنْ لَمْ يَجِئْ بُرْهَانيه

أَسْكَرْتُهُمْ عِشْقَاً وَلَمْ أَسْكَرْ بِهِ
كالخَمْرِ لم تُسْكِرْ زُجاجَ القَانيه

عَيْنَايَ شَيْطانٌ إذا نَظَرَتْ لَهُ
بنتٌ تَحَوَّلَت العَفيفَةُ بَاغِيةْ

حَتَّى إذا حَضنَتْ بِصَمْتٍ أَضْلُعِى
سَتَصيرُ حواءً وتُخْلَقُ ثانيةْ

لتقولَ بنتٌ ما بأنِّى قَيْصَرٌ
ويقول قَيْصرُ :-هالكٌ سُلطانيه

....

بِنتٌ إذا نَظَرَتْ بِطَرْفِ عُيُونِها
نَحْوِى....وَجَدْتُ القُدسَ فيها ساريةْ

لتقولَ :- قد أسرى النبيُّ لقُدْسِهِ
لكنَّ حُسنَ الأرضِ قد أسرى ليه

فاقرأْ بحزن الحسن حالاً يَبتغى
حالاً - كحالكَ _حالكاً أو حاليه

فكما بوحي الشعر قد أوحى لكم
فالله بالأحزان قد أَوْحى ليه

بِنتٌ مُعقدةٌ ( كجولجيا) السما
وبسيطةٌ كبساطتى فى القافيةْ

وكأنما كل النسا أخوات إنَّ
العاملاتِ... ووحدها ما كافيةْ

نَزَلتْ سماءُ اللهِ تَلمسُ عُودَها
والأرض كم تهوى خُطاها حَافيةْ

فهي التفاعيل السليمة كلها
ونساء كل الأرض مثل زحافيه

عجباً لها إذ كيف جسمٌ واحدٌ
ذاتين ....يحمل ذاتها فى ذاتيه

حتى إذا غابتْ أغيبُ كأنما
هي لم تَغبْ بل كان ذاك غيابيه

وكأنها شعرٌ وقلبى شاعرٌ
من غير أن تلقاه لا ألقانيه

لأصير دون وجودها مُتبعثراً
كالخمر مسكوباً جوار القانيةْ

فعيونها بدرٌ يُضيء دماءنا
ورحيلُها نار الشموس القانية

وحضورها ربٌّ يُجففُ دمعتى
وغيابها في النار قد ألقانيه

فالبنت لم تُخلقْ كآدم إنما
البنت نورٌ من جمال إلهيه

أَبْكى( لهاجر )زمزماً بصخورها
فاسَّاقطت رُطبٌ (لمريم ) آتيةْ

لتُوحِّدَ الأديان سيدةٌ إذا
قالت (محمدُ) قال أهلاً ( ماريةْ)

ماطاق( موسي ) نورَ ربيَ إنما
حملت جنانَ الرب عينُكِ ( آسيةْ)

ليُعلِّمَ الرحمنُ كلَّ رجالِه
أن التحمُّلَ في العيونِ الحانيةْ

حتي إذا خان البلادَ رجالُها
(فجميلةٌ بُحريد) ألفُ فِدائيةْ

بدموع (أسماءٍ ) تدُسُّ سلاحَها
وتقولُ :- متْ ياموتُ إنى ناجيةْ

أسماءُ لم تحمل طعاماً في النطاقِ
وإنَّما حملت معانٍ ساميةْ

(وخديجةٌ) أُمِّى ولستُ مُشبِّهاً
(فخديجة ٌ) فاقت سما أشعاريه

لتعلم الدنيا بأن بناتها
أغلى من الوصف المُسمَّى غاليةْ

فالبنتُ ثورة (مَريم ٍ )بأنينها
ونزول قرآنٍ ب (لم تكُ باغيةْ)

من عينها سقت الشموسَ ضياءَها
ولأجلها خدم (الكليمُ) ثمانيةْ

البنت تَضحيةٌ فكيف بلحظةٍ
سمَّيتَ غيرتها عليكَ أنانية

بل كيف إن قالت أُحبُّ بقلبها
جلدت مشاعرَها العقولُ الخاويةْ

حَملتْ همومَ الكون عشقاً مثلما
حملت مياهَ الحقل عينُ الساقيةْ

فالحبُّ خَمْرتُها الحلال إذا أتى
فلأجله كل المصاعب واهيةْ

ً.............

