التخطي إلى المحتوى الرئيسي

على الطبيعة بقلم تقى شهير‬

سكون..عيناها مستيقظتان..تدوران مع دوران الأرض..تلمح تلك الرفرة..غصن ينكسر..همس..وسوسة..ورقة تسقط..تلمح التفاصيل بأكملها..و لكن مازالت في سكون..تنتظر..تنتظر..
تهب كمن لم يفقه الثبات يوماً..صفير..صراخ..ترفع ما على الأرض إلى الهواء..لا فرق بين تراب الأرض و غبار السماء..عاصفة..ثائرة..
حائرة..تزداد ثورة..تهب..تجوب..ما بين العروق..تتخلل بين الشرايين..كفى!
كل التفاصيل معلقة في منتصف الطريق ما بين السماء و الأرض..ما بين العقل و القلب..ما بين الجبروت و اللا وجود
تقلبات في الأجواء..اختل التوازن..أمطرت!
رعد..برق..لا اكتراث..سيول..ابتلت الأوراق..الساقط منها و المتمسك بغصنه..ابتلت التفاصيل..ابتلت حد اللا وعي..حد التيه..
اهدئي..اهدئي..كلت..هدئت..أياً يكن..تنهدت أم تلك الأنفاس الأخيرة..أياً يكن..و لكن هناك أنفاس..و إن كانت همسة..طرفة عين..دقة قلب..هادئة..من المنبع إلى المصب..
اهدئي..اهدئي..فاترة..
اهدئي..لم تكن موجة..بل سريان مبدئي..خطوة للأمام..تدفع ما أمامها..من المنبع إلى المصب..
استمري..إنه مجراكِ..إنها ضفافكِ..و إن فضتِ..أي دمار سيسببه الفيضان للفيضان!
استمري..
هناك مسقط..لا طريق..لا طريق!
لا تخافِ..استمري..سيظهر الطريق أينما سرتِ..
تتردد..تتردد..و يندفع الشلال..يحتضن الجاذبية..يتأقلم مع الطبيعة..بل يلهو..لا خوف..حرية..و سيظهر الطريق أينما سرتِ
هكذا هي..على الطبيعة! تتقلب كالطقس..كيان كالأرض..تدور في محورها..لن تحيد عنه أبدا..جافة كالرياح..فاترة كالماء..هوائية كالمطر..و رزينة كالجاذبية..مترددة كطبقات الأرض قبل الجرف..و جريئة حرة كالشلال..و حين ينعدم الوصف..فقط..راقبها على الطبيعة..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو