التخطي إلى المحتوى الرئيسي

على هامش العصر ... إلى متى ؟ بقلم نبيل محارب السويركى / فلسطين


--- يقال أن الجاهل عدو نفسه ، وتلك مقولة عفا عليها الزمن .. حتى الجاهل بدأ يتعلم بمجرد فتح مراكز محو الأمية فى شرق البلاد وغربها وقتما يشاء وأينما شاء .ترجمت فيما بعد أن الجاهل من لا يملك جهاز كمبيوتر وإنترنت وشبكة إتصالات بجواره . تقدم كل شئ فى حياتنا تقدماً كبيراً ، وعدنا لا نواكب تلك التطورات المتلاحقة لكثرتها ، تنوعها ، وارتفاع أسعارها .إذ لا يقدر الموظف من ذوى الدخل المحدود شراء ما يلزمه من تقنيات حديثة ، ولا حتى استيرادها فقد يحرم نفسه من إقتنائها ؛ لكنه لا يستطيع أن يحرم أبناءه منها أيضاً .
--- بالتعلم والإدرك يمكن للإنسان أن يدرك قيمة الأشياء من حوله . رحم الله تلك الأيام الخوالي لدى إقتنائنا التلفزيون الأبيض والأسود بثلاث قنوات ، وتلفون واحد فى الحى ، ولم تكن الشوارع معبدة بهذا الشكل سوى الطرق الرئيسة . بالتعليم يستطيع المرء مقاومة الإغراءات المادية . تأمل عمل الصحفي الذى ينجز عمله عبر اللقاءات الحوارية فى مواقع الحدث ، بدون لباقته واستخدامه مفردات لغوية لطيفة استخداماً جيداً ، لن يؤدى رسالته على أكمل وجه ، بل حتى عليه تعلم لغات أخرى غير لغة الأم .
--- وتأمل هذا النجار الذى يستخدم الات القطع والقص الحديثة ، فهو سيؤذى نفسه ما لم يتعلم كيفية تشغيل تلك الالة . وهذا الكهربائي الذى يرافق المهندسين فى عمله ، فهو يدرك علم اليقين طرق التوصيلات الكهربية حسب خريطة المهندس ؛ وإلا سيلقى حتفه عند أي خطأ يرتكبه ...الخ . خلاصة القول لا يمكن للإنسان أن يعيش أبد الدهر بين الحفر ، فهل له أن يستمر على هامش العصر دون التعرف على إمكاناته الكافية ؟ وهل له من سبيل سوى الإنخراط فى ممارسة تلك الأعمال الراقية المعقدة ليظهر على الملأ ؟ وتمسون على وطن الخير والبركة .
ولكم تحياتى / نبيل محارب السويركى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رحلة فى أعماق شاعر : الشاعر إيليا أبو ماضى بقلم محسن الوردانى

الشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى أحد أبرز شعراء المهجر فى القرن العشرين جاء إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة والتقى بالكاتب اللبنانى انطوان جميل ودعاه انطوان للكتابة فى مجلة الزهور فبدأ فى نشر قصائد بالمجلة . صدر له عام 1911 ديوان      تذكار الماضى هاجر عام 1912 الولايات المتحدة وأسس الرابطة القلمية  مع جبران خليل جبران وميخائيل نعمه توفى سنة 1957 يقول ايليا أبو ماضى فى قصيدته ليس السر في السنوات قل للذي أحصى السنين مفاخرا     يا صاح ليس السرّ في السنوات لكنه في المرء كيف يعيشها     في يقظة ، أم في عميق سبات قم عدّ آلاف السنين على الحصى     أتعدّ شبة فضيلة لحصاة؟ خير من الفلوات ، لا حدّ لها ،     روض أغنّ يقاس بالخطوات كن زهرة ، أو نغمة في زهرة،     فالمجد للأزهار والنغمات تمشي الشهور على الورود ضحوكة     وتنام في الأشواك مكتئبات وتموت ذي للعقم قبل مماتها     وتعيش تلك الدهر في ساعات تحصى على أهل الحياة دقائق     والدهر لا يحصى على الأموات ألعمر ، إلاّ بالمآثر، فارغ                       كالبيت مهجورا وكالمومات جعل السنين مجيدة وجميلة     ما في مطاويها من الحسنات وهنا يتحدث إيليا ابو ماضى

ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان

* ترجمة تلخيص مسرحية تاجر البندقيه * مع تحليل نقدى لابعاد المسرحيه بقلم د/ طارق رضوان في مدينة فينيسا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع"شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام..فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش..وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين..من بينهم تاجر شاب اسمه"انطونيو". كان "انطونيو"ذا قلب طيب كريم..وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون ان يحصل من المقترض على ربا او فائدة.لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك"يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان بيديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي اي مكان كان يلتقي فيه "انطونيو"و"شيلوك"كان "انطونيو"يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال.وكان اليهودي يتحمل هذه المهانه، وفي الوقت نفسه كان يتحين أيه فرصة تسنح له للانتقام من "انطونيو". وكان جميع اهالي "البندقية"يحبون "انطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة ،كما كان له أصدقاء كثي

قصيدة (الكِرْش.. بين مدح وذمّ!)

• الكِرْشُ مفخرةُ الرجالِ، سَمَوْا به ** وتوسَّدوه، ووسَّدوه عيالا • خِلٌّ وفيٌّ لا يخونُ خليلَهُ ** في الدرب تُبصِرُ صورةً وخيالا = = = = = - الكِرْشُ شيءٌ يا صديقُ مُقزِّزٌ ** وصف البهائم، لا تكنْ دجَّالا! - وكـ "واو" عمرٍو للصديق ملازمٌ ** قد أورَثَ الخِلَّ الوفيَّ ملالا! = = = = = • يا صاح ِ، إنّي قد رضيتُ مشورةً ** إنّ المشورة ليس تعدلُ مالا • مَن للعيال مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ ** مَن غيرُه سيُأرجِحُ الأطفالا؟ • مَن لـ "المدام" إذا الوسادُ تحجَّرتْ ** يحنو عليها خِفَّةً ودلالا؟ • مَن للطعام إذا ملأتم سُفْرةً ** حمَلَ البقيَّةَ فوقه، ما مالا؟ • مَن تستعينُ به لإطرابِ الألى ** غنَّوْا، وطبَّلَ راقصًا ميَّالا؟ = = = = = - أضحكتني؛ إذ كان قولُك ماجنًا ** وظهرتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا! - لكنَّه عند التحقُّق عائقٌ ** وقتَ الجهاد يُقهقِرُ الأبطالا - إنَّ النحافة في الوغى محمودةٌ ** والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومقالا - إذ صاحبُ الكرش ِ العظيم ِ لُعابُه ** إنْ أبصرَ الأكلَ المُنمَّقَ سالا = = = = = • هَبْ أنَّ ما حدَّثتني به واقعٌ ** ما ضرَّه لو