وحبيبتى بِنتٌ لفرْط جَمالِها
سيَخِرُّ مغميَّاً عَليهِ فؤاديهْ

عَيْنٌ كمَسِّ الجِنِّ ليسَ مُفارِقاً
إنْ أَشْرَقَتْ قُلْتُ :- السماءُ ثمانيةْ

قَاَلتْ لعينى دون قًوْلٍ :- مابِهِ
فضحكتُ ، تقتلُنى وتَسألُ مابيه

قَرَّبْتُ قُربانى فكَيْفَ قتلْتنى
قالَت لأنَّكَ فى الهوى قُرْبانيه

- مِليون أُنثى فى بُحور محبتى
قالت أمثلى قد تمثل ثانية

فأجَبْتُ لا كلَّا بلا وبلم ولن
جُنَّتْ جُنِنْتُ جَنَتْ وَلَيْسَتْ جانيةْ

قالت أأقتلُ قُلتُ لا تترددى
لن تحرقَ النيرانُ وجهَ مُعاويةْ

قَتَلَتْ فأمطرَت الهَواءَ غرامَها
واهتَزَّ نهدٌ كي يُعيدَ حياتيه

مابين شوقين التقت نيرانُنا
لأموتَ ثُمَّ تصيحُ بى أنَّى بِيه

لوصَارتْ امرأةُ الجنوبِ حَبيبةً
فغرامُها بُركانُ نارٍ حَاميةْ

لو لامَسَتْ عيناكَ عينيها إذاً
من دون أن تدرى دخلتَ الهَاويةْ

تجرى بها روحُ الحبيبِ كأنَّها
من فعل ما يجرى هواها جَاريةْ

خُذْنى لحريةِ الغَرامِ تحرراً
فالنخل لا ينمو بطين الآنيةْ

كن مِثلَ مَصاصِ الدماء ولا تَخَفْ
أحتاجُ أن أبقى بحِضنكَ داميةْ

فالحبُّ من فرط السُموِّ ...سُمُوُّهُ
يَحتاجُ أحياناً دقائق دانيةْ

الحبُ فى زمنى بلا (كُلِرَا ) فكُنْ
(كلرا ) لكي تغدو عيونُكَ شافيةْ

(مَرْكيزُ ) أنت َ فكيف لم تُكمِلْ لنا
هذى الرواية كي أصير الراويةْ

لأظلّ فى الستين عاشقةً وبى
أزهار نهدٍ رغم عُمرى زاهيةْ

أحكى مع الأحفاد قصتنا معاً
وكأنَّ ( تيتنك ) الرحيلِ أماميه

لأقول جِئتُ من الجنوبِ مليكةً
فغدتْ دُموعُك فى الغرامِ ملاكيه

بيديكَ وشْوَشةُ النخيل لسَعْفِهِ
والناسُ صحْراءٌوعينكَ رابيةْ

مَزَّقتُ أشعارى وقُلتُ تَكلَّمى
وليُسقنى عَسلُ الكلامٍ مماتيه

قالتْ وحق الدفن قلتُ توضئى
كي تدفنينى فى العيون الصافية

وهناك رُحتُ ولستُ أدرى أين رُحتُ
وعدتُ لكنْ لم أعد بفؤاديه

لأعيش وحدى دون قلبى مثلما
عاش الحداثيون دون القافيةْ

فالعشق سرٌ لليسوع لكم بنا
أحيت دموع العشق نفساً بالية

لتصيح ماالدنيا بغير وجودنا
فأجيبها ( أعجاز دنيا خاوية )

جئنا إلى الزمن المُسىء كما أتتْ
فرعونَ مُعجزةٌ تُسمى آسيةْ

تحشو الغرامَ دُموعُنا ولطالما
ظَلَمتْ مُلوكاً عادلين الحاشيةْ

قرآننا حبٌّ بكيناه دَمَاً
كدموعِ رفعتَ حين يتلو الجاثيةْ

ياربُّ هَلْ كان الغرامُ مُحرَّماً
حتى تحولت الظُروفُ زبانيةْ
............

