عندما ظهرت الرسوم المسيئة للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في الدنمارك - أعلن رجال الفتوى مقاطعة المنتجات الدنماركية - وفوجئنا بمنشورات ومطبوعات تحض الشعب على مقاطعة المنتجات الدنماركية ، وهناك قوائم بأسماء المنتجات الدنماركية تجاوزت 40 منتجاً !!! ، نفس الأمر بالنسبة للفيلم الأمريكي المسيء للحبيب - صلى الله عليه وسلم - حدثت نفس الدعوات والمطالبات بمقاطعة المنتجات الأمريكية وفوجئنا بأن المنتجات الأمريكية تملأ السوق ولا يمكن مقاطعتها ، لأن الدولة ضعيفة وليس لديها البديل لهذه المنتجات ، نفس الأمر بالنسبة للمدارس الخاصة ، عندما يرفع أصحاب المدارس الخاصة المصاريف في بداية العام الدراسي ، وزارة التربية والتعليم تهدد وتتوعد المدارس الخاصة ، وتطالب أولياء الأمور بسحب ملفات أبنائهم من المدارس الخاصة ، ولم توفر البديل الجيد من المدارس فيضطر أولياء الأمور أمام عجز الوزارة في دفع ما تريده المدارس الخاصة ، ويدفع هذا الأمر بعض أصحاب المدارس الخاصة إلى رفع المصاريف أضعاف المعتاد !!! ، ومن عدة سنوات قام أحد الضباط بسحب رخص سائقي الميكروباص العاملين على خط المطرية ألف مسكن ، فقام بعض السائقين بالتمرد على تصرف الضابط ، فجاءت قوة من الشرطة لطرد باقي سائقي هذا الخط من الموقف المخصص لهم ، فاقتربتُ من عميد الشرطة وقلت له : سيادتك أين البديل لهؤلاء والموقف امتلأ عن آخره بالركاب ؟ !!! فكان رده بأن كل شيء عندهم له حل ، وبعد أكثر من ساعة أحضروا أتوبيسين من موقف الأتوبيسات الخاصة بشرق الدلتا وحمّلوا الركاب وسط تأفف السائقين وخوفهم من سائقي الميكروباص ، وفوجئنا بأن الأتوبيسين ذهبا ولم يعودا - طبعاً - بناءً على تعليمات الشركة !!!! ، فالحكومة الضعيفة تشجع التاجر الجشع على استغلال الشعب ، لأنها حكومة عاجزة عن حماية مواطنيها ورعايتهم .
وكثير من دعوات المقاطعة تكون من شركات منافسة ، وتصرف على الإعلانات والدعاية المسيئة للشركات المنافسة بهدف احتكار السوق ، كما حدث في الآونة الأخيرة لشائعة استخدام بعض المطاعم الشهيرة لحوم حمير في وجباتهم بهدف تدمير هذه المطاعم واحتكار المطاعم المنافسة للسوق !!!! .
أما في موضوع مقاطعة شركات المحمول ؛ فالدعوة تشمل مقاطعة الشركات الثلاث للمحمول ، والحكومة لم توفر البديل ، فحتى لو صدق الداعون في مقاطعاتهم للمحمول فالموضوع لن يستمر أكثر من يومين ، ومن سيستجيبون لهذه الدعوة لا يمثلون 1 % من مستخدمي المحمول ، ولن تخسر شركات المحمول ، ولن تتوقف ولن تفلس كما يدعي أصحاب هذه الدعوة ، فهذه الشركات حصلت على ما دفعته في البنية الأساسية من سنوات ، وكل ما تحتاجه شهرياً هو مرتبات خدمة العملاء ، وبعض مصاريف الصيانة البسيطة ، ويحصلون على المليارات سنوياً من جيوب هذا الشعب ، لأننا شعب محب للكلام ، وهذه الدعوة ستأتي بأثر إيجابي للشركات وليست بأثر سلبي ، فالذين لن يستخدموا المحمول لمدة يومين - إذا صدقوا في دعوتهم - في اليوم الثالث ستصيبهم نوبة إسهال في الكلام لتعويض اليومين ، كما أن هذه الدعوة لا يملك أحد تنفيذها ، إلا الدولة والدولة لاحول لها ولا قوة ، لأنها أضعف من أصحاب الشركات ، فهذه الشركات لها قوة المال وقوة السلطة وقوة الخدمة ، ففي نفس اليوم الذي أُعلنوا فيه المقاطعة لشركات المحمول إتصلت عليّ خدمة العملاء لتعرض عليّ مميزات خدمة : موبي كاش لشركة موبينيل ، ثم سألتني في نهاية المكالمة ، هل الخدمة عجبتك ياافندم ؟ !!! ، ياريت حضرتك تقول لنا عن اقتراحاتك للخدمة !!! ، فعالم البيزنس ، له من الإمكانيات ما يستطيع به مواجهة أي دعوة مضادة ، خاصة أن هذه الدعوات لا تجد مساندة من الدولة ، لأنها دولة ضعيفة ومرتعشة !!!
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك فى موضوعاتنا .