جئنا من الأرياف لا معنا سوى
دمعات أُمً رغم نومى صاحيةْ

فى الريفِ حيث الربّ مُختلِفٌ به
والناس خَمرٌ والحياة الداليةْ

فكأنهم صفصافةٌ علويةٌ
نَزلتْ من الجَنَّاتِ وَسْطَ فُؤاديه

حيث النخيل مُوَشْوِشاً أصحابَه
عن ضحكةٍ فى وَجهِ بِنْتٍ سَاريةْ

فتسمَّروا وكأنَّهم فِعلُ المُضارعِ
خلفها....... وكأنَّها لا ناهيةْ

فى الريف آخر أنبياءٍ أُوجدوا
كي يحفظ الرحمن أرْضاً عاصيةْ

حتَّى إذا اختلفوا فبعضٌ كالحسين
بُطولةً ......والبعض صار مُعاويةْ

حيث السماءُ تساقطت كسفا
فأَمْطرتْ الأراضى بالنساء الحانيةْ

فى الريفِ خامُ الناسِ أكثرُ جَوْدَة
من أن تُدنسهُ ظُروفٌ قاسيةْ

فدماؤُهم مَشروبُ دولتنا المُفضَلُ
والنُفوسُ هُناكَ دَوْماً راضيةْ

وهناكَ بين شُجيرتينُ وُلدتُ إذْ
وُلِدَتْ على جسدى بُذورُ أغانيه

وتَهَدْهَدَتْ بِنتٌ هناك فأخْرَجَتْ
من ماءِ ضِحكتِها غُصونُ القافيةْ

وهُناك أُخوتيَ الظُروفُ بِمَكْرِهِمْ
مكروا فَصِرتُ كيوسفٍ بعذابيه

...................

أنتَ الذي ابيضَتْ عيونُكَ ياأبى
وقَمِيصُ يوسف خَيطْهُ أَحْلاميه

فلتنتظرنى لا تَمُتْ أرجوك َإني
عائد كي فيك بى ألقانيه

جِئتُ المدينةَ لَمْ أَجِئْها راغباً
لكنَّ أثْمانَ النُبُوَّةٍ غاليةْ

جِئْتُ المدينةَ ياأبى حيث المياه
دُموع نيرانِ الرجالِ الباكيةْ

حيث التحكُّم كُلّه في كف
دَيُّوثٍ حَقيرٍ أو بأيدى زانيةْ

حيث المشاعر لا مشاعر والسذاجةُ
أن تُفَكّرَ فى المَباديء ثانيةْ

تَحْنُو على ألمى الطريق بحضنها
ويُناقشُ المقهى معى آلاميه

لتقول أحزانٌ :- ألَستُ بربكم؟!
فأقولُ ياربِّى ألَستَ إلهيه ؟

علَّمتنى الأشعارَ ثُمَّ قتلتنى
بالحب والأشعار قبل مماتيه

ليصيح كوب الشاي لا تكفر به
فالله أكبر من بلادٍ قاسيةْ

وهنا على متن المدينة ياأبى
أنثى إذا أبكى تَقولُ حَنانيه

أُنثى تُشكِّلُ حالة العينين شمساً
كي تُنيرَ بعينها أحزانيه

وهنا على متن المدينة ياأبى
وَلدٌ غَريبٌ فى مَحَكِ الهَاويةْ

مَشيُ الشَوارعِ ، طَعمُ فُولٍ فى دمى
شِعرى وأُغنيتى وحِضنِ فتاتيه

واسكندريةُ ...والمَقَاهى.... ثَوْرةٌ
قَتَلَتْ برغم نجاحِها أحلاميه
............
ياثَورةً تَجنى على أصحابها
أَيَداكِ أم أيدى الملوكٍ الجانيةْ

لا تسألى عن ثائريك بأيْنَهم؟
فالثائرون الآن جُندُ الطاغيةْ

والقاتلون بخمرهم دمنا بكى
إذ يشربوا بسعادة أوجاعيه

يارب هل كانت بلادى عاقراً
كي يَحكمَ الأوطانَ بَعضُ زبانيةْ

مِصرُ التى لا أرض لى إلا بها
هل أنت مصرٌ أم بلادٌ ثانية؟!

والتين والزيتون والبلد الأمين
وجائعٍ يَاربُ ....ظُلمِ الحاشيةْ

ومُباشِرٌ جِداً بهذا الشِعر ياوطنى
صرخت وما أتاك صراخيه

أولست تسمع ذا الندا أم ياترى
حَجَبَتْ ( كُروش )الظالمين ندائيه

وأراك تُرضعهم بكأسٍ من دمى
وأراك لكن لَستَ أَنْتَ ترانيه

مُستعصِمَاً بالحُبِّ أَزْرعُ وَرْدَةً
فَبِأىِّ عَدْلٍ قَدْ شَمَمْتُ دمائيه

ياجامع السُحَّارِ جَمْعُكَ قَاتلٌ
وعصى كليم الله ليْسَتْ آتيةْ

فالقى هنا جسدى ليُبْطلَ إفْكهم
فالناسُ تُبْعَثُ والكراسى فَانيةْ

وطنى الذى ماكان لى وطنا وما
أهدى لحُبى غير نَارٍ قَاسِيةْ

إنِّى أُحبُّكَ سَيِّدى حتى وَلَوْ
أَكَلَتْ نُيُوبُكَ بالعَذَابِ فُؤَادِيَه

هل يَكْرَه الأوطانَ إلا جاهلٌ
جَهَلَ الوَفَا فاستَعْبدتْه كَرَاهِيَةْ

........

هامش ١ إلى الله

مابين قُنبلتين أزرعُ وردةً
بيضاء تزرع في الحروب سلاميه

لتُسلمَ التسليمَ تسليماً علي
عمرى إذا ردَّ الممات سلاميه

وكأنني في الذبح إسماعيل إذ
سكين موتى أثبتت إسلامىه

فإذا منحت الموت هبنى موْتةً
تسمو سمُوّاً من سماء تساميه

فالناسُ تُولدُ مثل مَولد بعضها
ولوحدها الأحرار ترحل ساميه

والناس ترفع سيفها من أجلها
وأنا لأجلك قد رفعت حُساميه

أولستَ أبقي من بقاء بقائنا
أولست تسكن في مسام مساميه

فلئن يُقَسِمُنى الرصاصُ بعُنفهِ
فاكتب قصيد الشعر في أقساميه

ولئِن منحتَ وسام فخرك للدنا
فاجعل ورود الحب عقد وساميه

هامش ٢ فى غرفة الشعراء بالجنة

لأعدُّ ليلى فى الهوى وأنا الذى
(كم عشت دهراً… لا أعد لياليه)

يابن المُلَوح مابنا؟! فأجابنى
سَلْ حب ليلى كم فداه جرى ليه

ليقول عنترةٌ بدمعٍ راجفٍ
يا دمع عبلة ذا البكاء بكائيه

(إنى ذكرْتكِ والرماحُ نواهلٌ)
والموت من ذكر الغرام بكى ليه

(فوددت تقبيل السيوف لأنها)
لمعت كعينك حين تأتى باكية

فبكى ابن زيدون وصاح لقيده
سجنٌ علا سجنى وأنثى نائية

لكنَّ لى فى الحب دمعة عاشقٍ
لما رآها السجن حنَّ لحاليه

ونزار يبكى دونما بلقيسه
موتٌ أتاها أم تراه أتى ليه

(فحبيبتى قتلت وصار بوسعكم)
أن تشربوا كأسا بخمر دمائيه

(وقصيدتى ماتت وهل من أمة)
إلا بلادى تستبيح كلاميه

ليقول درويش انتظرها قد تجىء
فقلت ماجاءت وليست آتية

فالعشق فى أرض العروبة كافر
كالموت حين يجىء من أشعاريه

ليصيح ديك الجن فاقتلها إذا
لأقول هل تنهى يداي حياتيه

فأنا أرانى حين تأتى عينها
وأنا أعد بضحكها أياميه

فى حضنها جاء المخاض لنا فهل
فى حضنها نسج الهوى أكفانيه

كقصيد شعر من جميل بثينة
فيه الحياة وفيه سر ختاميه

الله فى الشعراء يامحبوبتى
ماتوا جميعا كى تعيش القافيةْ

هامش ٣
حبٌ لم أنسه بالجنة

أنساكِ ؟! لا إذ كيف أن أنسانيَه؟!
وأنا الذي نسيت دموعى ناسيه

قولى نسيتكَ واكذبى وتصنعى
لتقول عينك عنك ليست ناسيه

فالبنت فى حَرَم الهوى كزليخةٍ
وزليخةٌ لم تنس يوسف ثانيه

نحن اخترعنا غير حبٍ حبنا
ندنو فتعلونا المشاعر سامية

لنعلم الدنيا بأن غرامنا
دانٍ ولكن كالقطوف الدانية

آمنت ياقديستى لا يَكْفُرُ
الشُعراءُ بامرأةٍ أتتهم هاويةْ

إن الحياةَ بغير حُبٍ صادقٍ
نحيا بهِ... أعجاز ناسٍ خاويةْ

من هامش ٤ إلى هامش١٥
قيد المراجعة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو